بقلم باسل ماكلاي، الرئيس الإقليمي لدى «اي دي ناو» الشرق الأوسط
تخيل تجربة التحقق الرقمي في رحلة سفرك ابتداءً من حجز التذاكر وصولاً إلى المطار ومن ثم نقطة التفتيش والأمن وتليها إقلاع الطائرة، ومن ثم اختيار عربة الأجرة للتنقل وصولاً إلى عملية إجراءات النزول في الفندق. والآن حاول أن تُفكر مليًا في عدد المرّات التي يتم فيها التحقق من هويتك. وتخيل اجتياز كل ذلك بسلاسة تامة. حيث تُعد ملامحك دليلك الفريد للمصادقة خلال القيام بإجراءات الحجوزات أو حتى في جميع مراحل السفر، ويمكن للمقاييس الحيوية الفريدة أو محفظة الهوية الرقمية المتواجدة على هاتفك المتحرك أو ساعتك الذكية أن تمنحك الدخول إلى غرفتك في الفندق.
أتعلم بأن هذه التجربة ليست من وحي الخيال؟ بل متوفرّة الآن من خلال تكنولوجيا التحقق من الهوية الرقمية والمصادقة.
القيام برحلة السفر
وعند القيام بالحجز لدى موقع السفر المفضل لديك، فإن التحقق من هويتك في هذه المرحلة الأولى بإمكانها أن تتيح لك تصريح دخول وتجاوز جميع المراحل المقبلة للاستمتاع بعطلة أحلامك. حيث يمكن التأكد مسبقًا من هويات المسافرين لضمان رحلة سلسلة. كما يمكن لمعرّفات المقاييس الحيوية الفريدة مثل ملامح الوجه أن تغنيك عن الإجراءات المحدودة مثل كلمات المرور أو الوثائق والهويات الورقية. وبدلاً عن ذلك إتاحة الفرصة أمام الأفراد لتنفيذ خيارات تحقق رقمية يمكن معالجتها تلقائيًا وبسهولة تامة.
عمليات مُبسطة في المطار
وعند الوصول إلى المطار، تخيل عبورك مباشرةً عند نقطة الأمن والتفتيش بفضل التحقق من هويتك الرقمية ومصادقتها تلقائيًا. ولأولئك المسافرين عبر أكثر مطارات العالم ازدحامًا مثل مطار دبي الدولي، لا بد أنهم اختبروا البوابات الذكية. حيث خضع أكثر من 100 مليون مسافر للإجراءات الآلية على الحدود (ABC)، مثل وضع جواز السفر في جهاز للتحقق من معلومات المسافرين عبر الكاميرا. وفضلاً عن هذا، يتم احراز المزيد من التقدم. وبهدف تسهيل ضوابط السفر بشكل أسرع على الحدود، طورت منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) مفهوم أوراق اعتماد السفر الرقمية (DTC) لتكون بمثابة هوية سفر رقمية وسوف تُستبدل بجوازات السفر الورقية.
اختيار سيارة الأجرة في المطار
ولدى الوصول إلى المطار، يمكن اختيار سيارة الأجرة بسلاسة تامة. ويمكن خلال عملية الحجز وقبل القيام بإجراءات الرحلة التحقق من رخصة القيادة والهوية بحيث لا يلزم إلا تسليم المفتاح عند الوصول. وتعمل حلول التحقق من الهوية غير التلامسية عن بُعد والتوقيع الإلكتروني المؤهل (QES) من جعل السائقين خلف عجلة القيادة في أسرع وقت ممكن.
السلامة والأمان والسرعة لدى تسجيل الدخول إلى الفندق
ويمكن للفنادق الاستفادة من الهوية الرقمية لمنع وتفادي تهديدات الاحتيال. حيث كانت وظيفة موظف مكتب الاستقبال هو إجراء مسح لجوازات السفر الورقية. ومع تقدم التكنولوجيا ولا سيما بعد جائحة كورونا 2019، شاهدنا تقلص الإجراءات في صالات الاستقبال مثل ملء النماذج الطويلة وأخذ الأوراق التقليدية للتحقق من الهوية الرقمية وحفظ السجلات القانونية عبر أنظمة آمنة غير تلامسية.
ويُعتبر توفير الإجراءات السريعة منذ الوصول إلى ردهة الفندق إلى دخول الغرفة فرصة مثالية لرفع مستوى التجارب المُحسنة. ووفقًا للتجارب التي أجراها مجلس السياحة السنغافوري وجمعية الفنادق السنغافورية، يمكن أن يُساعد تحديد هوية الأفراد في توثيق النزلاء وتقليل أوقات المعالجة بنسبة تصل إلى 70 % وذلك من خلال تكنولوجيا التعرف على ملامح الوجه التي تتطابق مع وثيقة الشخص. كما يساعد التكامل الحاصل مع أنظمة إدارة الفنادق الأخرى في تنبيه الفريق الإداري للتحقق من الهوية الرقمية بوصول كبار الشخصيات، وربما الضيوف الذين تم الإبلاغ عنهم بسبب مشكلات سابقة. حيث يضمن مواكبة إجراءات الامتثال لمنظمة المعايير الدولية للفنادق (ISO 31030) بشأن التحقق من الهوية وخدمة (اعرف عميلك) مواكبة الفندق المعايير المقبولة والمُتبعة عالميًا.
كيف يمكن الاستفادة من المقاييس الحيوية؟
يمكن أن تُعزز السلاسة في تسجيل الوصول والمغادرة من تحقيق تجربة ممتعة، حيث وجدت Forrester Consulting بأن هناك علاقة استثنائية بين إيرادات الفندق المحتملة ودرجات أعلى في تقديرات العملاء لتجربتهم الفندقية. إذًا ضع في اعتبارك الآلاف من الضيوف الذين يسجلون الوصول إلى الفنادق في جميع أنحاء الشرق الأوسط كل عام، فإن التكلفة والعائد من استخدام التكنولوجيا الرقمية واضحة. وقد وجدت Oracle Research ، أن 73 % من الضيوف يفضلون استخدام التكنولوجيا الرقمية غير التلامسية مثل التحقق من الهوية الرقمية لتعزيز إقامتهم. وإذا كان هناك شيء واحد يمكن أن تتفق عليه جميع العلامات التجارية في مجال خدمات السفر والضيافة، هو أن تجربة العملاء أمر بالغ الأهمية.