دبي – خاص
نمط حياتنا اليومي السريع يجعل من الصعب التفكير في التغييرات البسيطة التي يمكننا تطبيقها على أسلوب إنفاقنا بهدف الادخار للمستقبل وتجنب التبذير. وهنا تبرز أهمية تسليط الضوء على مدى تأثير العادات والسلوكيات الايجابية للإنفاق الاستهلاكي على التخطيط والادخار.
بالرغم من أن الضغوط المحتملة على الإنفاق قد تشكل عامل قلق للكثيرين، إلا أن نظرةً متعقلة كفيلة بتبديد هذا القلق نظراً لقدرة الجميع على ضبط نفقاتهم والتخطيط لها بشكلٍ صحيح. ولا بد أن يقوم كل فرد بمراجعة عملية التخطيط المالي لضمان توفير مدخرات على المدى الطويل، وفي حال كنت قد أجلت هذا الأمر، سنقدم لك بعض النصائح البسيطة للبدء بذلك…
وضع ميزانية أفضل
قبل البدء في التفكير بتجميع مدخراتك، عليك أن تحدد مصروفاتك. نحن نعلم أن متابعة جميع النفقات أمر مزعج، لكن لا بد من أخذ جميع المبالغ المنفقة، مهما صغرت، بعين الاعتبار وحسابها ضمن الخطة المالية. فعلى سبيل المثال، تصل تكلفة استهلاكك اليومي لمنتجات الكافيين إلى 20 درهماً، أي ما يزيد على 5500 درهم في العام، لذلك يجب أن يتم حسابها ضمن النفقات.
ويمكن اعتماد نموذج الميزانية الذي يلائمك من بين العديد من النماذج المتوفرة على شبكة الانترنت. ونوصي هنا باعتماد النموذج المبسط سهل الاستخدام الموجود ضمن برنامج نقودي MoneySense، الذي صممه بنك أبوظبي التجاري، وهو عبارة عن دليل عملي يحتوي على معلومات قيمة ونصائح وأدوات لمساعدتك على إدارة أموالك والتعرف على أفضل ممارسات الإنفاق وكيفية تحقيق مستوى انضباطٍ أعلى في السلوكيات الاستهلاكية.
كن دقيقاً قدر الإمكان عند وضع الميزانية، حيث أن الشخص العادي ينفق المال بمعدل ثلاث مرات في اليوم. لذا، من الأفضل أن تحتفظ بإيصالاتك وتطلّع على كشوفات حسابك لتتمكن من معرفة أي من هذه النفقات كانت غير ضرورية أو كان بالإمكان الاستغناء عنها.
حدد أهدافاً ذكية
إن أفضل طريقة لوضع الأهداف هي التفكير ’بذكاء‘ واعتماد مبدأ SMART. كما أن البدء بالادخار في وقت مبكر وبشكل منتظم مع مرور الوقت سيشكل قاعدة أساسية لتحقيق أهدافك المالية. ويمثل كل حرف في كلمة ’SMART‘ أحد سمات الأهداف الجيدة. وبالتالي تحتاج الأهداف أن تكون محددة (Specific) وقابلة للقياس (Measurable) وقابلة للتحقق (Achievable) وواقعية (Realistic) وملتزمة بالوقت (Time-bound).
قم بإعداد قائمة تتضمن جميع أهدافك سواء كانت شراء سيارة جديدة، أو تمويل نفقات دراسة أطفالك، أو امتلاك منزل، أو تمويل خطة تقاعد، أو قضاء عطلة مميزة. ومن ثم رتب أولوياتك وحدد إذا كان هدفك ’الذكي‘ هو حاجة أم رغبة. وبالطبع، تأتي الضرورات على رأس القائمة.
وحالما تتمكن من التمييز بين حاجاتك ورغباتك غير الضرورية وترتب أهدافك وفقاً لأهميتها، تأكد من قيامك بوضع مبلغ ثابت للادخار قبل إنفاق أي شيء. هذا يساعدك على ادخار مبلغ محدد كل شهر وبالتالي تحقيق أهدافك الخاصة بالادخار.
ضع خطة مستقبلية
يُعد الادخار وسيلة رائعة، حيث يمكن استخدام الأموال المدخرة دائماً بشكل أفضل، لذلك ابحث عن فرص استثمار في المنتجات والأدوات التي يمكن أن تساعدك في تحقيق أهدافك بشكل أكبر.
يمكن الأخذ بعين الاعتبار أنواعاً عديدة من الاستثمارات مثل الأسهم والسندات والودائع لأجل محدد وصناديق الاستثمار والعقارات وغيرها، ولكن تأكد من دراسة خطتك بشكلٍ جيد واستمع لآراء ونصائح الخبراء بشأن الحل الأمثل بالنسبة لك.
ونعلم أن الرياح لا تجري دائماً كما تشتهي السفن، حيث يمكن أن تؤثر التغييرات غير المتوقعة في الوضع الصحي أو الوظيفي أو المسؤوليات العائلية على أفضل الميزانيات الشهرية والأهداف بعيدة المدى. لذا، تأكد من أخذ حلول التأمين بعين الاعتبار مثل المدخرات لحالات الطوارئ، والأمراض الخطيرة، والتأمين على الحياة، ومنتجات الائتمان وغيرها من أنواع التأمين لحماية مدخراتك.
ابتعد عن الضغوطات
وأخيراً، تفادى الانصياع للمغريات، فجميعنا عرضة للاستسلام أمام إغراءات عروض التجزئة. كما أنه من السهل جداً الخوض في دوامة التباهي بآخر المشتريات أو العطلات الفاخرة عبر وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي، لذا يجب الحرص على عدم الانسياق في هذا المسار الذي يؤدي بالشخص للوقوع ضحيةً سهلة لحملات التسويق من خلال هذه القنوات.
وتأكد أيضاً من انتقاء المحتوى الذي تشاهده وحذف أو الحد من الحسابات التي تشجع على الاستهلاك والانفاق غير الضروري. وقبل أن تمسك محفظتك، اسأل نفسك دائماً إذا كانت عملية الشراء المحتملة هذه حاجة حقيقية أم رغبة غير ضرورية، وهل ينطبق عليها مبدأ SMART. وهل هناك طريقة أفضل لإنفاق هذه الأموال. والأهم من ذلك، هل تمتلك هامشاً مالياً كافياً لعملية الشراء هذه!