خاص – entrepreneuralarabiya.com
في عام 2009 بدأت طوبى تركلي الرئيسة التنفيذية لـ(قطوف الريادة) الاهتمام بمجال ريادة الأعمال حيث كانت في مرحلة البحث عن رائد الأعمال في السعودية، ومع بدء الجيل الثالث من الشركات العائلية العريقة في السعودية بالوصول إلى العمر المنتج.
لاحقاً توصلت طوبى تركلي إلى تصنيف أسرع 100 شركة سعودية في النمو (Saudi Fast Growth 100)، وتم حصر المشاكل والعوائق التي يمر بها الشباب السعودي حين إنشاء شركاتهم كشركات ناشئة، بناء على ذلك قامت بعدة زيارات حول العالم للبحث عن النماذج التي أثبتت توفيرها للحلول، كان من ضمنها مؤسسة كوفمان (The Kauffman Foundation) وعدة نماذج لمسرعات وحاضنات الأعمال.
توصلت إلى أربع استنتاجات من المهم التركيز عليها، وهي:
- الحاجة للتخطيط للمستقبل خاصة لكون الشعب السعودي يتكون من أغلبية شابة تحت سن الثلاثين.
- الحاجة لنشر الوعي عن المهارات التي نفتقر إليها كالإصرار وتقبل الفشل والتعلم منه وتقدير العمل والمبادرة بدون كونه عيباً.
- النقص الشديد في الثقافة الخاصة بمجالات تأسيس الشركات وريادة الأعمال بالإضافة إلى الحاجة إلى تحفيز الشباب للتجرؤ على إطلاق الشركات
- وجود شح في الاستثمارات في رأس المال الجريء بالإضافة إلى عدم وجود القوانين والأنظمة التي تسهل ذلك.
بعد المساعدة في إجراء دراسة مع BCG وفي العام 2012 قامت بانشاء شركة قطوف الريادة مع شريكها الدكتور غسان بن أحمد السليمان، وبدأت قطوف الريادة بأول أسبوع لريادة الأعمال ومن ثم في العام 2013 قامت بتشغيل أول مسرعة أعمال في المملكة وأول صندوق استثماري يستثمر في رأس المال الجريء، إضافة إلى كأس الإبداع التجاري، كانت حصيلة ذلك تخريج العديد من الشركات التي استطاعت الحصول على التمويل والاستثمارا بعد تخرجهم من البرنامج، هذه الشركات خلقت أكثر من 4,000 وظيفة في مختلف المجالات ومختلف المناطق. ولاتزال قطوف اليد اليمنى للقطاعات الحكومية من خلال دعمها لمبادراتها.
أحد أهم عوامل النجاح في قطوف هو الفريق العامل على مبادراتها المختلفة بكل شغف، وما يشرفها أن أفراد الفريق هم شباب سعوديون .
وفي هذا السياق، حاورت رواد الأعمال العربية سيدة الأعمال السيدة طوبى تركلي فكان هذا الحوار :
ما هي الإنجازات التي تفتخرين بتحقيقها في السعودية؟ وبالتحديد في مجال ريادة الاعمال؟
- انشاء شركة قطوف الريادة مع شريكي الدكتور غسان بن أحمد السليمان، حيث قامت قطوف في العام 2013 بتشغيل أول مسرعة أعمال في المملكة وأول صندوق استثماري يستثمر في رأس المال الجريء.
- تخريج 30 شركة ناجة مع حصول أكثر من 50% منها على استثمارات بعد التخرج والتي بدورها دعمت اقتصادنا بأكثر من 4,000 وظيفة وفرصة عمل.
- وصولنا إلى تعزيز شبكة ريادة الأعمال في المملكة بأكثر من 50 جهة داعمة على المستوى المحلي وإقامة التعاون مع مختلف الجهات العالمية في أكثر من 165 دولة.
- تمثيل المملكة في مختلف المحافل والمنتديات العالمية كالـ(B20) وملتقى ريادة الأعمال العالمي في أكثر من 35 دولة وفي أكثر من 172 محاضرة.
- القيام بأول دراسة تبحث صلاحية السوق السعودي لإنشاء بيئة مستدامة لريادة الأعمال، وأول دراسة تبحث فرص الترخيص والتوكيل (Franchising) والأنظمة الخاصة بها في السوق السعودي وأول دراسة سعودية للعمل من المنزل ودور الأسر المنتجة وفي مجال التسويق الإلكتروني، منها وصلنا إلى 25 فكرة لمشاريع ومبادرات اقترحناها وقدمناها لمختلف الجهات.
- إدارة مسابقة كأس الابداع التجاري على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي مسابقة عالمية لجميع رواد الاعمال في مجال الإبداع التجاري والتي بدأنا بها في السعودية في العام 2013، ثم على صعيد دول الخليج في العام 2015، وصولاً إلى كوننا نملك حصرية المسابقة على صعيد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بداية من العام 2016.
الهدف الرئيس هو قطف النتائج القيمة البناءة، ومن هنا جاءت قطوف.
كيف واجهتم العقبات لإطلاق مشروعك الخاص بدعم رواد الاعمال؟
واجهنا العديد من من الصعوبات والعوائق والتي اختلفت في نوعيتها عن بعضها البعض، يمكن تلخيص هذه العوائق في ثلاث نقاط رئيسية:
- صعوبة الحصول على دعم القطاع الخاص وإقناعهم بكون ريادة الأعمال وإنشاء الشركات لا يأتي إلا من القطاع الخاص وبأن تسريع إنشاء الأعمال واحتضانها لا ينجح إلا إذا كان من قبل القطاع الخاص ودور الجهات الحكومية هو في تقنين الأنظمة وتوفير التسهيلات في الإجراءات وإنشاء الشركات وإصدار التراخيص، حصلنا على الدعم لإنشاء وتشغيل مسرعة الأعمال ومختلف المبادرات من معالي الدكتور غسان السليمان وسعادة المهندس قاسم ميمني، حيث أنهم كانو الوحيدين من القطاع الخاص الذين قاموا بالدعم في هذا المجال.
- وجود العديد من الجهات التي تدعي دعمها لريادة الأعمال والشركات الناشئة بدون وجود الاستثمار الفعلي البناء في هذا المجال، عدا القيام بالعديد من المنتديات المكلفة بدون نتائج، وقد قمنا في المقابل بالعمل بكل جهد بالتركيز على النتائج لتتحدث على الإنجازات.
- من العوائق أيضا ضعف نظام البنوك ومؤسسة النقد في دعم ريادة الأعمال حيث أنه لا يوجد من يوفر الخدمات المناسبة للشركات الناشئة والحلول التمويلية بالشروط المعقولة.
ما أبرز ما يعيق توليد الوظائف في القطاع الخاص، وما عوائق تأسيس الشركات الصغيرة حاليا؟
في الفترة الحالية ومع تراجع أسعار البترول تواجه الكثير من الأسواق أزمة إقتصادية. مما أثر في نشاط عمليات التوظيف ووجه البعض إلى تقليص المصروفات عن طريق إيقاف التوظيف وتسريح الموظفين. إضافة إلى ذلك، قامت العديد من الشركات بتخفيف دعمها للمبادرات الغير ربحية حيث كان التوجه إلى الاحتفاظ بالسيولة النقدية داخل الشركات وتوفيرها لما قد يستجد من متغيرات مفاجئة في السوق.
ما الفرق بين حاضنات الاعمال ومسرعات الاعمال؟
- حاضنات الأعمال مهمتها احتضان المشاريع لفترة طويلة ويفضل وجودها بالجامعات نظرا لوجود مراكز الابحاث، كما تحظى في العادة بتمويل حكومي أو من قبل الجامعات أو الجهات غير الربحية، إضافة إلى ذلك الحاضنات دورها ينحصر في توفير الاستشارة الأولية لرواد الأعمال مع توفير المساحة المكتبية.
- مسرعة الأعمال برنامج يهدف إلى اختيار المشاريع التجارية الواعدة ودعمها وإطلاقها في مدة زمنية قصيرة قد تكون أقل من ٦ اشهر و ذلك من أجل توسيع عملها التجاري من حيث الحجم و القيم، تقوم المسرعات بدورها عن طريق تقديم كل من الاستثمار النقدي برأس المال الجريء والدعم القانوني والدعم التقني، إضافة إلى التوجيه والإرشاد المستمر من قبل الخبراء وتقديم الدورات المختصة وورش العمل الضرورية لإحداث النقلة في الأفكار لتصبح شركات ذات إنتاجية عالية وداعمة للإقتصاد بشكل رئيسي، وبهدف توجيه الشركات لتؤمن الحصول على مختلف أنواع التمويل الاستثمار كتمويل الأفراد وتمويل رأس المال الجريء، كما تتملك مسرعات الأعمال حصة رمزية في الشركات المنضمة إليها مقابل الاستثمار فيها من مال ووقت وجهد وذلك بغرض مشاطرة كل من المسؤولية والمخاطر المترتبة عليها ومشاركة النجاح أوالخسارة، كما تقوم مسرعات الأعمال بالخروج من هذه الاستثمارات في حين نضوجها حيث يكون التركيز في تكبير الشركات وانجاحها برفع قيمتها السوقية والقيمة المضافة منها إلى الاقتصاد السعودي.
كيف تقيمين تجربتك كمؤسسة لأول مسرعة اعمال في السعودية من خلال ( فلات6 لابز جدة) ؟
هي تجربة فريدة من نوعها تكللت بالنجاح، كوننا أول مسرعة اعمال في المملكة، كلمة “المسرعة” لم تكن معروفة عند بدايتنا، وكان هدفنا عند البداية دعم شباب الوطن ومساعدتهم على الوصول و النجاح وخلق وظائف ودعم اقتصاد البلد هادفين لدفع عجلة نمو وتنويع مصادر الدخل توافقا مع رؤية ٢٠٣٠.
خلال مرحلة الدورات التي قمنا بها، اكتشفنا ان لدى شبابنا القدرة على تحقيق النجاح والاستمرار مع توفر التوجيه الصحيح الذي نقدمه من خلال مسرعة الأعمال فلات ٦ لابز جدة، و أكبر دليل على نجاح المسرعة ونجاح شبابنا عدد الاستثمارات التي حصلت عليها الشركات الناشئة التي تخرجت من برنامج مسرعة قطوف.
ما هو تقيمك حول مدى تهيئة الشاب السعودي ومشاركته في مشروعات ريادة الأعمال؟
مفهوم ريادة الاعمال لدى الشباب أصبح أكثر وضوحاً خاصة بعد رصد نتائج نجاحاتنا في دعم ريادة الاعمال على مدار الأربع سنوات الماضية. وقد ساعدت أيضا صفحات التواصل الاجتماعي التي هي نقطة اجتماع الشباب والشابات لمتابعة ماهو جديد، مما أعطى شبابنا دافع ليصبحوا رياديي أعمال.
في بداية كل دورة تتلقى قطوف الريادة أكثر من 200 طلب من جميع أنحاء المملكة للانضمام إلى مسرعة الأعمال ويحدث ذلك مرتين على الأقل في كل عام. إضافة إلى مشاركة أكثر من 4000 شخص في مختلف المؤتمرات والمبادرات والمناسبات الخاصة بريادة الأعمال من جميع أنحاء المملكة ومن كافة طبقات المجتمع.
من واقع خبرتك ، هل هناك فرص لأي شاب أن يصبح رائد أعمال؟
نعم دون أدنى شك، فقط عليه أن لا ييأس فالاصرار يحقق النجاح.
قد تكون المنافسة شديدة للدخول إلى البرامج الداعمة كمسرعات الأعمال وذلك لعدة أسباب، منها قلة الدعم المادي المقدم لهذه الجهات ومنها ندرتها في المملكة حيث أن الجميع يتنافسون على المقاعد المحدودة.
كيف تقيّمين دور الجهات الحكومية من حيث منح تسهيلات لرواد الأعمال ؟
ريادة الأعمال يتم دعمها من ثلاثة محاور:
- تسهيل وتوفير فرص الدخول إلى السوق.
- الدعم المادي كشريك مستثمر لا كدائن أو مقرض.
- توفير التوجيه والإرشاد من المختصين وذوي الخبرة للشركات الناشئة ولرواد الأعمال.
يجب التركيز على ما يعزز النتائج البناءة، وضع الأموال والاستثمارات في غير مكانها يضر ببيئة ريادة الأعمال أكثر مما يدعم الرواد والشركات الناشئة.
ما هي أبرز المشروعات الناجحة لدى قطوف الريادة؟
مشروعات قطوف الريادة تتمثل في : نجيد – مهارة – صورلي – واضح – الام و الطفل – استديو ايه – بولشر – فانومان – ستكري – اوفر هانت – فارم تك المزرعة التقنية – تاكسي فوود .