بقلم آبي توماس
باعتبارها أبرز رواد الأعمال في مجال الشركات الناشئة في المنطقة، جاء إعلان مؤسسة The Modist، غيزلان غونيز في شهر أبريل من العام الحالي عن إغلاق مشروعها للتجارة الإلكترونية في مجال الأزياء بسبب تداعيات أزمة كورونا العالمية صادماً على مستوى المنطقة وخارجها. القرار لم يكن سهلاً على غونيز، وهو ما زال يؤثر عليها حتى الآن مع اقترابنا من نهاية هذا العام.
تعترف غونيز: “كان الحدث الأكبر بالنسبة لي هذا العام هو إغلاق مشروعي بسبب أزمة كورونا. ولأن “The Modist ” كان نشاطًا تجاريًا سريع النمو، كان لا بد من الحصول على استثمار لضمان استمراريته. وكنا في المراحل الأخيرة من المفاوضات على التمويل من أحد المستثمرين، لكنه غير رأيه في اللحظة الأخيرة بسبب تأثيرات الوباء. لم يكن من السهل الانتقال بين عشية وضحاها من مناقشة خطة عمل مدتها ثلاث سنوات، إلى النظر في تفكيك عمل تجاري. ولكن، تماماً كما هو الحال بالنسبة لكافة المحن لتي نمر بها في الحياة، فإنها تجارب مهمة تقدم لنا دروساً في الحياة.”
وعندما طُلب من غونيز مشاركة ما تعلمته من خلال هذه التجربة، لم تتردد أبداً في ذلك. وتقول: “في البداية، يحتاج المرء إلى التعامل مع الجوانب العملية للأمور، ومن ثم التعامل مع المشاعر التي تترتب على مثل هذه التجارب، ولكن بالنسبة لي شخصيًا، فإن أفضل طريقة لإدارة مثل هذه المواقف هي استغلال الوقت في التفكير بمجرد الانتهاء من مرحلة “الحداد” على الخسارة. لذلك، يجب أن نكون واضحين بشأن كافة الدروس المستفادة: ما الذي لن تغيره، وما الذي ستغيره، وما الأخطاء التي ارتكبتها وكيف تتعلم منها، وكيف تحصل على الخبرة عقلياً وعاطفيا. ومما لا شك فيه، أن هذا العام قد أخذ الكثير مني شخصيًا (ومن العديد من الأشخاص)، لكنه منحني أيضاً تجارب ودروس لا تقدر بثمن. في حقيقة الأمر، فإن الخسارة الأكبر هذا العام هي الخروج من دون أي دروس مستفادة ولا قيمة مضافة. تأكد أن الدروس التي تحصل عليها من الخسائر والشدائد أكثر بكثير من تلك التي تأتيك من الراحة والنجاح، وبالتالي، فأنا أؤمن أن في كل ما حصل وسيحصل يعد فرصة كبيرة للنمو.”
حان وقت لفهم المعادلة: غيزلان جونيز، مؤسسة The Modist
“درسي الأول هو أن “تعيش اللحظة”. يعيش معظمنا حياته إما عالقًا في الماضي، أو متطلعاً بالمستقبل. وبينما نسمع هذا طوال الوقت، غالبًا ما نجد صعوبة في عيش اللحظات الحالية. وبصفتنا رواد أعمال وقادة أعمال، تدور أعمالنا في طبيعة الحال حول التخطيط للمستقبل والتطلع المستمر إلى الأمام. ولكن هذا العام علمني أن عيش اللحظات الحالية والاستمتاع بها أكثر أهمية من التخطيط للمستقبل.
درسي الثاني هو “عدم أخذ الأمور كمُسلمات”. لطالما كنت أركز على أهمية الامتنان في الحياة، وأعتقد حقًا أنه قيمة جميلة تمكّنك العثور على السعادة من خلال التركيز على ما لديك. علمنا هذا الوباء أن حياتنا قد تتغير في أي لحظة، من السهل جداً فقدان عمل ما كنت قد وضعت جهداً كبيراً فيه، ومن الممكن فقدان راحة البال، وممكن أيضا أن نفقد أحد أهم احتياجاتنا الأساسية، وهي حاجتنا إلى الحرية: السفر والتنقل بحرية والتواصل الجسدي وما إلى ذلك. لذا، آمل بمجرد أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه وأن نتذكر كل الهدايا التي تمنحها لنا الحياة، ونتذكر أن ما مُنح لنا سابقاً يمكن أن يؤخذ منا في أي لحظة – لذا، لا تأخذها أبدًا كأمر مسلم به.
أخيرًا، علمني هذا العام أهمية أخذ الأمور بروية، والاهتمام بالذات والروح، وأخذ الوقت للتركيز على ذلك بطريقة فيها القليل من الأنانية. لقد أمضيت أربع سنوات في بناء مشروع تجاري مع إهمال العديد من الجوانب التي كانت مهمة لرفاهيتي الجسدية والعقلية والعاطفية والروحية. لذلك، فإن أخذ الأمور بروية مهم بالنسبة جداً، وعلى عكس ما يعتقده الكثير منا من رواد الأعمال، فإن قضاء الوقت مع نفسك يجعلك أكثر إنتاجية. هذا التزام قطعته على نفسي، وهو عدم إهمال ما أعتبره مهمًا بالنسبة لي شخصيًا، بما يتجاوز أهداف حياتي المهنية، والمضي قدمًا.”