بقلم حسين السيد، كبير استراتيجيي الأسواق في FXTM
مع دخول أسبوع جديد من التداولات، كانت هناك خشية لدى المستثمرين في مختلف أنواع الأصول من أن تتحوّل الضربة الموجّهة إلى سوريا بقيادة الولايات المتّحدة الأميركية إلى محفّز جديد لبيع الأصول ذات المخاطر العالية. لكنّ العملية الأميركية ضد سوريا يوم السبت والتي شملت الولايات المتحدة وفرنسا كانت عملية محدودة ولمرّة واحدة بعد أن أعلن الرئيس ترامب بأنّ المهمّة قد أنجزت. وقد خشي الكثيرون من أن تقود الضربة إلى مواجهة أوسع نطاقاً، لكنّ الهجمة المنفّذة لم تكن قوية بما يكفي لاستدعاء رد انتقامي روسي. ويظهر رد الفعل المحدود في أسواق العملات يوم الاثنين بأنّ المستثمرين مرتاحون نوعاً ما ولا يتوقّعون تصعيداً كبيراً.
ويعتبر التراجع في أسعار النفط علامة أخرى على وجود حالة من الارتياح بعد التوترات الجيوسياسية الأسبوع الماضي والتي دفعت خام برنت إلى أعلى مستوى منذ 2014. وجاء الضغط من مصدر آخر ألا وهو شركات الطاقة الأميركية بعد أن أضيفت 7 حفارات جديدة في الأسبوع المنتهي في 13 أبريل/ نيسان، الأمر الذي يجعل العدد الإجمالي لمنصّات الحفر يصل إلى 815 منصّة؛ وهو المستوى الذي سجّل لآخر مرّة في مارس/ آذار 2015. وعلى الرغم من التراجع بنسبة 1% في بداية التداولات، إلا أنني أعتقد بأنّه لا تزال هناك علاوة جيوسياسية محتسبة في الأسعار الحالية، ومع حصول المزيد من التراجع في التوترات الجيوسياسية، فإنني أتوقع أن نرى هبوطاً إضافياً دون مستوى 70$.
ويعتبرُ هذا الأسبوع حافلاً جدّاً بالنسبة للأسواق المالية ولاسيما موسم أرباح الشركات حيث أن 60 شركة على مؤشر (S&P 500) سوف تعلن عن نتائجها. وحتى الآن، تمكّنت70% من الشركات التي أعلنت عن نتائجها فعلياً من تجاوز توقعات وول ستريت بخصوص ربحية أسهمها. وإذا لم تختلف المفاجأة الإيجابية عن المستويات الحالية، فإنّ هناك احتمالاً كبيراً بأنّ تعلن الشركات عن نمو بنسبة 20% في الأرباح. ولا شكّ في أنّ التخضيفات الضريبية هي عامل أساسي يقف وراء النمو المتوقّع جدّاً في الأرباح. كما كانت هناك مجموعة من العوامل الأخرى الداعمة بما في ذلك ضعف الدولار الأميركي الذي عزّز أرباح الشركات المتعدّدة الجنسيات الآتية من الخارج، فضلاً عن ارتفاع أسعار النفط والذي من المتوقع أن يعزّز نمو الأرباح في قطاع الطاقة بنسبة 79% بحسب (Factset).
وضمن هذا الموسم الإيجابي من الأرباح والتقويمات الأفضل مقارنة مع العام الماضي، فإنّ هناك سبباً مقنعاً لعودة الثيران إلى السيطرة وتولّي زمام المبادرة. لكنّ ذلك يتوقّف على حجم التشويش الموجود في الخلفية، سواء كنّا نتحدّث عن العلاات الروسية الأميركية، أو العوامل الجيوسياسية في الشرق الأوسط، أو تنامي التوقعات الخاصة بالتضخّم، والقائمة تطول.
كما أنّ هناك الكثير من البيانات المنتظرة هذا الأسبوع والتي ستجذب انتباه المستثمرين. فالأجندة الاقتصادية الأميركية تركّز على قطاعي الإسكان والتصنيع، لكنّ أرقام مبيعات التجزئة الصادرة اليوم ستكون هي أكثر شيء يحرّك الدولار على الأغلب. وستصدر يوم الثلاثاء أرقام الناتج المحلي الإجمالي الصيني للربع الأول وتتوقع الأسواق نمواً بنسبة 6.7% على أساس سنوي. وسوف تكون التوترات التجارية عاملاً هامّاً يجب التركيز عليه في الأرباع القليلة المقبلة، ولكن حتى الآن يبدو أنّ الصين تنمو بمستويات صحّية، وأي مفاجأة إيجابية سوف تدفع الدولار الأسترالي إلى الارتفاع في مقابل نظرائه على الأرجح.