بقلم: بروفيسور فيونا روبسون، مديرة كلية العلوم الاجتماعية وكلية إدنبره للأعمال، جامعة هيريوت وات دبي
بشكل عام ربما لم يكن يُنظر إلى الدراسة بهدف الحصول على شهادة جامعية على أنها المسار الأول لرواد الأعمال المحتملين، في الواقع، يتحدث العديد من رواد الأعمال الناجحين عن “جامعة الحياة او التعليم مدى الحياة” كبديل. ومع ذلك، مع تطور الجامعات وإدراكها لأهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وكذلك رواد الأعمال، تتوفر الآن مجموعة واسعة من البرامج والدورات. ربما لا تزال الجامعات تعانى من الحكم عليها بالصورة النمطية المأخوذة عنها لكونها تركز على التعليم النظرى أكثر من التعليم المعتمد على الممارسة، ولكن بالنسبة للعديد من المؤسسات، فقد تطورت الأمور بشكل كبير. أصبح من الشائع وضع خطة عمل كوسيلة لتقييم الدورات الأكاديمية.
ربما لم يفكر بعض الطلاب في أن يصبحوا رواد أعمال، خاصة إذا لم يتبع أحد في أسرهم هذا المسار. ولذلك قد تساعد الجامعات في زيادة الوعي حول الفرص المتاحة بعد التخرج بعيدًا عن المسار التقليدى والعمل في مؤسسة ما. كما يمنح التعليم في كلية إدارة الأعمال بالجامعات الطلاب رؤى جيدة حول جميع جوانب الأعمال المختلفة، بما في ذلك التسويق والتمويل والموارد البشرية. لا يحتاج رواد الأعمال المستقبليون إلى أن يصبحوا خبراء في جميع المجالات، ولكن يجب أن يكون لديهم فهم جيد للمجالات الوظيفية الرئيسية. سيكون هناك أيضًا بعض الدورات التدريبية ذات القيمة العملية العالية، على سبيل المثال، في حساب التكاليف وإعداد الميزانية العمومية.
عندما يكون رواد الأعمال جزء من كيان جامعى يكون لديهم فرصة أكبر لإكتشاف وجهات نظر وتجارب مختلفة، وعادة ما تكون الفصول الدراسية مليئة بأشخاص من خلفيات متنوعة، مما يوفر فرصة عظيمة خاصة للمراحل الأولى من عملية أبحاث السوق. كما توفر الجامعات بيئة آمنة لتجربة الأشياء، سواء كانت فكرة لمنتج أو خدمة جديدة أو مجرد ممارسة عرض تقديمي. سيتمكن الطلاب من الحصول على تعليقات بناءة من مجموعات مختلفة، مثل المحاضرين والأقران وخريجي الجامعات. ومن خلال الدورات الجامعية، يمكن للطلاب أيضًا الاستفادة من خبرات الأكاديميين. لقد أصبح من الشائع جدًا أن يأتي المحاضرون من مجموعة متنوعة من الخلفيات، بما في ذلك الممارسة المهنية أو كونهم رواد أعمال. وهذا يجعلهم قادرين على دعم الطلاب وتوليد الأفكار وطرح بعض الأسئلة المهمة.
إن امتلاك فكرة وخطة عمل جيدة لا يكفي، حيث يحتاج رواد الأعمال إلى مجموعة واسعة من المهارات الشخصية. تعتبر مهارات الاتصال المتطورة والتي يمكن تكييفها لتناسب مختلف الفئات أمرًا مهمًا، بما في ذلك القدرة على الاستماع وأخذ الملاحظات التي يتلقونها. كما يعد تطوير الوعي الذاتي القوي أيضًا مفيدًا للغاية وقد يساعد رواد الأعمال الناشئين على تحديد الفجوات في مهاراتهم وتعزيز التعاون مع الآخرين. غالبًا ما يشعر الطلاب بالقلق بشأن تقديم العروض التقديمية، ولكن على المدى البعيد، عادة ما يكونون ممتنين للدروس التي تعلموها.
ان كليات إدارة الأعمال على وجه الخصوص قادرة على توفير بعض الخدمات أو الموارد المتخصصة للطلاب المهتمين بإنشاء مشاريعهم الخاصة، مثل فهم التشريعات الخاصة بمشروعهم المقترح. كما أصبحت الحاضنات ذات شعبية متزايدة في الجامعات، فهي توفر فرصة للطلاب للحصول على دعم الخبراء في أخذ مقترحاتهم المتعلقة بالمراحل الأولية للفكرة. قد يكون هناك تمويل متاح، على سبيل المثال، لدعم إنتاج نموذج أولي.
عادة ما تكون الجامعات أماكن متصلة بشكل كبير على الصعيد الإقليمي والدولي، حيث يسعى الآلاف من الخريجين للحصول على الدعم من خلال الشبكات المحلية. في حين أن العديد من الطلاب يجدون فكرة التواصل أمرًا شاقًا، إلا أن الجامعات يمكن أن تجلب لهم فوائد كثيرة مثل توفير الموجهين للطلاب الجامعيين، حيث يمكن لرواد الأعمال المستقبليين التعلم من نجاحات وأخطاء الآخرين. وفى بعض الاحيان يقوم الممولين أو المستثمرين بزيارة الجامعات كوسيلة فعالة لرؤية أنواع مختلفة من الشركات التي يمكنهم استثمار أموالهم فيها، وهذا يوفر منصة فعالة للغاية للطلاب لعرض أفكارهم وتلقي التعليقات.
وفي الختام، يمكن للجامعات أن توفر منصة ممتازة للطلاب للتعرف على ريادة الأعمال والحصول على الدعم لتحويل أحلامهم إلى حقيقة بنجاح.