خاص – دبي
مقال بقلم ساشين ديف دوغال، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Builder.ai
تواجه شركات التجزئة الصغيرة والمتوسطة تحدي المنافسة مع العلامات التجارية الكبرى، لكنها مع ذلك، تستطيع الحفاظ على قدرتها التنافسية، بتبني التجارة الإلكترونية والاستثمار في القدرات الرقمية.
في المشهد الرقمي سريع التغير السائد اليوم، قد يصعب على الشركات الصغيرة منافسة شركات التجزئة الكبيرة، لا سيما مع ظهور التقنيات الجديدة وتغير توقعات المستهلكين. فالعلامات التجارية البارزة تتمتع بموازنات وموارد أكبر واستراتيجيات قوية للتجارة الإلكترونية تفتقر إليها الشركات الصغيرة والمتوسطة. لكن يظل بإمكان شركات التجزئة الصغيرة تبني التجارة الإلكترونية والاستثمار في القدرات الرقمية للبقاء ناشطة في عالم التجزئة شديد المنافسة اليوم.
ولعلّ تطوير تطبيق للتجارة الإلكترونية وإطلاقه قرار تجاري جدير بالشركات الصغيرة والمتوسطة الساعية للحفاظ على مكانة تنافسية وتوفير قناة جديدة للإيرادات. وفي هذا السياق، قد يساعد وضع خطة عمل استراتيجية واضحة للتجارة الإلكترونية واستخدام الأدوات المناسبة لها، في نجاح إطلاق التطبيق وتحقيق الربح وتعزيز اسم العلامة التجارية في السوق.
تحديات تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة
علينا في البداية أن ندرك أن الشركات الصغيرة تواجه العديد من التحديات الناجمة عن طبيعة البيئات الاقتصادية والسياسية والرقمية الراهنة التي تعمل فيها، وذلك بالرغم من وجود قدر هائل من الفرص عندما يتعلق الأمر بالتقنيات الناشئة.
تتألف الشركات الصغيرة والمتوسطة، في غالبها، من فرق صغيرة ذات عقلية ريادية تعمل بهمة ونشاط، لكن الكثير منها يفتقر إلى المهارات والمواهب الرقمية اللازمة لتنمية أعمالها. ولا يمتلك معظم هذه الشركات فريقًا من المهندسين أو مطوري البرمجيات لمساعدتها في إنشاء منصة للتجارة الإلكترونية. كما أن على هذه الشركات أن تظل منفتحة على تغيير نماذج أعمالها مع تبني التقنيات الحديثة، بدلًا من إظهار القلق حيالها. ومع أن التغيير قد يكون صعبًا للعديد من أرباب الأعمال الذين يديرون شركاتهم بالطريقة نفسها منذ عقود، يبقى الحفاظ على القدرات التنافسية مسألة في غاية الأهمية.
تطبيقات التجارة الإلكترونية والفرص السانحة
ثمّة فرصة سانحة أمام شركات التجزئة الصغيرة والمتوسطة لتوسعة أعمالها عبر الإنترنت، وإنشاء امتداد لمتاجرها في العالم الرقمي يتمثل في موقع ويب أو تطبيق للتجارة الإلكترونية. في عام 2024، تُظهر الإحصاءات أن 58% من الشركات الصغيرة ليس لديها تطبيق للجوال، وأن 28% من تلك الشركات تخطط لتطوير تطبيق ما في المستقبل. وثمّة فرصة كبيرة هنا أمام شركات التجزئة الصغيرة للوصول إلى جمهورها بطريقة جديدة ومبسطة، والاستفادة من واقع أن غالبية المستهلكين يمتلكون ويحملون باستمرار هاتفًا ذكيًا.
إن تطبيقًا متخصصًا تستعين به شركة من الشركات الصغيرة، يمكن أن يعزز اسمها، ويزيد من شهرتها، ويرفع مستويات الولاء في أوساط عملائها، ويحافظ على قدرتها على المنافسة. ومع أن هذا الأمر قد يبدو مكلفًا للشركات الصغيرة والمتوسطة، فإن اختيار الشركة تطبيقًا للتجارة الإلكترونية تملكه بدلًا من متجر إلكتروني، سوف يجنبها تحمل الرسوم الإضافية التي تفرضها بعض الأسواق، سواء الرسوم الشهرية أو تلك التي تُفرض على كل معاملة بيع.
وضع خطة للتجارة الإلكترونية
لن ينطلق المرء في إجازة صيفية، مثلًا، دون إجراء حجوزات لرحلته وإقامته والقليل من البحث عن وجهته وحزم أمتعته. الشيء نفسه يمكن قوله عن وضع خطة مناسبة قبل الشروع في الحصول على تطبيق للتجارة الإلكترونية. إن إجراء بعض الأبحاث وتحديد الاحتياجات والأهداف والتفاصيل التشغيلية، سوف يعود بالنفع على كل من أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمستثمرين وغيرهم ممن يمكنهم المساعدة في إطلاق منصة للتجارة الإلكترونية. لهذا، نجد أن الخطة المدروسة جيدًا تشتمل على اتجاه وأهداف واضحة، ويمكنها تحديد المخاطر المحتملة، وتساعد في تخصيص الموارد وجذب المستثمرين للحصول على الدعم الخارجي.
كيف تطلق تطبيقًا للتجارة الإلكترونية
بمجرد الانتهاء من وضع خطة للتجارة الإلكترونية، يأتي الدور على نقطة مثيرة للاهتمام تتمثل في بناء متجر إلكتروني. أولاً، يجب البحث عن فريق يتمتع بالمهارات والخبرة اللازمة لبلورة الفكرة، ويساعد في عملية التصميم وإدارة المشروع وضمان الجودة والقيام بكل ما يلزم لإنجاح مرحلة التطوير.
بعد ذلك، يمكن تحديد المنصة التي سيُبنى عليها موقع التجارة الإلكترونية، سواء كان تطبيقًا أو موقع ويب. ثم يحين دور التفكير في المنتجات والخدمات التي تبيعها المنصة وفي ما قد يفضله العملاء المستهدفون. ومع ذلك، يفضل العديد من المستهلكين اليوم التسوق عبر تطبيق ذكي، نظرًا لطبيعته التلقائية وسهولة استخدامه، ويتفق نحو 74% من شركات التجزئة على أن تطبيقات الجوال تسهم في زيادة الأرباح.
تطبيقات التجارة الإلكترونية
إذا كانت الشركات الصغيرة والمتوسطة تتجه نحو تطوير التطبيقات، فقد يكون من الصعب التفكير في عملية التطوير والتوقيت والموازنة. ولحسن الحظ، هناك العديد من أدوات تطوير البرمجيات، التي لا تتطلب استخدام الشيفرات البرمجية، والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي، حتى يتمكن أرباب الأعمال ذوو الخبرة البرمجية المتواضعة، أو حتى من يفتقرون إليها، من إنشاء تطبيقاتهم الخاصة بالبيع بالتجزئة. يمكن أن تعمل أدوات التطوير هذه بصفة دليل إرشادي في عملية التطوير، حيث تدير العملية من بدايتها إلى نهايتها. كذلك، يمكن إضافة مزايا مخصصة، مثل إجراءات الدفع الآمنة والتوصيات بالمنتجات، وتقييمات العملاء، ودمج برامج الولاء، وغيرها. أيضًا، سيغدو بإمكان الشركات الصغيرة والمتوسطة الوصول إلى بيانات العملاء للتعرف على عادات الشراء وتفضيلاتهم من المنتجات والخدمات، مما يسمح للشركة ببناء تطبيق وفق احتياجاتها الخاصة، ما يعني في نهاية المطاف زيادة المبيعات.
بشكل عام، ينبغي لشركات التجزئة الصغيرة والمتوسطة أن تحافظ على تمتعها بالمرونة في سوق اليوم، وأن تستثمر وقتها ومواردها في تنمية أعمالها في التجارة الإلكترونية. هذه الشركات تواجه العديد من التحديات والشكوك، لكنها إذا وضعت خططًا محددة في سبيل تحقيق رؤاها، يصبح بإمكانها الاستعداد للنجاح في توسعة حضورها التجاري عبر الإنترنت وتنميته. إن منصةً جيدة للتجارة الإلكترونية عبر الجوال، من شأنها تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من تحقيق الإيرادات والحفاظ على القدرة التنافسية وفهم عملائها بطريقة جديدة.