07بوظبي نوفمبر 2025
أعلنت شركة “ليلي” عزمها بناء أقوى حاسوب عملاق على الإطلاق تملكه وتشغّله شركة أدوية، وذلك بالتعاون مع شركة “إنفيديا“. وسيعمل هذا الحاسوب الخارق على تشغيل ما يُعرف بـ “مصنع الذكاء الاصطناعي”، وهو بنية تحتية حاسوبية متخصصة تدير دورة عمل الذكاء الاصطناعي بالكامل، بدءاً من جمع البيانات وتدريب النماذج، وصولاً إلى مرحلة الضبط الدقيق وتنفيذ الاستدلالات على نطاق واسع.
في هذا الصدد، قال ديو غو راو، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس قسم المعلومات والتقنيات الرقمية في شركة “ليلي”: “مهمتننا في “ليلي” أن نجعل حياة الناس حول العالم أفضل، ونؤمن أن ذلك يتطلب التميّز ليس فقط في التطور العلمي، بل أيضاً عبر التطور التكنولوجي. وفي هذا المجال فإنني أؤمن بأننا بلغنا مستوى لم يبلغه أحد في قطاع الصناعات الدوائية. نحن نتمتع بإرثٍ راسخ يمتد لنحو 150 عاماً يمنحنا وفرةً من البيانات التي ندرك بأنها أثمن أصولنا. ومع وجود نماذج الذكاء الاصطناعي المصممة لخدمة أهداف محددة، فضلاً عن وفرة التقنيات الذكية، نخطو اليوم بثقة نحو إرساء معايير علمية جديدة تحفز وتيرة الابتكار وتمهد الطريق نحو توفير الأدوية للمرضى الذين يحتاجونها بسرعة أكبر”.
يُعدّ هذا الحاسوب العملاق الأول من نوعه في العالم الذي يعتمد على نظام NVIDIA DGX SuperPOD ومزوّد بأنظمة DGX B300، ويعمل باستخدام أكثر من 1,000 وحدة معالجة رسومات من طراز B300 متصلة عبر بنية شبكية موحدة، ما يعني أن عمليات الاتصال بين وحدات المعالجة الرسومية والتخزين والأنظمة ذات الصلة تتم جميعها عبر شبكة واحدة عالية السرعة.
الارتقاء بالعلوم على نطاق واسع لتحقيق فوائد حقيقية
ويتيح الحاسوب الجديد و”مصنع الذكاء الاصطناعي” التعلّم السريع والتكرار المتواصل، حيث سيتمكن العلماء من تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على ملايين التجارب لاختبار الأدوية المحتملة، ما يعزز بشكل كبير من نطاق جهود اكتشاف الأدوية وتطورها. وسيُتاح عدد من هذه النماذج الخاصة على منصة Lilly TuneLab، وهي منصة تعاونية لاكتشاف الأدوية تعتمد على نظام الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة الموحّد، وتم تطويرها لتوسيع الوصول إلى أدوات الاكتشاف المتقدمة ضمن منظومة الصناعات الدوائية الحيوية. وستواصل منصة TuneLab تطوير مجموعتها من النماذج المتاحة، بما في ذلك إضافة مسارات عمل تتضمن بعض نماذج NVIDIA Clara مفتوحة المصدر.
وبخلاف اكتشاف الأدوية، تعتزم “ليلي” الاستفادة من الحاسوب العملاق لاختصار زمن تطوير الأدوية وتسريع وصولها إلى المرضى. وسيساعد وكلاء الذكاء الاصطناعي العلمي الجدد الباحثين في عمليات التفكير والتخطيط والتعاون ضمن البيئات الرقمية والواقعية على حدّ سواء. ومن خلال تقنيات التصوير الطبي المتقدمة، سيتمكّن العلماء من تكوين رؤى أوضح حول تطور الأمراض، ما يمكّنهم من تطوير مؤشرات حيوية جديدة تتيح تقديم رعاية أكثر تخصيصاً للمرضى. كما ستستفيد عمليات التصنيع من نموذج التوأم الرقمي بالتكامل مع تقنيات الروبوتات من “إنفيديا” لتحسين كفاءة الإنتاج وتقليل فترات التوقف عن العمل.
وأضافت كيمبرلي باول، نائبة رئيس قطاع الرعاية الصحية في شركة “إنفيديا”: “سيكون القطاع الطبي أكثر المستفيدين من الثورة الصناعية للذكاء الاصطناعي، إذ ستدفع التقنيات الذكية نحو تحولات جذرية في مقاربتنا لعلم الأحياء. ولا شك أن مصانع الذكاء الاصطناعي المتطورة تجسد أدوات علمية جديدة، وتمكّننا من الانتقال من منهجية الاكتشاف القائم على التجربة والخطأ إلى تصميم أكثر دقة ووعياً للأدوية. وبفضل إرثها العلمي العريق والتزامها المستمر بالابتكار، تبرز شركة ’ليلي‘ كإحدى الشركات العالمية الرائدة التي تتصدر هذه المرحلة الجديدة من الاكتشاف الطبي”.
وأردف توماس فوكس، النائب الأول للرئيس والرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في شركة “ليلي“: “تنتقل ’ليلي‘ من استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة، إلى تبنّيه كشريك علمي حقيقي. فمن خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف مفاصل عملياتنا، نفتح الباب مشرّعاً أمام نموذج مؤسسي جديد؛ يحولنا إلى مؤسسة تتعلم وتتكيف وتتحسن بناءً على البيانات. الأمر هنا لا يتعلق بالسرعة فحسب، بل بقدرتنا على دراسة علم الأحياء على نطاق واسع، وتعميق فهمنا للأمراض، وتحويل المعارف المكتسبة إلى تطورات ملموسة يستفيد منها المرضى الذين يتلقون أدوية ليلي، وكذلك منظومة علوم الحياة الأوسع”.
وبناءً على التزامات الاستدامة الراهنة لشركة “ليلي” التي تشمل الوصول لحيادية الكربون بحلول عام 2030، سيعمل الحاسوب الخارق كلياً باستخدام الطاقة المتجددة ضمن مرافق الشركة الحالية وسيستخدم أيضاً بنيتها الحالية للمياه المبرّدة لغرض التبريد السائل.


