بقلم جيرهارد هارتمان، نائب رئيس قطاع الأعمال المتوسطة في شركة “سايج” أفريقيا والشرق الأوسط
يدرك المديرون الماليون وكبار المتخصصين في قطاع التمويل في الشرق الأوسط أن العالم يتغير، خصوصاً بوجود ظروف مواتية تشمل قوى تكنولوجية واجتماعية تغيّر قواعد الأعمال. إذاً، كيف تزدهر في هذا العالم الجديد؟ يجب البدء بالنظر في الاتجاهات الرئيسية الثلاث التي تقود مهام تمويل الشركات: رقمنة قطاع التمويل، واتخاذ القرارات الاستراتيجية، والقوى العاملة الشابة ذات الأولويات الجديدة.
رقمنة التمويل
يدرك المديرون الماليون أهمية دور التكنولوجيا في تعزيز الكفاءة. وبصفتك محترفاً في مجال التمويل، يجب عليك البحث دائماً عن طرق لتحسين كفاءة إدارتك لتتمكن من خدمة الشركة بشكل أفضل. قد تساعدك الرؤى والأتمتة المستندة إلى البيانات على تحقيق ذلك. وتعد الأتمتة طريقة موثوقة لتحسين جودة البيانات المالية مما يسهم في زيادة إنتاجية أعضاء فريقك المالي/المحاسبي.
وتشمل مزايا الأتمتة ما يلي:
- تقليل التدخل اليدوي في العمليات المالية والمهام الأخرى المتعلقة بالمحاسبة، مثل تدوين الحسابات والتأكد من صحتها
- التجميع التلقائي باستخدام بيانات تخطيط موارد المؤسسة وأنظمة أخرى
- تقليل احتمالات وقوع الخطأ البشري
- تسريع أوقات التسليم
- الاستفادة من وقت عمل الموظفين بشكل أكثر كفاءة بسبب تقليص العمليات اليدوية
وتسمح لك الأتمتة بتجميع كمٍ هائلٍ من البيانات للتوصل إلى رؤى جديدة. ويصبح المديرون الماليون مجهزين بشكل أفضل للعمل كمستشارين استراتيجيين لشركاتهم عبر الرؤى المستندة إلى البيانات. ويمكن الاستفادة أيضاً من تحديد المقاييس التي يمكن تتبعها مباشرة، إذ يؤدي ذلك إلى تحسين جودة البيانات وضمان شفافية أعمق في الشركة.
كما يؤدي بناء ثقافة الأتمتة إلى زيادة إنتاجيتك نظراً لتقليل العمليات اليدوية والحد من الأخطاء وزيادة سرعة أوقات المعالجة. وتتيح الأتمتة اتخاذ قرارات أسرع على مستوى المؤسسة مع تحسين الامتثال التنظيمي وضمان دقة البيانات المالية.
ازدياد الطلب على اتخاذ القرار الاستراتيجي
يشهد صانعو القرار في قطاع التمويل الآن تحول دورهم من محللين للأرقام إلى استراتيجيي أعمال. وبصفتك قائداً في القطاع، توسعت صلاحياتك إلى مجال جديد: تجاوز الدور التقليدي الذي تقيس بموجبه الأداء سابقاً نحو قيادة الشركة كحارس للبيانات والتحليلات.
وتساعد البيانات على إنشاء رؤية لمستقبل شركتك، لتتمكن من البدء في التخطيط لها والتنبؤ بها. وقد يتوقع منك الرئيس التنفيذي قيادة الشركة لعبور مستقبل ضبابي وتقديم توجيهات استراتيجية بشأن الإنفاق الرقمي وإدارة المخاطر وفرض الحوكمة والاستجابة للتغييرات التنظيمية.
هذه فرصتك لأخذ زمام المبادرة في خضم التحول الرقمي، وإعادة تعريف مهام القطاع لتولي دور أكثر أهمية في إدارة البيانات وتدفقها والأمن السيبراني وأولويات الشركة الأخرى.
قوى عاملة شابة ذات أولويات جديدة
بدأت الأولويات الجديدة للتكنولوجيا بالظهور مع تولي جيل الألفية للمزيد من الأدوار العليا في المؤسسات وانتقال المزيد من أعضاء الجيل زد إلى القوى العاملة. ويوجد انقسام بين كبار المحاسبين والمحاسبين الجدد الذين يستخدمون التكنولوجيا لأتمتة مهام معالجة الأرقام والمهام الإدارية الأساسية. وسيستخدم معظم المحاسبين الجدد التكنولوجيا السحابية في السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة.
ويزداد اعتماد قطاع التمويل على التكنولوجيا والاستراتيجية. ويجب عليك النظر في بعض السبل لضمان قيام مؤسستك بإدارة البيانات وتحليلها بدقة، وتحسين تدفق المعلومات للوصول إلى مؤشرات الأداء الرئيسية، وذلك بهدف تعزيز مكانتك كقائد استراتيجي للشركة. ولتحقيق ذلك الهدف، يمكنك الاستفادة من القوى العاملة الشابة الملمّة بالتكنولوجيا والتي ستدعم ما تحاول إنجازه.
وقد يبدأ فريقك في تحمل المسؤوليات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات وقوانينها، ويتقن الحصول على المعلومات القابلة للتنفيذ والمتعلقة بأعمال الشركة. استفد من تلك الموجة من إبداع جيل الألفية واحتضن الابتكار في جميع جوانب الشركة. لكن لا يزال من المنطقي وجود محترفين ماليين متمرسين في الفريق، إذ ستكون خبرتهم بالغة الأهمية، خصوصاً في المهام ذات التأثير الكبير.
مستقبل قطاع التمويل
لقيادة قطاع التمويل في عالم رقمي، من الضروري إنشاء فريق متنوع بمزيج من الخلفيات والخبرة. ولا تزال أساسيات القطاع وإدارة الشركات ذات أهمية، ويعد أصحاب الخبرة مجهزين جيداً لتقديم رؤية طويلة الأجل فيما يتعلق بالشركة، إلى جانب مجموعات المهارات التكنولوجية والتحليلية الأحدث.