دبي 19 اكتوبر 2023
احتفل “برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم“، بالشراكة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، مؤخراً بعقدٍ من تمكين الباحثات من دول مجلس التعاون الخليجي في مجالات علوم الحياة والفيزياء والرياضيّات وعلوم الكمبيوتر، واللاتي شققن طريقهن رغم التحديّات للإسهام في تحفيز الاكتشافات العلميّة في المنطقة
منذ تأسيس البرنامج في دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2014، حقّق البرنامج إنجازات كبيرة في مجال رعاية وتعزيز المساعي العلميّة لـ51 باحثة عربية من خلال تقديم منح تبلغ قيمتها 3.4 مليون درهم إماراتي ودعم نموّهن المهني.
وبهذه المناسبة قال لوران دوفيه، المدير الإداري لشركة “لوريال الشرق الأوسط” :لقد كان برنامج ’لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم‘ بمثابة شهادة على المواهب الاستثنائية وفكر وعزيمة العالمات في دول مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه منذ 10 سنوات. كما عزّز البرنامج المساعي الهادفة لتحقيق المساواة بين الجنسين في الحياة المهنية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وسلّط الضوء على مساهماتهنّ القيّمة وأبحاثهنّ المتطوّرة. ومع مضينا قُدمًا إلى العقد المقبل وما بعده، سنواصل سعينا لتمثيل ودعم أحلام باحثاتنا الشابات بشكل أكبر وكسر الحواجز التي ما زالت قائمة.”
وعند سؤال دانا السليمان، والتي فازت عن بحثها في معالجة التحدّيات في تشخيص مرض السرطان من خلال برامج المستشعر الحيوي التحليليّة لتعزيز الكشف المُبكر عن المرض وتحسين التشخيص على مستوى العالم، عن دافعها للمشاركة بهذه المبادرة عبّرت قائلة: “يُعدّ برنامج لوريال-اليونسكو من أعرق البرامج التي تعمل على النهوض بالمرأة في التخصصات العلمية والهندسية. كان سبب تقدمي للجائزة هو أن لدي فكرة بحثية واعدة وجديدة أؤمن بها حقًا وأردت الحصول على الدعم والتقدير لها من خلال هذا البرنامج. ستساعد الفرص التي ستنشأ من خلال هذه الجائزة في تسريع تطوري المهني وتمكني من إلهام و دعم الجيل القادم من النساء والرجال لمتابعة العلوم واقتراح أفكار جريئة ومبتكرة والعمل على تطويرها
أما بالنسبة لنادين ناجي محمود يونس، الفائزة عن بحثها في تطوير اختبارات منخفضة التكلفة وسهلة الاستخدام (مقايسات التدفّق الجانبي LFAs) للكشف المُبكر والسريع عن فيروس “نوروفيروس” (NoV) والتهاب الكبد إي (HEV)، فكان هذا الفوز إنجازٌ رائعٌ لها إذ قالت: “المشاركة في هذا البرنامج مثّلت لي فرصة مهمة ومميزة، وأشعر بفخر واعتزاز كبير بفوزي بهذا التكريم الرفيع. هذه المناسبة لا تقدّر جهودي الشخصية فحسب، بل هي أيضاً اعتراف بدور المرأة في مجال العلوم والبحث. تمنح هذه الجائزة للباحثات الصاعدات الفرصة لتقديم أبحاثهن ومشاريعهن المبتكرة والمساهمة في تطوير المعرفة العلمية وتقدم المجتمع. إن الاعتراف بهذا النوع من الجهود يلهم الباحثين الشبّان ويشجعهم على مواصلة تحقيق أحلامهم وتطوير مهاراتهم العلمية. أتشرف كثيراً بكوني جزءاً من هذا الحدث الرائع وبأن أُمنح هذه الجائزة العريقة. هذا التكريم يعزّز من التزامي بالعمل العلمي وبمساهمتي في دعم الدور الريادي للمرأة في مجال العلوم”.
ومن جهتها أعربت فاطمة العوضي، والتي فازت عن بحثها في استكشاف التنوّع البيولوجي البحري في منطقة الخليج بحثاً عن إمكانات علاجيّة غير مستغلّة، عن رغبتها في التوسّع في بحثها العلمي مستقبلاً، إذ قالت: ” لقد كانت جميع أبحاثي تركّز على اكتشافات من البكتيريا الزرقاء التي جُمعت من غوام وفلوريدا كيز وحالياً أطمح إلى توظيف خبرتي في هذا المجال لاكتشاف مركبّات جديدة مستخلصة من البكتيريا الزرقاء البحرية، ومن المحتمل أيضاً كائنات بحرية أخرى، جُمعت من ساحل الكويت. أطمح كذلك إلى التعاون مع الباحثين الخليجيين واكتشاف الإمكانات الكامنة للكائنات البحرية في الخليج العربي والمتعلّقة بالمركبّات العلاجيّة إذ أن الأبحاث في هذا المجال قليلة للغاية في دول الخليج العربي. ولذلك فإن التعمّق في أبحاثي سيكون مركز خططي المستقبلية.”
وبالحديث عن طموحها كامرأة في مجال العلم من أجل دعم الجيل المقبل من العالمات الشابات، قالت نهى مسعد الإمام، والتي فاز بحثها عن تطوير المؤشّرات الحيويّة المُبكرة الخاصّة لمرض سرطان الثدي بهدف فهم تطوّر مرض السرطان وتحقيق مُعدّلات أفضل للبقاء على الحياة بالنسبة للمرضى: “بصفتي امرأة في مجال العلم، أسعى جاهدة لتحفيز الاهتمام بالعلوم عن طريق تشجيع الفتيات الشابات على اكتشاف شغفهن بالعلوم والتكنولوجيا من خلال تقديم نماذج إيجابية وإلهامهن. كما أني أتطلع إلى توفير فرص تعليمية وموارد للفتيات الشابات لتطوير مهاراتهن ومعرفتهن في مجالات العلوم، وذلك من خلال تنظيم ورش عمل ودورات تعليمية تهدف إلى تعزيز مهاراتهن العلمية. سأعمل على دعم الجهود التي تهدف إلى زيادة التمثيل النسائي في مجالات العلوم والبحث وإلهام الشابات بما يكفي لتجاوز أي عوائق تواجههن والمضي قُدماً في مساراتهن المهنية. وأطمح بتشجيع الفتيات الشابات على تطوير مهاراتهن في التفكير النقدي والإبداع، وذلك من خلال توجيههن نحو البحث والاكتشاف وحل المشكلات العلمية. فإني أتطلع في المساهمة في توفير بيئة داعمة وملهمة للفتيات الشابات لكي يتمكنّ من تحقيق إمكانياتهن الكاملة في مجال العلوم والمساهمة في تقدم المعرفة والتكنولوجيا
لقد استطاعت سارة اسحاق الخوري، الفائزة ببحثها عن فحص ودراسة الوقود الحيوي الصديق للبيئة للحد من انبعاثات الكربون ومعالجة تغيّر المناخ لتحقيق فوائد عالميّة، دفع نفسها لإتمام هذا الإنجاز وتخطي الصعوبات التي واجهتها وشاركت تجربتها بالقول: “كان فوزي بجائزة الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم 2023 رحلة ملهمة مليئة بالتحديات والتفوق. الشغف كان النجم الذي أضاء طريقي وجعلني أتخطى كل الصعاب. هدف واضح ومحدد وكفاءات متطورة هي الدروع التي حملتها في هذه المعركة العلمية. علمتني الرحلة أن التعلم والنمو لا يأتيان دائمًا بسهولة، لكنهما يأتيان دائماً بقوة. واجهت تحديات كبيرة في محاولة تحقيق التوازن بين مسؤوليات البحث العلمي و الأمومة. و لكن الدعم المستمر الذي حصلت عليه من زوجي ووالديّ ومستشارتي الأكاديمية (البروفيسورة كرياكي بوليكرونوبولو) له أهمية كبيرة جداً في مساعدتي على تجاوز العقبات والمضي قُدماً في مساري المهني. على مر الرحلة، استمدت قوتي من التفكير الإيجابي والإيمان بأن النجاح هو نتيجة العمل الجاد والإرادة القوية. تحقيق هذا الإنجاز ليس نهاية الرحلة بل بداية لمشوار أعظم، إذ سأواصل تقديم الدعم والإلهام للشابات الصاعدات لتحقيق أحلامهن وتغيير العالم بإبداعهن
ومن جانبها شاركت ليلى علي الدخيل، الفائزة ببحثها عن تحديد الكائنات الدقيقة التي يمكنها تحليل البلاستيك لإدارة النفايات ومساعدة البيئة، تجربتها لدفع نفسها لتحقيق هذا الإنجاز قائلة: “كنت دائما أركز على أهدافي وكيفية السعي لها والوصول لها. يتطلب ذلك الخروج من منطقة الراحة وتقبل الفشل لأنه جزء من النمو في سبيل النجاح والتعلم من الأخطاء. كانت هناك أوقات لا بد من اختيار قرارات حاسمة تتطلب الشجاعة والخروج عن المألوف فكنت أقيّم الوضع والمخاطر وأتخذ القرار حتى لو كان صعباً. كما تعلمت أيضاً كيف أكون مرنة في التعامل مع العوائق والتحديات والمحافظة على الإيجابية رغم الظروف الصعبة والاحتفال بأبسط الإنجازات بكل فخر. ومن أهم العناصر التي ساعدتني في تخطي الصعوبات هو بناء شبكة علاقات اجتماعية مع أصدقاء ناجحين ومساندين لي بإعطائي النصائح وقت الحاجة.”
يجدر بالذكر أن برنامج “لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم” أُسّس على مبدأ أن “العالم بحاجة إلى العِلم والعِلم بحاجة إلى المرأة”. صُمّم هذا البرنامج لكسر القيود المحيطة بتقدّم المرأة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومنحهنّ الأدوات اللازمة لنجاحهنّ.