دبي – خاص
تمتلك دبي تجربة فريدة من نوعها في المدن الذكية، وهي في صدارة دول العالم التي تقود هذا التوجه عالمياً، خاصة أنها وفرت جميع الأدوات والممارسات والسياسات في هذا الجانب، من خلال عمل دؤوب يمتد سنوات عدة في العمل على تعزيز وترسيخ أدوات المدينة الذكية في دبي، وتتمثل هذه السمات في انتشار استخدام تقنيات انترنت الأشياء واتاحتها لجميع القاطنين في المدينة وسلاسة الخدمات وسهولة الوصول إليها من قنوات عدة، إلى جانب الشعور بالأمن والأمان والشعور بالانتماء، حتى باتت دبي بمثابة المؤشر والمعيار للمدن الذكية في العالم.
أجرى الحوار: حسن عبد الرحمن – رئيس التحرير
في حديثنا مع د. عائشة بن بطي بن بشر مدير عام دبي الذكية، نلقي الضوء على إنجازات دبي الذكية وتحوّل دبي إلى المدينة الأذكى في العالم بحلول المئوية 2071 . طموح تعيشه بن بشر وتعمل عليه كأولوية مع بداية كل صباح. تقول بن بشر : “هذا الطموح تعيشه الإمارات العربية المتحدة بكل هيئاتها الحكومية بمساندة من القطاع الخاص الذي يلعب دوراً حيوياً ومسانداً”. فيما يلي نص الحوار:
لدولة الإمارات مكانة متميزة بين الدول الرائدة عالمياً في التحوّل الرقمي الشامل، ماهي المؤشرات التي تجعل من دولة الامارات دولة رائدة في هذا المجال؟
في الإمارات، التنافسية العالمية مهمة صباحية لنا ووجهتنا هي تحقيق المركز الأول في كل ما نعمل لنكون الدولة الأفضل بحلول المئوية 2071. وقبل أن اتطرق للمؤشرات وهي كثيرة، لابد أن نسأل أنفسنا عن الدافع الذي جعل الإمارات تستثمر في بناء أحدث البنى التحتية الرقمية؟ الإجابة تكمن في رؤية قيادتنا التي أعلنت في أكثر من مناسبة أنها تصنع المستقبل ولا تنتظره وفي الوقت ذاته سبب التميز هو أننا جعلنا الإنسان محور كافة استراتيجياتنا وخططنا فلم تكن التقنية هدف بل وسيلة لإيجاد أفضل تجربة معيشية للإنسان في دبي والإمارات ككل.
المؤشرات كثيرة وقد لا تتسع إجابة سؤال واحد لإيرادها لكن من أبرزها حلول الإمارات في المركز الأول إقليميا و18 عالميا ضمن أكثر الدول تنافسية في مؤشر التنافسية الرقمية لعام 2017 والصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان السويسرية، وكذلك المؤشر الخاص بالخدمات الإلكترونية والذكية ضمن استبيان تنمية الحكومات الإلكترونية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعيةUNDESA، حيث احتلت المركز الثامن عالمياً مع جمهورية استونيا من حيث قيمة ذلك المؤشر الذي يعد مكوناً أساسياً من مكونات المؤشر الكلي لتنمية الحكومة الإلكترونية وحافظت دولة الإمارات على ريادتها الإقليمية في مؤشر الخدمات الإلكترونية، حيث حققت المركز الأول خليجياً وعربياً وعلى مستوى منطقة غرب آسيا ككل.
وعلى صعيد المدن الذكية ليس هناك أي معيار عالمي موحد يمكن عبره قياس تميز مدينة ذكية عن أخرى وهو ما جعلنا كدبي الذكية نتخذ المبادرة لإيجاد أول مؤشر للمدن الذكية Smart City Index في العالم بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات والأمم المتحدة ونحن في مراحل متقدمة لإنجازه وهدفنا الرئيس هو مساعدة مختلف مدن العالم في تحقيق التحول لمدن ذكية بأسلوب منهجي يناسب الفروقات في إمكانيات المدن واحتياجاتها الفعلية.
الانتقال من الحكومة التقليدية إلى الحكومة الإلكترونية عام 2000، كان خطوة فارقة في مسيرة الأداء الحكومي فقد حققت دبي المركز السابع في خدمات الحكومة الإلكترونية في العالم، ما لذي تغير منذ ذلك التاريخ؟
لاشك أن مسيرة التحول الرقمي لإمارة دبي شكلت نقلة نوعية على مستوى الخدمات، بل وامتدت تأثيراتها الإيجابية على كافة مكونات المجتمع بشكل تدريجي، وقد وضعت دبي الذكية منذ بداية تأسيسها ستة أهداف رئيسية في استراتيجية دبي الذكية 2021 وهي الاقتصاد والحياة والتنقل إلى جانب الحكومة والبيئة والأفراد، وعلى كافة هذه المستويات استطاعت إمارة دبي تحقيق العديد من النتائج، ففي المجال الاقتصادي حققت دبي كمركز إقليمي معدلات نمو اقتصادي لم يسبق لها مثيل. فهي تملك قطاعات اقتصادية قوية وهذا الأمر ساهم في تسخير التحول الرقمي لزيادة تعزيز اقتصاد دبي والحفاظ على قدرتها التنافسية العالمية.
حيث تؤكد دبي بالفعل على الابتكار في كافة قطاعاتها الاقتصادية والاجتماعية. وعلى هذا الأساس، ستعزّز دبي من أدائها الاقتصادي وإنتاجيتها كمنافس قوي عالمياً. كما نعمل أيضاً على تسهيل حياة رواد الأعمال في مدينتنا من خلال خدمات رقمية سلسة ومريحة لتمكينهم من بدء أعمالهم. ومن شأن تبسيط الأنظمة ذات الصلة وتوفير خدمات يسهل الوصول إليها ودعمهم من خلال الحاضنات والمسرَعات أن يعزّز مكانة دبي كمركز للابتكار.
وبالنسبة لمحور البيئة ركزت استراتيجيتنا بقوة على الاستدامة. وتعتبر البيئة من العوامل الأساسية في تمكين النمو الاقتصادي والاجتماعي والمستدام في دبي، وبتألف برنامجنا في هذا السياق من عدة بنود عمل. وبما أن المباني تعد من أكبر المساهمين في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في معظم المدن، فإن دبي بصدد إعادة النظر في أنظمة مبانيها وكذلك تطبيق تعديلات على المباني القائمة حالياً (إعادة التهيئة) بغية احتواء انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وسيتممع فريقها في اسبانيا حيث تصدرت دبي الذكية المراكز الأولى
استخدام الطاقة الشمسية، إلى جانب تعديل تعرفة الطاقة والمياه وتوظيف تقنيات إعادة استخدام المياه والري الفعالة، كما نشجع آليات التمويل الذكية بما في ذلك الشراكات بين القطاعين العام والخاص من أجل ابتكار حلول نظيفة وصديقة للبيئة لمدينتنا. وستستخدم المركبات الهجينة والكهربائية تدريجياً كبدائل للنقل المستدام.
وفيما يتعلق بمحور الحكومة فقد تم احتضان التكنولوجيا بشكل تام بغية تحقيق السعادة في مدينتنا. وكجزء من استراتيجيتنا الجديدة، نسعى إلى جعل كافة التفاعلات الحكومية سلسة وفعالة. وبشكل أكثر تحديداً، فإننا نهدف إلى إجراء كافة الخدمات والمعاملات الحكومية بطريقة تتجنب استخدام الورق والنقود دون الحاجة إلى زيارة المكاتب الحكومية. نحن نريد من السكان والشركات في مدينتنا إجراء الخدمات والمعاملات الحكومية في أي مكان وزمان من خلال القنوات التي يفضلونها، سواء كانت المواقع الإلكترونية أو الهواتف المحمولة أو غيرها. وبالمثل، نحن نريد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الأخرى الاستفادة من فرص الشراء رقمياً وإتاحة المجال لها لإرسال فواتيرها وتسديد مدفوعاتها رقمياً إلى حكومتنا، ونود التنويه أن هناك عدة جهات من كلا القطاعين العام والخاص في المدينة تتولى معنا تنفيذ استراتيجيتنا الطموحة بالتوافق مع مكتب دبي الذكية. وسوف نعمل مع مختلف أصحاب المصلحة بطريقة شاملة ومتضافرة للانتقال بمدينتنا إلى المستوى التالي بحلول العام 2021. وبصفتنا مكتب دبي الذكية سوف ندعم هذا التحول من خلال الاستراتيجية المستهدفة والسياسات والتكنولوجيا وعمليات تداخل البيانات. وسوف نعمل مع الجهات لمواءمة مبادراتها ونقيس التقدم المحرز معها.
ما هو دور دبي الذكية وماهي المسارات التي تتبناها «دبي الذكية»، لتحقيق استراتيجيتها ومواكبة خطط الحكومة على الوجه الأمثل؟
كما اسلفنا في السؤال السابق اتبعنا استراتيجية محكمة ذات أهداف محددة، وبفضلها حققت دبي الذكية إنجازات واضحة على مدار الأعوام القليلة الماضية، فقد وصلت نسبة السعادة في المدينة من جراء هذه الخدمات والمبادرات إلى 90% خلال عام 2016، وتسعى دبي الذكية اليوم لتحقيق هدف طموح لرفع نسبة السعادة إلى 95% بحلول 2021.
وقد حققت مبادراتنا نجاحا كبيرا لمسناه من خلال مدى رضا الجمهور في دبي، وتقبله للخدمات التقنية التي نسعى من خلالها أولا وقبل كل شيء إلى جعل حياتهم أسهل وأكثر سعادة، واستدامة.
وقد شهدت مشاريعنا استحساناً دولياً ومن عدة جهات، ومؤخراً حصدت دبي الذكية عدة جوائز عالمية مرموقة، آخرها “جائزة مشروع المدينة” عن “استراتيجية دبي للبلوك تشين”، وذلك خلال مشاركتنا في قمة العالم للمدن الذكية ببرشلونه، وجاء الفوز وسط منافسة شديدة مع مدنٍ من 58 دولة قدمت 309 مشاريع من حول العالم.
مبادرة «الثروة الرقمية»، واستراتيجية «إنترنت الأشياء» تكوّنان معاً مشروعاً واعداً لتعزيز التحول الذكي لكل هيئات حكومة دبي، كيف تجدين تأثير انترنت الاشياء والثورة الصناعية الرابعة على هذا التحول؟
البيانات والحلول الذكية في أي مدينة ثروة رقمية يمكن الاستفادة منها بشكل كبير من خلال ربطها بمنصة واحدة وتغذيتها بشكل مستمر، وهو الامر الذي عملت دبي الذكية على تطويره من خلال منصة “دبي بالس”، لتتوسع ضمن نفس الإطار بإطلاق استراتيجية إنترنت الأشياء التي ستفتح آفاقاً واعدة للنمو لمختلف القطاعات، حيث ستسمح هذه الاستراتيجية باستثمار الكم الهائل من البيانات الناتجة عن مجالات الحياة في أكثر مدن العالم ازدحاماً، كما ستقدم للناس في دبي تجارب معيشية لم يعهدوها من قبل والتي ستكفل الحفاظ على الثروة الرقمية وتضفى المزيد من الأمان والطمأنينة على حياتهم.
كذلك ستدفع استراتيجية إنترنت الأشياء عجلة التحول الذكي في إمارة دبي، حيث تسعى إلى رقمنة المزيد من جوانب الحياة اليومية للناس وتمثل مرحلة إطلاق الحياة الذكية بكافة أبعادها، وربطها بمنصة “دبي بالس” – العمود الفقري الرقمي لمشروع المدينة الذكية. وبما أن صناع القرار في مختلف القطاعات يحصلون على المعلومات لدعم قراراتهم وخططهم من خلال دبي بالس، فإن الاستراتيجية ستدفع عجلة الإنتاجية والكفاءة في المدينة، كما ستوفر الادوات التي يحتاجها للمضي قدماً في مسيرة التغيير والتحسينات المستدامة.
مشاركات عالمية دائمة لتفعيل دور الإمارات في المبادرات الجديدة
كيف يمكن الحفاظ على الثروات الرقمية وتأمينها، وماهي الخطوات التي تأخذها دبي الذكية من أجل ذلك؟
عندما وضعت دبي الذكية استراتيجية انترنت الأشياء، أطلقت ضمنها مبادرة “الشهادات الرقمية” التي ستكون الاداة الأساسية للحفاظ على ثروة دبي الرقمية والتي نعمل حالياً على متابعة تطبيقها بالشكل الامثل من قبل الجهات الحكومية في إمارة دبي والتي أبدت تعاوناً كبيراً في هذا الإطار، حيث أبرمت دبي الذكية عدة اتفاقيات مع عدد من الجهات الحكومية بهدف التعاون في عملية تفعيل مبادرة “الشهادات الرقمية”.
حدثينا أكثر عن دبي بالس” وكيف جاءت الفكرة؟
منصة “دبي بالس” الحاضنة المركزية لجميع بيانات إمارة دبي وتهدف بشكل رئيسي إلى تحقيق التكامل في البيانات المتاحة لمختلف الجهات الحكومية والخاصة وغيرها، وتتضمن “دبي بالس” كافة البيانات الحكومية وتوظف قدرات الذكاء الاصطناعي لتحقيق رفاهية وسعادة الناس، وتهدف إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية من خلال خفض تكاليف الوصول إلى البيانات، وتسهيل تبادلها بين القطاعين العام والخاص والأفراد، بما يسهم في خلق فرص جديدة للمشاركة في العمل والمساهمة الفاعلة في التحول الرقمي لإمارة دبي بالكامل.
وتتيح المنصة البيانات على ثلاث مستويات، حيث يسمح المستوى الأول بإمكانية الوصول للجمهور بشكل عام كما يمكن الوصول إليها في كل وقت، أما المستوى الثاني فهو متاح مقابل تعرفة معينة للجمهور المتخصص مثل مؤسسات القطاع الخاص، ويختص المستوى الثالث بالبيانات الحكومية المصنفة ويقتصر الدخول إليها على الجهات الحكومية ذات العلاقة. وستقود دبي الذكية عملية الإشراف على جمع البيانات في المنصة واستثمارها في دعم عملية صناعة القرار، إلى جانب العمل على تطوير المنصة وتوظيفها للارتقاء بحياة الناس في دبي بشكل عام.
جاء إطلاق مبادة “دبي بالس” ترجمة لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بأن إمارة دبي ستحتفل بنهاية عصر المعاملات الورقية الحكومية بإصدار آخر وثيقة حكومية مطبوعة بحلول العام 2021، وذلك في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تحوُّل حكومة دبي نحو النموذج الذكي.
العوائد المتوقعة للثروة الرقمية الخاصة بإمارة دبي، خلال الأعوام الثلاثة المقبلة تصل قيمتها إلى 33.8 مليار درهم، من أين جاء هذا الرقم؟
من المتوقع أن تحقق الثروة الرقمية لإمارة دبي نتائج اقتصادية واعدة في ثلاث سنوات تصل قيمتها إلى 33.8 مليار درهم، إذ يتوقع أن تصل القيمة الناتجة عن تطبيقات إنترنت الأشياء بحلول عام 2020 إلى 17.9 مليار درهم إماراتي. فيما ستصل القيمة المضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي من البيانات المفتوحة والمشتركة في عام 2021 إلى 10.4 مليار درهم، بينما يتوقع أن تصل القيمة المتوقعة الناجمة عن تطبيقات البلوك تشين في القطاع الحكومي بحلول عام 2020 إلى 5.5 مليار درهم.
ماهي أهمية تطبيقات «البلوك تشين» في القطاع الحكومي وإلى أي مدى يسهم ذلك في الوصول إلى مدينة وحكومة أكثر ذكاءً؟ وما هو دور دبي الذكية في تطوير هذا المفهوم؟
ترتكز “استراتيجية دبي للبلوك تشين” والتي ستكون من خلالها دبي أول حكومة في العالم تطبق جميع تعاملاتها الحكومية من خلال تكنولوجيا “البلوك تشين” بحلول العام 2020، على ثلاث ركائز رئيسة تشمل تعزيز كفاءة التعاملات الحكومية، والتي قمنا في إطارها بإنجاز أكثر من 40 ورشة عمل مع 30 جهة حكومية وخاصة لتحديد التعاملات التي ستطبق البلوك تشين، وكذلك تصميم منصة موحدة ومشتركة للبلوك تشين لحكومة دبي، والعمل على وضع سياسات خاصة بالبلوك تشين. أما الركيزة الثانية فهي خلق بيئة داعمة للشركات الخاصة والناشئة. وفي هذا المجال أطلقت دبي الذكية مسرعات مدينة دبي الذكية مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين، و”تحدي البلوك تشين العالمي” الذي شاركت فيه 21 شركة ناشئة من 18 مدينة عالمية في مايو 2017. أما الركيزة الثالثة فهي تحقيق القيادة العالمية في الجانبين العملي والنظري لتطبيقات البلوك تشين في العالم، وفي هذا المجال أصبحت دبي تستضيف شهريا مؤتمرات بلوك تشين عالمية، وتتبادل المعرفة مع المدن الذكية العالمية.
وفي ذات الإطار فقد حققت دبي سبقاً في مجال استخدام تقنية “البلوك تشين”، من خلال الشراكة بين دبي الذكية ودائرة الأراضي والأملاك في دبي، التي تعد أول دائرة حكومية تطور شبكة بلوك تشين عقارية متكاملة، لإيجاد قاعدة بيانات ذكية وآمنة تجمع العقود العقارية كافة، بما في ذلك تسجيل عقود البيع والإيجار، وربطها مع هيئة كهرباء ومياه دبي، ومع البنوك لدفع المبالغ المستحقة عن طريق شيك إلكتروني، دون الحاجة إلى كتابة أي شيكات، أو حتى طباعة أي أوراق، وتتم العملية في غضون دقائق معدودة، ومن أي مكان حول العالم، ليستغني بذلك المستخدم عن مراجعة أي دائرة حكومية.
لمسنا تركيزاً كبيراً من حكومة دولة الإمارات على موضوع الذكاء الاصطناعي ووضعت خطة استراتيجية ووزارة مختصة من أجل ذلك، كيف تنسق مختلف هيئات الدولة لتكامل الخطط وكيف يؤثر ذلك على الارتقاء بالعمل الحكومي؟
تؤثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً في حياة الناس وقد أدركت قيادتنا الرشيدة أهمية تسخير هذه التكنولوجيا في بناء منظومة عمل حكومي متكاملة توفر أفضل الخدمات للجمهور بما يوفر عليهم الوقت والجهد، فجاء إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي ضمن مئوية الإمارات 2071، ليترجم عمق هذا الإدراك.
ونحن بدورنا في دبي الذكية استثمرنا تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال مشروع “راشد” الذي هدف إلى توفير المعلومات والإجابات الرسمية والموثوقة على أسئلة المتعاملين ممن يرغبون بالبدء بنشاط تجاري في دبي والاستثمار في المشاريع، وشملت الخدمة وقتها تعريف المتعاملين بالإجراءات والخطوات والوثائق المطلوبة والمتطلبات الضرورية لبدء استثمار جديد في دبي، أو تطوير استثمار قائم، مع توضيح كل ما يلزم لاستصدار الرخص التجارية، وذلك وفقاً لقاعدة بيانات دائرة التنمية الاقتصادية الشريك الأول في هذه الخدمة الذكية،
دبي الذكية تسهم في تحقيق أجندة السعادة ما هو دور دبي الذكية في تطوير مفهوم سعادة المواطن والمقيم في الأمارات؟
انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. ومن خلال تبّني منهجية علمية عالمية، تقيس مستوى السعادة في كافة أرجاء المدينة، وتؤثر إيجاباً فيها وتعمل على تحقيق استدامتها، جعلنا من السعادة محور رئيسي في أهداف استراتيجيات دبي الذكية، وفي هذا الإطار طورنا “أجندة السعادة” التي سنعمل من خلالها على الاستفادة من التكنولوجيا وتوظيفها، إضافة إلى الاستعانة بكافة الوسائل للوصول لتحقيق السعادة وضمن إطار يعتمد على عملية تشاركية تشمل، الاكتشاف والتخطيط لـدبي المستقبلية التي تضع السعادة في أعلى سُلم أولوياتها وتعتبرها في الوقت نفسه هدفاً أساسياً لعملية تحول دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً.
تشارك دبي في أبرز المؤتمرات العالمية التي تخص الحكومات الذكية والتطبيقات الذكية والابتكار، كيف تقيمين تجربتكم مع الخبرات العالمية في هذا المجال؟
دبي الذكية حريصة على الاستفادة من التجارب العالمية في مجال صناعة المدن الذكية، والتي تقدم لنا أفكار ورؤى تدعم مسيرتنا في قيادة عملية التحول الذكي لإمارة دبي وتتيح لنا فرصة الاستفادة من الخبرات والممارسات التي تطبقها المدن الذكية حول العالم، وفي هذا الإطار نعمل على تنظيم مشاركات وزيارات دورية للاطلاع على هذه الممارسات في مختلف دول العالم، فمؤخراً نظمت دبي الذكية والجهات التابعة لها والتي تضم مؤسسة حكومة دبي الذكية وبيانات دبي، زيارة ميدانية إلىى كل من الدنمارك والنرويج بهدف إجراء دراسة ميدانية حول تعزيز مفهوم السعادة في الدول الاسكندنافية، والاطلاع على تجارب هذه البلدان في مجالات التخطيط المستقبلي وتطوير بيئات العمل”،