دبي – خاص
بقلم: Medy Navani، المؤسس والمدير الإبداعي لشركة Design Haus Medy
بعد أن حان الوقت كي أحصد نتائج مثابرتي لأغدو رجل أعمالٍ رائد وقادر على اتخاذ القرارات التي تناسبني بحريةٍ وراحةٍ تامّة منذ سنوات عديدة، يمكنني القول بأنّ هنالك الكثير من الأشياء التي تعلّمتها خلال رحلتي المهنية. وأبرزها على الإطلاق كان مزج العمل مع التسلية، وهو مفهومٌ في غاية الأهمية يقدّم وصفةً سحرية للتقدّم بخطى ثابتة نحو النجاح.
قد تبدو هذه الفكرة للبعض منافيةً للمنطق السليم، لذا اسمحوا لي بتوضيحها قليلاً؛ يميل معظم الناس إلى الاعتقاد بأنّ مزج التسلية بالعمل هو من أسوء الأخطاء على الإطلاق. ونحن نستند في هذا التحليل إلى طرق التفكير التقليدية التي لا توضح الخطوط الخفية والفاصلة ما بين فوائد ومضارّ هذه الفكرة، لذا سأحاول استعراضها بشكلٍ أفضل.
تعتقد الأغلبية أنّ “العمل” و”التسلية” هما كيانان متناقضان، أو خطان مختلفان في الحياة العملية ولا ينبغي لهما أن يلتقيا أبداً. إلّا أنّني قد اكتشفت على مدى سنوات إدارة شركتي الخاصة وإنتاج أعمال جديدة والفوز بمشاريع بارزة ومهمة على المستوى الدولي، أن الخبرة التي اكتسبتها خلال ذلك هي جزءٌ أساسي من شخصيتي يساعد في رسم ملامح هويتي الكاملة. فقدرتي على العمل ضمن ميدانٍ أحبّه مكّنتني من الشعور بالسعادة والشغف والإلهام بصورةٍ دائمة، وهذا ما أعتبره من أهم مقومات نجاحي حتى اليوم، ومن أسباب بلوغي المحطات التي أتطلع إليها في المستقبل. فاختيار مجال عمل مفضّل هو في تقديري المفتاح الرئيسي لقيادة حياة عملية ناجحة ومنتجة وممتعة في آنٍ معاً.
لكن، كيف يمكننا مزج التسلية بالعمل بطريقة تعزز من مستوى نجاحنا المهني؟ إليكم بعض النصائح التي اتبعتها لتحقيق نتائج فعالة.
- ليكن عملك هو مرآة شخصيتك. أن تكون رائد أعمال، فذلك يعني أن تدفع الناس لشراء ما تمكنت من توفيره بفضل شغفك وشخصيتك المثابرة وخبرتك الواسعة، فعندما يستشعر العملاء ثقتك ومصداقيتك سيندفعون للحصول على ما تقدمه من منتجاتٍ وخدمات. كما تعتبر الشفافية في التعامل من أهمّ عوامل استقطاب العميل الذي يستجيب بصورةٍ لافتة إلى المزايا الجذابة في شخصية صاحب أو مدير العمل الذي يجلس خلف المكتب الكبير. وهكذا يمكن القول بأنّ سرّ النجاح يكمن في الحفاظ على أسلوب عمل احترافي مع السماح لشخصيتك الحقيقية بالتألق بين حينٍ وآخر لبناء علاقات حقيقية مع العملاء.
- ضع جميع الأمور في الحسبان. تذكر دوماً أنّ لكلّ شخصٍ تصادفه تأثيره الاجتماعي الخاصّ على رحلتك المهنية، حتى لو تقابلتم خارج إطار العمل. فقد تفوق الفوائد الكامنة خلف المحادثات الاجتماعية توقعاتك وتفتح بصيرتك على آفاقٍ جديدة تقود إلى نتائجٍ رائعة. لذا، حاول التعرّف باستمرار على أشخاص جدد لتتفاعل معهم وتتبادل وإيّاهم الآراء والأفكار. وعلّم نفسك التفكير بأسلوبٍ منفتح يرى في كلّ لقاءٍ فرصةً جيدة، لتوسّع نطاق الاحتمالات التي لم تكن لتخطر في ذهنك قبل تبنّيك لطريقة التفكير هذه.
- عملك هو شغفك الحقيقي. تعتبر مقولة “اتبع شغفك” شائعةً للغاية، وعلى الرغم من أهميتها لا تعتبر كافيةً لتحقيق ما تصبو إليه على الدوام. فعليك أن تميز الفرق بين استمتاعك بنشاطٍ اجتماعي معين لا يعود عليك بالربح كلعب رياضة التنس، وتحويل هذه الهواية إلى شغفٍ حقيقي يصبح مهنةً تدرّ عليك المال. وبكلماتٍ أخرى، يمكن القول بأنّك ستعجز عن تحقيق نتائجٍ مبهرة إن كنت لا تحمل أي شغفٍ أو اهتمام بالعمل الذي اخترت القيام به، وقد يرتبط هذا الشغف بالمنتج بحدّ ذاته أو بالقطاع بصورةٍ عامة أو بالأجواء المرافقة لعقد صفقات البيع، أو ربما بإطلاق عملٍ متميّز يُكتَب له الازدهار والنجاح. وهكذا، عليك إدراك أهمية العنصر العاطفي في ممارسة مهنةٍ تجمع من خلالها مهاراتك العملية مع شغفك وإحساسك بالسعادة، فذلك يدفعك نحو الأمام ويساعدك على الارتقاء بمستوى أدائك بشكلٍ مستمرّ.
- الحفاظ دوماً على التوازن. يعتبر التوازن مفتاح النجاح والاستمرار في كلّ شيء، خصيصاً عندما يتعلّق الأمر بمزج المتعة مع العمل. فعليك بدايةً أن تضع حداً لا تسمح لنفسك بتجاوزه لمسافة كبيرة، فذلك قد يعود عليك بنتائج سلبية تجعل تنظيم أمورك مهمةً صعبة. فعلى سبيل المثال، على المرء أن يتعلّم كيف يطلب معروفاً من أصدقائه بطريقة لبقة، أو كيف يكتسب خبراتٍ ومعارف جديدة من الأشخاص المحيطين به دون أن يبدو ملحاً يزعج راحة الآخرين، أو كيف يدفع بعمله نحو الأمام بالاستناد إلى شغفه الإبداعي مع التركيز على الميزانية والموارد المتوفرة. فإيجاد هذا التوازن المطلوب خلال مرحلةٍ مبكرة من العمل، سيضمن لك تحديد الخطوط الأساسية للاستفادة بشكلٍ فعال من العلاقات المناسبة والوقت المناسب.