هل واجهت يوما مشكلة البحث عن طبيب كفؤ بالقرب منزلك ولم تجد؟ لم تعد هذه المشكلة مؤرقة بعد الآن، حيث تستطيع أن تجد الطبيب، في التخصص الذي تريده، وبالقرب من منزلك، بكبسة زر واحدة، إذا قمت بتحميل تطبيق “مودو” Modo.
يتيح “مودو” لمستخدميه، معرفة أماكن الأطباء في جميع التخصصات، كما ويوفر عناوين المستشفيات والصيدليات أيضا ومعامل التحاليل. مما يجعل البحث عن الطبيب المناسب، عملية لن تستغرق سوى عدة دقائق، خاصة وقت الحاجة، وذلك بدلًا من البحث الذي قد يستغرق ساعات على جوجل، أو اللجوء إلى ترشيحات من دائرة الأهل والأصدقاء.
أطلق بهجت شعت “مودو” منذ بضعة أشهر، وقد استوحى اسم التطبيق من كلمة لاتينية تعني “الآن”، كدلالة على فورية الخدمة.
وفي حواره إلى “انتربرنور العربية”، تحدث شعت عن أسباب إطلاق “مودو” موضحاً: “قررت العمل على تطبيق بمثابة دليل متكامل للخدمات الطبية على الهاتف المحمول، بعدما أصيبت ابنتي في إحدى الليالي بسخونة شديدة، ولم انجح في خفض حرارتها، ولم أتمكن من العثور على طبيب متاح بالقرب من منزلي لنجدتها. ولم يكن أمامي سوى النزول إلى الشارع للبحث عن أي عيادة أنوراها مضاءة، ومن هنا جاءت فكرة (مودو)”.
درس شعت الحسابات، ثم عمل في مجال تطوير البرمجيات. وخلال هذا الوقت قابل شريكه، سامح العطوي، الطبيب البشري، الذي قرر أن يعمل في مجال تطوير البرمجيات لمدة 25 عامًا، ولم يكن يعلم أن خلفيته الطبية ستفيده كثيرًا عند إطلاق “مودو”.
أجرى مؤسسا التطبيق استطلاعًا للرأي، قام بالإجابة عليه 600 طبيب، واكتشفا أن هناك نسبة كبيرة من الأطباء، يفضلون وجود تطبيق يوفر لهم رؤية التاريخ الطبي للمريض، وليتمكنوا من تشخيص الحالة بصورة أفضل من جهة، ولحمايتهم من انتقال العدوى من المريض، خاصة بالنسبة لمرضى الإيدز وفيروس سي، من جهة أخرى.
يعمل حاليًا مؤسسا “مودو” تطوير المزيد من خدماته، ليشمل أعضاء التأمين الطبي، وخدمات استلام التحاليل عن طريق الهاتف المحمول. “لن يتكبد المريض عناء الذهاب إلى مركز التحاليل للحصول على النتيجة، حيث سيصبح بإمكانه استلامها عبر الهاتف، وتحويلها إلى الطبيب، ومعرفة ما سيحصل عليه من أدوية، وطلبها من الصيدلية، بعملية أوتوماتيكية، لن تستغرق سوى بضعة دقائق”، يشرح شعت.
يسعى “مودو” لتحسين نمط الخدمات الطبية في مصر ورقمنتها بالكامل إذ يُنتظر أن يسمح التطبيق لكل مستخدميه مستقبلا بتقييم الخدمة التي حصلوا عليها خلال تعاملهم مع الأطباء والمستشفيات ومعامل التحليل والصيدليات. “وبهذه الطريقة يقوم كل من يعمل في المجال الطبي بتحسين خدمته، حتى يحصل على تقييم جيد من الجمهور، فبالتأكيد سيذهب الناس إلى الطبيب أو المركز الطبي، الذي لديه تقييم جيد من جميع المستخدمين”، يقول شعت.
يقوم مؤسسا التطبيق بتمويله ذاتيا، حيث لا يحصل التطبيق على أية اشتراكات من المستخدمين أو من الأطباء المسجّلين في التطبيق، حتى الآن. ويسعى المؤسسان لجذب الاستثمارات لتسريع عملية تطوير المزايا الإضافية على خدمة الدليل الطبي الرقمي. ولحين أن يتحقق ذلك، انضم “مودو” إلى حاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة منذ بضعة أسابيع، والتي حصل منها “مبلغ مالي صغير، إلا أن الدعم بعنصر الخبرات والتشبيك له قيمة كبيرة للمشروع في محلته الحالية”، يقول شعت.
وينتظر أن يعتمد نموذج عمل التطبيق على جني العوائد من إعلانات الأطباء والمراكز الطبية المختلفة.
بخلاف التمويل، يواجه “مودو” تحديا آخر، وهو التسويق حيث يحاول مؤسسا التطبيق إطلاق بعض الحملات الإعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين والتحميلات من جهة والأطباء والمراكز الطبية من جهة أخرى.
وعلى ما يبدو، يشهد القطاع الطبي طفرة غير مسبوقة في مصر من حيث الخدمات الرقمية. فبعد أن تمكنت “فيزيتا” منصة حجز الأطباء الجولة الثالثة، نهاية 2016، من الاستثمارات، انطلقت شركات في قطاعات متعددة كتطبيق “حكيمة” الذي يوفر خدمات التمريض المنزلي، وموقع “يا دكتوري“، الذي يوفر خدمات طبية متكاملة بالمنازل، و”روشتة” لصرف الأدوية من الصيدليات آليًا. فهل تجد تلك المشروعات طريقها إلى النجاح محلياً وإقليميًا؟