خاص entrepreneuralarabiya
يشهد قطاع الخدمات المالية العالمي مرحلة تحول مهمة شكّل ظهور شركات التكنولوجيا المالية العامل الأبرز في تحفيزها. وبينما تواصل البنوك دورها المركزي خلال الأعوام المقبلة، تستعد شركات التكنولوجيا المالية للاستحواذ على حصة كبيرة في السوق، والتي ستتركز خاصة في مجال الخدمات المتقدمة والعروض الجديدة أكثر من الأعمال المصرفية التقليدية
entrepreneur التقت محمد إبراهيم، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمنصة مالي وأوضح .
أن هناك العديد من مجالات التعاون بين الجانبين والتي تساهم بقوة في دفع عجلة النمو في السوق، ولا سيما في ظل أوجه التكامل المتعددة بين خدمات شركات التكنولوجيا المالية وأنشطة البنوك، حيث يسهم اعتماد نهج تعاوني بين الجانبين بلا شك في تعزيز السوق، ونأمل أن تُدرك البنوك هذا الأمر في أسرع وقت ممكن.
ولكن ما مدى قدرة شركات التكنولوجيا المالية على دعم المجتمع، وكيف ساهمت حتى اليوم في الارتقاء بحياة أفراده؟
بحسب ابراهيم:” تستفيد شركات التكنولوجيا المالية عادةً من التطورات التكنولوجية لتقدم عروضاً أحدث وأفضل وأكثر شمولية.
وغالباً ما نجحت هذه الشركات في دعم المجتمع بدءاً من تقديم خدماتها لمن يفتقرون إلى الخدمات المصرفية الكافية في الأسواق الناشئة ووصولاً إلى تمكين حلول إقراض مبتكرة في الأسواق الأكثر تطوراً لذا من الطبيعي أن نلمس هذا الارتفاع الملحوظ في إقبال المستهلكين على خدمات هذه الشركات بالرغم افتقادها لمزايا الاستقرار والإمكانات المالية والأطر التنظيمية المتاحة للبنوك.
وأعتقد شخصياً بقدرة شركات التكنولوجيا المالية على تعزيز الفائدة المقدمة للمجتمع، إذ نشهد تركيزاً محدوداً على الصحة المالية الشاملة، بينما نرى من ناحية أخرى كيف ساهمت العديد من حلول الإقراض في زيادة عبء المديونية، وشجّعت بعض منصات الاستثمار ممارسات غير مسؤولة من قبل بعض المستهلكين العاديين (نأخذ مثلاً بعض العملات المشفرة والإصدارات الأولية (ICO) والرموز غير القابلة للاستبدال(NFT)).
نشهد اليوم انتشاراً واسعاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وغيرها، فما أهمية ذلك لقطاع البنوك والخدمات المالية عموماً وقطاع التكنولوجيا المالية خصوصاً؟
لا شك بأن حلول الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة (AI/ML) ستغير ملامح ومستقبل قطاع الخدمات المالية؛ بدءاً من إمكانات تخصيص وتحسين تجربة المستخدمين إلى التحليلات التنبؤية ووصولاً إلى الممارسات الداخلية، بما في ذلك مكافحة الاحتيال وسياسات اعرف عميلك / وتقييم الأهلية القانونية للعملاء.
ونرى بأنّ أبرز مهام الذكاء الاصطناعي تتمثل في توفير خدمات استشارية مسؤولة ومدروسة وعالية التخصيص للمستخدمين وهو ما نسعى إليه في منصة مالي حيث نطمح للريادة في هذه المجالات وبالتالي تحسين الصحة المالية للأفراد في منطقتنا، ويسرنا أننا قطعنا شوطاً جيداً في هذا المجال.
ما هو دور منصة مالي ضمن هذا المشهد في ضوء ما ذكرناه عن البنوك والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي؟
مالي هي أول منصة شاملة ومتخصصة في الصحة المالية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مهمتها الأساسية مساعدة الأفراد على تحسين إدارة شؤونهم المالية باستخدام طرق سلسة ومؤتمتة للإدخار والتوفير بالإضافة أساليب محسنة لوضع الميزانيات وإدارة المصاريف الشخصية والمنزلية، وكذلك الاستفادة من إمكانياتنا المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي لتقديم توجيهات مخصصة لكل فرد لإدارة شوؤنهم المالية بشكل أفضل.
وتعتمد مهمة منصة مالي على دعم الأطراف المعنية الرئيسية في القطاع؛ بما فيها البنوك والجهات التنظيمية. ونعتقد بأنّ خدمات منصتنا تتكامل بشكل رئيسي مع أنشطة البنوك، وسيتعزز ذلك بشكل كامل بمجرد اكتمال ملامح إطار الخدمات المصرفية المفتوحة (Open Banking)
هل تعتقدون بأنّ قطاع التكنولوجيا المالية يشهد منافسة مثمرة؟ أم أن هنالك الكثير من الشركات اليوم؟
نرى بأن المنافسة مثمرة وإيجابية، لأننا نحتاج المزيد من الشركات الناشئة المحلية القادرة على النجاح والإسهام في تطوير القطاع. وسيؤدي هذا بلا شك إلى تحفيز الابتكار في قطاع الخدمات المالية، وينعكس إيجاباً على الاقتصاد. ويمكن لشركات التكنولوجيا المالية تحسين الشمولية والتطور الماليين، بما يسهم في تنمية منطقتنا، ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي، لتتحول إلى مركز للابتكار مستفيدة من الدعم الحكومي الاستثنائي في أكبر أسواقها؛ دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ما هو المطلوب من الجهات الحكومية والتنظيمية؟
تؤدي الجهات الحكومية والتنظيمية الدور الأبرز في هذا السياق، ولا سيما مع سعيها لتحويل الخدمات المصرفية المفتوحة إلى واقع ملموس. ونبذل قصارى جهدنا للاستفادة من ذلك وطرح حلولنا المبتكرة في هذه السوق التي تشهد نمواً مطرداً بوتيرة تتجاوز المتوسط العالمي.
كيف تتعامل مع تجربة العميل أو المستخدم بصفتك رائد أعمال؟ وهل هناك منهجية خاصة للنجاح؟
أحرص دوماً على استقاء الدروس والاستفادة من تجارب الآخرين والتكيف مع التطورات، كما أركز على استقصاء آراء العملاء والتفاعل معهم بشكل شخصي ومناقشة اقتراحاتهم ومعالجة جميع شكاويهم بالتعاون مع فريقي. وتشكل تجربة المستخدم وتفاعله عاملاً محورياً للنجاح، وخاصة عندما تقترن بالإمكانات التكنولوجية القوية والفريق الموهوب، ويمثل كل ذلك مقومات النجاح لدينا.
ما الذي تعتزم منصة مالي تقديمه في الأعوام المقبلة؟
عقب إكمال الجولة التمويلية الأولية بقيمة 1.6 مليون دولار ومع إطلاق تطبيق مالي مؤخراً في الإمارات نجحنا باستقطاب عدد كبير من المستخدمين فاق كل التوقعات ونستفيد من آرائهم ومقترحاتهم لتعزيز خارطة الطريق الطموحة لدينا لتقديم تجربة استثنائية للعملاء في د دول مجلس التعاون الخليجي في المرحلة الأولى، ثم التوسع إلى مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث نهدف إلى توفير الأدوات اللازمة لتحسين الصحة المالية عموماً، بدءاً من الادخار والتوفير وإدارة الدَّين والمصاريف والميزانيات وصولاً إلى الحماية المالية والاستثمار المسؤول.
وأنا فخور جداً بنجاح فريق مالي المكون أساساً من مجموعة شباب موهوبين في تطوير المنصة بالاعتماد الكامل على قدراتنا الذاتية معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وكونها تتمحور بشكل رئيسي حول متطلبات العميل.