بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
شهدت معظم مؤشرات الأسواق الاسيوية ارتفاعات يوم الثلاثاء بدعم من الجلسة الإيجابية في وول ستريت يوم أمس، إضافة الى انخفاض الين الياباني، وارتفاع أسعار النفط.
استعداد روسيا للانضمام الى منظمة اوبك في محاولة الى استقرار أسعار النفط دفعت أسعار الخام 3% جلسة يوم الاثنين بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا، أكبر منتج للنفط، مستعدة للتعاون للحد من الإنتاج. الان ومع وصول حرب الحصص الى نهايتها أصبح بإمكاننا القول بأن الأسوأ أصبح وراءنا، لكن تصريحات وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح بأن الاسعار قد تصل إلى 60$ للبرميل تبدو متفائلة بعض الشيء في المرحلة الحالية.
الأسواق بدأت فعليا تسعير صفقة محتملة لخفض الإنتاج، وقد ارتفعت الأسعار بأكثر من 15% منذ اجتماع أعضاء أوبك في الجزائر في 28 من سبتمبر. أعتقد بأنه سيتم التوصل إلى اتفاق رسمي عندما تجتمع المنظمة في نهاية تشرين الثاني في فيننا، ولكن عقبات كثيرة قد تعترض هذا الاتفاق في المراحل المقبلة. على سبيل المثال، الى أي مدى ستلتزم كل دولة بحصة الإنتاج المتفق عليها؟ وبأي سرعة ستعود الامدادات لكل من نيجيريا وليبيا؟ وما الذي يعينه سعر فوق 50$ لصناع النفط الصخري؟
بشكل عام أنا متفائل حيال إعادة توازن السوق النفطي خلال الفترة المقبلة، لكن الأسواق عادة ما تستبق الأمور وتتفاعل مع الشائعات قبل أن تتحول الى حقائق، لذلك اعتقد بأن أي ارتفاع في الأسعار على المدى القصير سيكون محدودا من المستويات الحالية.
في أسواق العملات استأنف الدولار الأمريكي ارتفاعاته خلال تداولات اليوم الثلاثاء وعاد مؤشر العملة ليصعد فوق 97 على الرغم من عدم الافراج عن أي بيانات اقتصادية. لكن يبدو بأن المستثمرين أصبحوا على قناعة أن أسعار الفائدة سترتفع في ديسمبر، وهذا ينعكس في أسواق السندات مع وصول العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات فوق 1.76% وبحسب مؤشر “FedWatch” من بورصة شيكاغو التجارية فأن احتمالات الرفع لشهر ديسمبر تقف عند 70%. أما الجنيه الإسترليني فتعرض الى المزيد من الضغوط مع تجاهل المستثمرين للبيانات الإيجابية والتركيز فقط على السعر الذي ستدفعه بريطانيا إثر الخروج الصعب من الاتحاد الأوروبي.
الدولار النيوزيلندي تراجع بنسبة 1% ليصل الى أدني مستوياته في ثلاثة أشهر عند 0.7062 إثر تصريحات عضو الاحتياطي النيوزيلندي جون ماك ديرموت والذي أعلن بشكل واضح أن البنك المركزي في طريقه الى تسهيل السياسة النقدية. لا يزال التضخم هو العائق الأكبر أمام البنوك المركزية وللوصول الى مستهدف ما بين 1 الى 3% للاحتياطي النيوزيلندي من المستويات الحالية بالقرب من الصفر فعليه فعل المزيد.