دعا المؤتمر إلى الاستفادة من التميز التشغيلي لتحقيق أقصى قدر من الفوائد ونقل المعرفة وتحديث المعايير
الرياض 14 ديسمبر 2023
اختتمت النسخة الثانية من مؤتمر التميز التشغيلي (OPEX) في فندق الفور سيزونز الرياض. وانعقد المؤتمر في الفترة من 12 إلى 13 ديسمبر/كانون الأول 2023 تحت شعار “نحو خلق قيمة لجميع أصحاب المصلحة”. وخلال الحدث، استكشف المشاركون الممارسات التشغيلية الرائدة في مختلف القطاعات الصناعية والخدماتية. وكان الهدف الأساسي هو الاستفادة من هذه الممارسات لتحقيق أعلى مستوى من الفوائد وتسهيل نقل المعرفة من خلال اعتماد مبادئ التميز التشغيلي والمعايير المحدثة. وقد تناولت هذه المعايير التحديات على وجه التحديد، واستوفت المتطلبات الحالية والمستقبلية، وركزت على تعزيز الكفاءة، وتعزيز الاستدامة، وتبني الابتكار التكنولوجي.
كلمة المهندس عبد الله بن ابراهيم
وافتتح الحدث عبد الرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي.
واستهل محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبد الله بن ابراهيم العبد الكريم كلمته الترحيبية بأصحاب المعالي والسعادة والحضور الكريم، بالتأكيد على أن مؤتمر التميز التشغيلي الذي يستهدف تحقيق القيمة لأصحاب العلاقة، لا تنظمه المؤسسة بمفردها، بل يقوم بتكامل جهود القطاعات الحكومية والخاصة، وتنوب عنها المؤسسة بالقيام بدور المنسق لهذه الجهود، بهدف تلبية احتياجها المستمر لمشاركة هذه التجارب، وتحقيق المنفعة والقيمة لها ولجميع القطاعات المشاركة
وأضاف أن “فكرة مؤتمر التميز التشغيلي انطلقت وتبلورت في العام 2019 من نفس هذا المكان ومن ذات القاعة التي نجتمع فيها اليوم، مشيراً إلى أنها انبثقت خلال انعقاد إحدى الدورات المتخصصة في مناقشة تحقيق التميز التشغيلي داخل قطاعات المؤسسة، وهي عادة دأبت عليها هذه القطاعات منذ العام 1974م، كاشفاً أنها ظلت تعقد لقاءً دورياً يتم خلاله تبادل النقاشات حول فرص النمو وتعزيز ثقافة التميز التشغيلي، وتم التوافق خلال تلك الدورة على ضرورة الانفتاح على تجارب الآخرين وعدم الاكتفاء بالتغذية الذاتية، حتى تتحقق الفائدة القصوى ونكون ملهمين بما يكفي لخدمة هذا الوطن”.
وأوضح العبدالكريم أن “فكرة المؤتمر تطورت من خلال القيام بزيارات مختلفة لعدد من الجهات العالمية، للوقوف على التجارب الراسخة التي أرست ثقافة متقدمة في هذا المجال، ومعرفة ما هي الفلسفة وما هو النهج، اللذان يمثلان حقيقة خصائص التميز التشغيلي أكثر من كونه ممارسة إجرائية وتشغيلية، مبيناً أنهم في خاتمة المطاف لم يجدوا أفضل من المملكة العربية السعودية في مختلف قطاعاتها، للتعلم منها وجعلها مثالاً يحتذى، معتبراً أن مرحلة التحول أحدثت تغييراً عظيماً بهذه القطاعات، تم التعبير عنه بالتقدم المحرز وتحقيق الأرقام العالمية، التي نتجت عن ممارسات ناضجة وسلوكيات ومبادئ أساسية في التميز التشغيلي”.
وتابع المحافظ: تُشاركنا أعمال النسخة الحالية من المؤتمر قطاعات فاعلة منها قطاع الحج والعمرة، قطاع النقل والخدمات اللوجستية، قطاع الصناعة والتعدين، قطاع الطاقة، القطاع المالي، قطاع البحث والتطوير والابتكار، القطاع العقاري، قطاع الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، قطاع الاتصالات، وكل هذه القطاعات سواء كانت في القطاع العام أو الخاص أو الشركات العالمية، جميعهم لديهم تجارب رائدة يجدر بنا أن نتشاركها في منصة واحدة، لتعزيز التواصل الفعال وتمليك المعلومات للجميع، للإفادة منها في شحذ الهمم وتعزيز الإلهام، وترسيخ أهم مبادئ التميز التشغيلي، لتحقيق الأهداف والتطلعات وقياس الأهداف وتوثيق التجارب”.
وأكد ضرورة مناقشة المنهجيات التشغيلية التي تتماشى مع رحلة التحول العالمية نظراً للتطور السريع والواسع النطاق الذي يشهده قطاع الأعمال في المملكة العربية السعودية والعالم. وشدد على الدور الحاسم لتطبيقات التميز التشغيلي في تعزيز وتطوير الأعمال
ولفت العبد الكريم إلى الحاجة الملحة لمزيد من الإبداع والابتكار والاستثمار في الجوانب التشغيلية على نطاق عالمي لتعزيز الأعمال في جميع القطاعات. وأدرك أن جمع نخبة من الخبراء المحليين والدوليين في مكان واحد يوفر فرصة لتبادل المعلومات والمعرفة والخبرات. ويتيح هذا التبادل تحقيق الآفاق الواعدة وتحقيق الأهداف والتطلعات في القطاعين الخدمي والصناعي. كما أنه يسهل تنمية الموارد والقدرات في هذه القطاعات.
قصص النجاح
وتم خلال المؤتمر عرض العديد من قصص النجاح التي سلطت الضوء على تعزيز ثقافة التميز التشغيلي وتبني مبادئه بما يتوافق مع أعلى المعايير العالمية. ومن أبرز قصص النجاح تلك التي حققتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والتي أظهرت إنجازاتها في تطوير القدرات التشغيلية وتنفيذ المشاريع التنموية.
وقصة النجاح هذه عرضتها السيدة نهى الحجي، مديرة إدارة برامج التأهيل والإثراء في المدينة.
فيما روى المهندس خالد العمار، الوكيل المساعد للشؤون الفنية بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تفاصيل قصة التحول الرقمي في إدارة الأصول والمرافق، وكيف تقود التغيير وتعزز الابتكار وتحسين جودة الخدمات والمساهمة في تحقيق أهداف التميز التشغيلي.
من جهتها استعرضت السيدة ملاك الماجد، أخصائي أول تطوير عمليات الأعمال في هيئة الاتصالات والفضاء والتكنولوجيا، رحلة التحول الرقمي للهيئة التي تميزت بفوزها بمستوى الريادة والتميز في النضج التنظيمي الرقمي بين دول مجموعة العشرين، مسلطة الضوء على دورها كمنظم رقمي في توفير أكثر من 200 في المئة من نطاقات تقنية الواي فاي في المملكة.
كما كشف المهندس بدر الحربي، مستشار التميز التشغيلي في أرامكو عن رحلة الشركة التي توجت برفع معايير الأداء من خلال التحسين المستمر لأعمالها وأنظمتها وسياساتها، مما مكنها من تحقيق الريادة في مجال الطاقة والوصول إلى مستويات متميزة من الكفاءة والموثوقية والسلامة بأقل تكلفة اقتصادية.
من جانبه عرض المهندس زياد الشيحة، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير قصة نجاح (SRIC) بإعادة تدوير 16 مليون طن خلال عام، مسجلاً بذلك قصة نجاح في الاستثمار والاقتصاد الدائري، من خلال اعتماد العمليات التشغيلية منهجيات وعمليات التميز في مجالات المشاريع العملاقة.
وكشف المهندس طالب القبلان، المشرف العام على التطوير الفني والدراسات بهيئة المشاريع والصحة العامة بوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، عن أثر تطبيق دليل إدارة المشاريع في القطاع البلدي على جودة المخرجات والكفاءة ونجاح رحلة التميز التشغيلي
فيما استعرض البروفيسور دانييل صالح أفضل الممارسات العالمية التي يتم تنفيذها. وتم تطبيقه في شركة” كي بي إم جي” السعودية كجزء من برنامج الشركة لتحقيق أهداف التميز التشغيلي، وروت البروفيسور آنا دياز قصة نجاح التخطيط الناجح النابع من الالتزام المستمر بالتميز والابتكار، في ضمان تحقيق التميز التشغيلي في الحلول الإدارية.
كما استعرض المهندس عامر الرجيبة، نائب الرئيس لتخطيط الموارد وتحليل تجربة التميز التشغيلي في شركة “شراكة المياه” رحلة التميز التشغيلي للشركة ونجاحها في المشاركة مع القطاع الخاص في تنفيذ مشاريع البنية التحتية المائية اتباعاً لاستراتيجياتها التي جمعت بين الابتكار التكنولوجي والاستدامة البيئية.
وروى المهندس ياسر العسافي مدير عام قطاع الصناعة وتمكين المياه في هيئة الإنفاق وكفاءة المشاريع، قصة نجاح حولت برنامج إدارة المشاريع ودعم التوظيف إلى هيئة ذات مسؤوليات متعددة تهدف إلى تحسين الجودة وتحقيق الكفاءة.
حيث يشارك في المؤتمر أكثر من 40 جهة حكومية وشركة محلية وعالمية، بمشاركة أكثر من 120 متحدثًا محليًا ودوليًا، ويستعرض 15 قصة نجاح لشركات محلية وعالمية رائدة في قطاع التشغيل، فيما يناقش أبرز المواضيع المتعلقة بمستقبل التشغيل في 20 جلسة نقاش، بالإضافة لـ 20 ورشة عمل تسعى للارتقاء بمنهجيات التشغيل في القطاعات كافة.
10 مواضيع رئيسية
وتضمن المؤتمر 10 محاور رئيسية بمشاركة أكثر من 120 متحدثا محليا ودوليا. وتضمن 20 جلسة حوارية، و25 ورشة عمل، و12 قصة نجاح. كما تناولت الفعالية تسريع استراتيجيات التحول الرقمي، باعتباره أحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030. كما هدفت إلى تسليط الضوء على فرص الإبداع والابتكار والاستثمار في هذه المجالات. بالإضافة إلى ذلك، استهدف المؤتمر تسهيل تبادل المعلومات والمعرفة والخبرات بما يمكّن من تحقيق آفاق واعدة وتحقيق أهداف وتطلعات القطاعين الخدمي والصناعي.