خاص entrepreneuralarabiya
لا أتعب من الحديث عن هوية “كومبارتيس” كعلامة تجارية متجذّرة في لوس أنجلوس.هذه نقطة مهمّة برأيي، فقليلة هي العلامات التجارية المعروفة حول العالم والتي انطلقت من لوس أنجلوس. هذا مايقوله جوناثان جراهام الرئيس التنفيذي لشركة كومبارتيس للشوكولاته، في لقاء مع مجلة entrepreneur العربية يوضح جراهام:” هناك علامات تجارية معروفة أصلها من باريس أو نيويورك أو غيرها الجميع بات يعرف أنّ “كومبارتيس” هي شركة شوكولاتة مقرّها لوس أنجلوس، وتُشكّل هذه المدينة جزءًا مهمّا من هويّتنا. فاسم لوس أنجلوس مرادف لهوليوود حيث يتواجد أهمّ النجوم العالميين، ولأشجار النخيل التي تُزيّن صورها أغلفة شوكولاتة “كومبارتيس“، ولفخامة العيش في مدينة بيفرلي هيلز. كل هذه العناصر ساهمت في رسم هويّة علامة “كومبارتيس” التجارية.
أنت بمعايير الريادة، رائد أعمال من الدرجة الأولى، كيف تقيّم تجربتك الناجحة وما هي أهمّ الأسباب التي أوصلتك إلى النجاح؟
يكفيني أنّني أحبّ عملي وأنّني نجحتُ في مهنة أحبّها… من أهمّ معطيات نجاح “كومبارتيس” برأيي هو إقبال الناس على منتجاتنا ومحبّتهم لنا، وهذا يُرضيني ويُنسيني التعب والمجهود. أمّا قصّة نجاحي، فأقيسها بنمو العلامة مع مرور السنوات، وهذا بالفعل ما نشهده، وبقدرتي على إدارة هذا النمو من دون المساومة على قيمي ومبادئي في تصنيع أفضل منتجات الشوكولاتة يدويًا وتطويرها وبناء علامة تجارية ناجحة، فـ“كومبارتيس” أصبحت من لوازم أسلوب الحياة الفاخر. احتفلت العلامة بعيدها الـ75، على أمل أن نحتفل بـ75 سنة أخرى وأكثر، فتاريخها العريق متجذّر في علاقتها الوطيدة مع الناس والعملاء. أحلم بتوطيد هذه العلاقة أكثر وكسب المزيد من العملاء ليتعرّفوا على “كومبارتيس” ويقعوا في غرامها كما فعل كثيرون من قبلهم.
تُباع شوكولاتة “كومبارتيس” في أكثر من ألفَي متجر في الولايات المتحدة فقط. نحضّر كل حلوياتنا في معاملنا الخاصة، ونتحكّم بكل نواحي الإنتاج والتسليم والتغليف، وهذا أمر يهمّني جدًا إذ أحرص على تسليم كل الطلبات على الوقت وتلبية توقّعات العملاء. نعتمد كثيرًا في عملنا على الهدايا المفصّلة حسب الطلب خصيصًا للشركات، فنضع شعارها على الشوكولاتة ونصُمّم أغلفة تحمل اسمها، ونبذل كل ما في وسعنا لابتكار منتجات مميّزة تُشكّل أجمل هدية في مواسم الأعياد أو المناسبات الخاصة. نؤمّن هذه الخدمة للعديد من الشركات ونساعدها على ابتكار منتجات شوكولاتة لذيذة وجميلة ممّا يُساهم في تسويقها وخلق رابط مميّز مع العملاء. في الواقع، وبحسب الأرقام، فإنّ 40 إلى 45 في المئة من إجمالي نسبة مبيعاتنا يُسجّل في شهرَي نوفمبر وديسمبر فقط، لأنّنا نختصّ بتقديم هذه الخدمة. وفي التفاصيل، يُرسل إلينا العملاء قائمة بعملائهم لنشحن هدايا الشوكولاتة إليهم، وتتراوح الأسماء على هذه القوائم بين 50 و10 آلاف اسم، فنُحضّر كل علبة هدايا يدويًا، ونشحنها إلى العملاء من معملنا. بالكاد يتسنّى لي النوم في تلك الفترة، إذ أتواجد في قسم الشحن في معملنا حيث أساعد على توضيب العلب ووضع الملصقات عليها والردّ على المكالمات…
“كومبارتيس الشوكولاته المفضلة في هوليود
“كومبارتيس” شركة متخصّصة بصناعة الشوكولاتة، وجذورها راسخة في التراث والتقاليد. أبصرت الشركة النور قبل 75 سنة تقريًبًا، وأنا انضممتُ إليها عندما كنت في الخامسة عشرة من العمر… أعشق الطعام والفنّ والتصميم منذ الصغر، وبدأتُ أجرّب مكوّنات مختلفة لصناعة الشوكولاتة في المطبخ الخلفي في ذلك السنّ. ابتكرتُ أوّل وصفة ناجحة انضمّت إلى رصيد الشركة عندما كنتُ في التاسعة عشرة من العمر، واختارت مجلة Food and Wine الأميركية أصناف الشوكولاتة التي ابتكرتها من بين أفضل 99 صنف طعام في أميركا، وهكذا بدأت الحكاية… ثمّ أخذتُ أطوّر نكهات ووصفات جديدة وحافظتُ على اسم العلامة التجارية وعلى مصنع الشوكولاتة القديم، لكنّني غيّرت هويّة العلامة من الصفر لتواكب الزمن. وسرعان ما طرحت قائمة جديدة كليًا تشمل جميع الوصفات التي ابتكرتها بنفسي، واتّبعت استراتيجية تسويقية جديدة وبدأت بتصميم أغلفة وعلب جديدة للشوكولاتة، وهكذا وُلدت علامة “كومبارتيس” من جديد بحلّة معاصرة. لقد كانت تجربة رائعة بالفعل،
لم أتخصّص في مجال الطهي أو تصميم الغرافيكس أو حتّى إدارة الأعمال، بل ارتدتُ جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لأدرس المحاماة. أصبحتُ خبيرًا في كل المجالات التي ذكرتها لأنّني كرّستُ كل وقتي لهذا المشروع وركّزت على مختلف نواحي بناء العلامة التجارية. كما أنّني أعشق الشوكولاتة حتّى باتت شغفًا لي، وكذلك “كومبارتيس” التي أصبحت انعكاسًا لي. أردّد دائمًا أنّ الشوكولاتة هي لوحتي التي أتفنّن في تنفيذها ويتجلّى ذلك في علامة
لاشك أنها كانت مغامرة كبيرة، فهذه السوق كرست أسماء كبيرة شكلت امبراطوريات عبر مئات السنين من الصعب منافستها، ما السبب في نجاح العلامة التجارية وسط هذا الجو التنافسي ؟
سؤال جميل! لقد استندتُ إلى خبراتي ومبادئي وذوقي الخاص لبناء العلامة التجارية وطرح الهوية الجديدة والمعاصرة لـ“كومبارتيس“. ولأنّني لم أنطلق من مبدأ التخصّص المهني بل استلهمتُ الوحي من ثقافة لوس أنجلوس وطعامها وجوّها وموضتها وتصميمها، وانطلقتُ طبعًا من الحرص على ابتكار أجود أنواع الشوكولاتة، نجحتُ في حجز مكانة خاصة لـ“كومبارتيس” في السوق وطرح علامة تجارية مميّزة وأصيلة بكل معنى الكلمة، تُشبهني وتشدّني كمستهلك. أعتقد بأنّني أضفتُ مفهومًا عصريًا للشوكولاتة، بحيث أبتكر مجموعات موسمية، تمامًا مثل أهمّ دور الأزياء في العالم. فنُصدر منتجات وسلع وتيمات جديدة 4 مرّات في السنة، ودائمًا ما أجدّد المنتجات والعلامة التجارية وأفكّر بطرق للتحسين والابتكار ومفاجأة عملاء “كومبارتيس” وإدخال البهجة في قلوبهم. أسعى على الدوام إلى الابتكار والارتقاء بمنتجات العلامة. والنتيجة أنّ “كومبارتيس” هي علامة شوكولاتة تقليدية للمستهلك المعاصر، إذ تستند إلى النكهات والمكوّنات الكلاسيكية المحبوبة لدى الناس وترتقي بها وتستخدمها بأسلوب مميّز.
حدثنا عن التفاصيل اليومية لصناعة الشوكلاته وعن تأمين كوادر خبيرة وصناعة تعطي الجودة والتميز كيف تجاوزت هذا التحدي؟
أتواجد في مصنع الشوكولاتة 7 أيّام في الأسبوع تقريبًا. انتقلنا مؤخّرًا إلى مصنع جديد وجميل مساحته 12 ألف متر مربّع في قلب لوس أنجلوس، صمّمناه من الصفر لتسهيل عملية صناعة الشوكولاتة وتوسيع أعمالنا، وأحبّ التواجد فيه. وأحرص على تذوّق الشوكولاتة دائمًا، فنحن ننتج كميّات صغيرة من 20 إلى 30 لوح شوكولاتة مختلف يوميًا، فأتذوّق كل دفعة وأعدّل فيها حرصًا على ضمان أعلى جودة وأطيب نكهة. نقوم بتصنيع شوكولاتة “كومبارتيس” يوميًا من الصفر، ولا نستعين سوى بالمعدّات التقليدية، فلا نستخدم البساط المتحرّك أو شلّالات الشوكولاتة أو أي من معدّات إنتاج الشوكولاتة الحديثة. أرى شخصيًا أنّ سرّ تميّز شوكولاتة “كومبارتيس” وطعمها اللذيذ يكمن في الحفاظ على التقاليد الحرفية لصناعة كل حبّة ولوح شوكولاتة على الطريقة التقليدية. ففي بعض ألواح شوكولاتة “كومبارتيس“، بنكهة الدونات والقهوة مثلًا، تجدون قطع دونات حقيقية في داخل اللوح، لأنّنا نحضّرها يدويًا ولا نستخدم الآلات التي تضخّ الشوكولاتة عشوائيًا. في الشركات الأخرى، تعلق الدونات بنسبة 99 في المئة في الآلات، فيما نحن نستخدم غلايات قديمة وجميلة نمتلكها منذ أكثر من 30 أو 40 سنة، ونحتفي بفنّ صناعة الشوكولاتة يدويًا، وهذا أمر مهمّ وأساسي ويُشكّل ركيزة لهويّة العلامة التجارية وفلسفتها. يعمل العديد من الحرفيّين معي منذ 10 أو 15 أو 20 سنة حتّى، أي منذ أن استلمتُ الشركة وأنا ولد. فقد شهدوا على نمو الشركة ورافقوني في هذه الرحلة المميّزة، وأعتقد أنّ العلاقة بيننا جميلة ومميّزة وتهمّني جدًا. نثق ببعض كثيرًا ونتشارك الخبرات، إذ نعمل معًا يوميًا منذ فترة طويلة. يمتلك فريق عملنا مستوى مهارات لا يُعلى عليه،
وصلت العلامة التجارية والمنتج إلى أهم شرائح المجتمع واستطاعت كسب ولاء الطبقات الراقية والغنية، كيف استطعتم النجاح في تسويق العلامة؟أ
عتقد بأنّ “كومبارتيس” أصبحت الشوكولاتة المفضّلة لدى النجوم وماركات الأزياء، والخيار الأوّل لأهمّ الأسماء والعلامات التجارية في العالم، لأنّنا نبتكر منتجات مميّزة ولا نتقيّد بما هو سائد في القطاع، الأمر الذي يميّزنا عن كل شركات الشوكولاتة في السوق. لم أتأثّر بأحد ولم أتخصّص في مجال الطهي أو الشوكولاتة، بل أقتدي بذوقي وبتصميم وإنتاج المنتجات التي تُعجبني كمستهلك، وهذه الفلسفة التي ميّزت “كومبارتيس” في السوق…دائمًا ما أسمع من الناس أنّهم يتذكّرون المرة الأولى التي تذوّقوا فيها شوكولاتة “كومبارتيس“، فيذكرون اللحظة أو الشخص الذي أهداهم إيّاها أو لحظة زيارة متجرنا. يذهلني أن يتذكّر الناس هذه التفاصيل عن علامتنا وأن يصبحوا أولياء للعلامة عند تذوّق منتجاتنا لمرة واحدة. فهذه علامة ابتكرتها أنا، وجلّ ما أفعله هو أنّني أحضّر المكوّنات بكلّ حب… وبما أنّ مقرّنا الرئيسي لوس أنجلوس وبما أنّني نشأتُ هنا في بيفرلي هيلز، فإنّ التعاون مع هؤلاء النجوم والعلامات التجارية أشبه بحلم تحوّل إلى حقيقة. لا يُمكنني أن أتوقّع مَن المتّصل عندما أجيب على المكالمات في متجرنا، وعادةً ما أجد نفسي أتحدّث مع نجومي المفضّلين أو أشخاص أشاهدهم على التلفاز أو ماركات أزياء تستهويني جدًا، ويُشرّفني ويسعدني أنّهم يتواصلون معنا لدعم شركتنا إيمانًا منهم برؤيتي وبتميّز علامتنا. وهناك أيضًا العديد من النجوم والمشاهير الذين ينشرون صور منتجاتنا على إنستجرام دائمًا، مع أنّنا لا ندفع لهم لقاء ذلك، إذا لا نملك ميزانية كافية لذلك (يقول ضاحكًا). يقومون بذلك لأنّهم يحبّون العلامة ويودّون نشر منتجاتنا،
حدثنا عن وصول العلامة إلى الأوساط الأكثر شهر في العالم إلى هوليوود؟ كيف حقّقتم ذلك؟
لطالما كانت “كومبارتيس” الخيار الشوكولاتة المفضّلة لدى النجوم وأهمّ الشخصيات منذ تأسيسها عام 1950، وأبرزهم مارلين مونرو وفرانك سيناترا وإلفيس بريسلي (الذي كان من عشّاق قوالب الشوكولاتة المصبوبة بزبدة الفول السوداني) وويسنتون تشرشل. كما أنّنا كنّا نتولّى تحضير كل هدايا الشوكولاتة لعائلة كينيدي (ولا نزال)، فإنّ حكاية الحبّ بين هوليوود و“كومبارتيس” تعود لسنوات طويلة…أمّا اليوم، فأهمّ النجوم يحبّون علامتنا، مثل نيكول كيدمان ودايفيد وفيكتوريا بيكهام وبراد بيت وكيم كارداشيان وكل عائلة كارداشيان وميريل ستريب وباريس هيلتون وليندسي لوهان وأوبرا (التي اختارت “كومبارتيس” من بين العلامات الأحبّ إلى قلبها مرّات عديدة) وغوينيث بالترو وليدي غاغا وليوناردو دي كابريو وأنجلينا جولي وكايلي جينير، واللائحة تطول. أعتقد بأنّ ما يجذبهم ويجذب الناس عمومًا إلى منتجاتنا هو تميّزنا والمزج بين الشوكولاتة والفنّ والتصميم والستايل والموضة وهويّة لوس أنجلوس…وطبعًا المذاق. أكثر ما يهمّني هو المذاق وتقديم أطيب أنواع الشوكولاتة وأفضل جودة على الإطلاق للعملاء. فنحضّر مثلًا البراونيز يدويًا وفقًا لوصفة عائلية مميّزة في مطابخنا لتحضير ألواح شوكولاتة البراوني. كما نحضّر فطائر التفّاح للشوكولاتة بنكهة فطيرة التفّاح. لا أغفل عن أي تفصيل، بدءًا من النكهة والإحساس الذي يشعر به العملاء عند تذوّق ألواح الشوكولاتة أو علب الهدايا، وهذا الانتباه إلى أدقّ التفاصيل هو ما يميّز “كومبارتيس” عن غيرها. فكل لوح شوكولاتة يروي قصّة ويحلو تشاركه مع الأحبّاء (ومن هنا اسم “كومبارتيس” الذي يعني التشارك باللغة الإسبانية). هذا جزء مهمّ من هوية العلامة، ولذلك ترى الجميع يتشارك صور “كومبارتيس” على مواقع التواصل الاجتماعي، أو يخبر الأصدقاء عنها، أو يهديها أو يستخدمها في أهمّ المناسبات والفعاليات، لأنّها شوكولاتة يحلو تشاركها مع الأحبّاء وتدخل في نسيج الذكريات.
ما هي طرق التسويق التي اتبعت، وكيف يمكن لأي علامة تجارية الوصول إلى الهدف الذي يجعلها علامة أولى؟
أعتقد بأنّ مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا في شعبيّتنا وفي نشر صور “كومبارتيس” في جميع أنحاء العالم. لدينا الآن حضور في الشرق الأوسط واليابان، إلى جانب مقرنا الرئيسي في الولايات المتحدة الأميركية، لكنّني أتلقّى العديد من المكالمات من جميع أنحاء العالم تُطالبني بافتتاح فرع لـ“كومبارتيس” بعد أن زاروا متاجرنا في الولايات المتحدة الأميركية أو لوس أنجلوس أو رأوا منتجاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي أو قرؤوا عنّا في إحدى المجّلات، والجميع يُردّد أنّ لا مثيل لمنتجاتنا على الإطلاق … أنا متحمّس لكل هذه الفرص والآفاق وأسعى إلى نشر علامتنا التجارية حول العالم وتوسيع حضورها مع افتتاح فروع جديدة. أريد أن يُصبح اسم “كومبارتيس” غنية عن التعريف في جميع أنحاء العالم من خلال إطلاق فروع جديدة وطرح منتجات تلقى صدًى لدى الجميع وترجمة هويّتي وأشيائي المفضّلة وشغفي في منتجات “كومبارتيس“.
اسم “كومبارتيس” مرادفًا للشوكولاتة الفاخرة والهدايا القيّمة، فكل منتجاتنا مصنوعة يدويًا، ونحضّرها بدفعات صغيرة لضمان أعلى جودة، كما نطرح دائمًا أصنافًا جديدة محدودة الإصدار وعلب ثمينة وعلب هدايا وما شابه. كل هذا ساهم في زيادة الإقبال على منتجاتنا التي أصبحت حديث الناس. وما يميّزنا أيضًا أنّه لا يُمكن تسوّق منتجاتنا في أي وقت ومن أي مكان، فارتبط اسمنا بالحصرية والعملاء الأولياء. لم نسعَ يومًا وراء الربح التجاري، بل نحرص على الحفاظ على مكانتنا وفخامة منتجاتنا المحضّرة يدويًا، إلى جانب القيم والمواصفات المميّزة التي باتت مرادفة لاسمنا. ولأنّ بداياتي كانت في سنّ صغيرة، ولأنّني لم أعمل سوى في “كومبارتيس“، وبما أنّني شغوف بعملي وأذهب إلى الشركة كل يوم بكثير من الحماس، فأنا لا أستعجل الأمور وأطوّر نفسي وعلامتي على مهل. أعتقد بأنّ متاجر “كومبارتيس” ستتوفّر يومًا ما في أهمّ العواصم العالمية، لكنّني أخطّط لذلك على مهل وأستمتع بكل خطوة وإنجاز إلى حين تحقيق ذلك.
متى بدأت العمل في مجال الشوكولاتة؟ أين تعلّمت أصول تحضير الشوكولاتة؟ هل تدرّبتَ على يد أحد أم أنّك علّمت نفسك بنفسك؟
أعشق الشوكولاتة منذ أن كنتُ في الـ15 من العُمر. لم أتخصّص في مجال الطهي أو إدارة الأعمال. جلّ ما فعلته أنّني أصغيتُ إلى قلبي وشغفي بالشوكولاتة والحلويات. أحبّ لوس أنجلوس والموضة وأهوى الطعام والفنّ والثقافة والسفر. أعشق البحر والشجر. فأتت “كومبارتيس” لتتوّج وتختصر كل ما أحبّ. أترجم كل ما يستهويني في هذه الحياة في أصناف الشوكولاتة اللذيذة. ومن وحي الديكور وفنّ العمارة والفنّ والرسم والألوان، أبصرت النور شوكولاتة لذيذة منقطعة النظير. أعمل في مجال الشوكولاتة منذ أكثر من 20 سنة، يوميًا على مدار الأسبوع، حتّى في عطلة نهاية الأسبوع، وأسعى دائمًا إلى تطوير نفسي وعلامتي التجارية.
أراجع الماضي دائمًاً وأبحث باستمرار عن سبل للتقدّم نحو الأفضل. لا أستريح على الأمجاد أبدًا، بل أتحدّى نفسي وعلامتي على الدوام طمعًا بالأفضل. وأفكّر دائمًا بالخطوات المقبلة. تعلّمتُ فنّ صناعة الشوكولاتة لوحدي عن طريق المحاولة والخطأ. لم أتخصّص في مجال الطهي أو الحلويات، بل كنتُ أتابع دراستي في مجال المحاماة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عندما حلّقت “كومبارتيس” في السوق. أهوى تحضير الطعام بنفسي، وأحبّ الأكل. كنت أخترع الوصفات بنفسي في المطبخ، وبما أنّني لم أتخصّص في هذا المجال، كنت أعتمد مقاربة المحاولة والفشل، وأعدّل المكوّنات إلى حين الحصول على النتيجة المرجوة. وها أنا اليوم وبعد مرور 20 عامًا أصبحتُ من كبار صنّاع الشوكولاتة في العالم. يُشبّه الناس مسيرتي بفيلم Charlie and the Chocolate Factory الشهير، وأحيانًا بشخصية صانع الشوكولاتة غريب الأطوار Willy Wonka، لكن أظنّ أنّني أقرب إلى شخصيّة “تشارلي“، فأنا مثله صبي عاش طفولته بين الشوكولاتة. رافقني حلم امتلاك علامة شوكولاتة خاص بي منذ الصغر. لقد كان مشواري حافلًا بالمحطّات الرائعة، وعندما أسترجع مسيرتي في السنوات الـعشرين الماضي، أشعر بالحماس لما ينتظر العلامة في السنوات العشرين المقبلة.
كيف حولّت “كومبارتيس” من متجر تقليدي لبيع السكاكر والحلويات إلى علامة شوكولاتة فاخرة؟
حاولتُ مع “كومبارتيس” أن أبني علامة تجارية تستهويني كمستهلك. أسعى دائمًا إلى ابتكار وصفات وألواح شوكولاتة ومجموعات وعلب هدايا جديدة. ودائمًا ما أنطلق من نفسي كمستهلك وأبتكر منتجات تلفتني كعميل وفيّ للعلامة. وبما أنّني من عشّاق الأزياء والفنّ والتصميم والأناقة والطعام، أستمدّ الوحي من كل ما سبق.
نُقدّم تشكيلة واسعة من ألواح الشوكولاتة، بنكهات عديدة من كيكة الشوكولاتة الداكنة الألمانية إلى كيك ريد فلفت. هكذا يتسنّى للعملاء تذوّق كل هذه الحلويات المختلفة في ألواح الشوكولاتة.
كنتُ أحبّ الحلويات كثيرًا في صغري، لذا غالبًا ما أستلهم الأفكار من الحلويات التي تُذكّرني بأيّام الطفولة. أتذكّر أنّني كنت أقصد عربة بيع الآيس كريم لشراء المثلّجات بنكهة شورت كيك الفراولة، ومن هنا استوحيت لوح الشوكولاتة بنكهة شورت كيك الفراولة، والذي يستحضر النكهة الأحبّ إلى قلبي في طفولتي في منتج فاخر. وهذا يختصر مكانة “كومبارتيس” بالنسبة إلي، فأنا أبتكر منتجات تُعجبني وأقدّرها كمستهلك. وأتى تجاوب الناس مع علامتي التجارية وتقديرهم لها ليزيد فرحتي. أعتبر نفسي محظوظًا لأنّني أحبّ عملي ولا أتأثّر بأحد. لا أعير أي اهتمام للمنافسين وأجهل خبايا مجال صناعة الشوكولاتة. لا فكرة لدي عن العلامات التجارية الأخرى، إذ أركّز فقط على ما يُسعدني.
لا أعرف مَن ينافسنا ولا أعير الأمر أي اهتمام. فأنا لا أصنّع المنتجات لأثبت وجودي، أو لركوب الموجة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أصنّع أجود وأطيب أصناف الشوكولاتة وفقًا لأعلى المعايير. هذا همّي الأوّل والأخير.
نذكر عائلة كينيدي وبروس سبرينجستين وهنري كيسنجر وإلفيس بريسلي من بين عملاء “كومبارتيس” في بداياتها. أمّا اليوم، فنذكر من بين عملائنا المشاهير نيكول كيدمان وأنجلينا جولي وكريسي تايجن وجون ليجند. وقد ساهم هؤلاء في تسويق منتجاتنا والإضاءة على علامتنا التجارية، حتّى أصبحت الشوكولاتة المفضّلة في هوليوود. يعود الفضل بالتساوي إلى نوعيّة منتجاتنا نفسها، والتي رفعت اسم “كومبارتيس” حول العالم. ولا عجب في ذلك، فنحن نحضّر ألواح الشوكولاتة من أجود المكوّنات ونقدّمها بأجمل حلّة، ونستخدم قطعًا كبيرة من الحلويات في الحشوة. لا نبالغ إذا قلنا إنّ منتجاتنا لا مثيل لها..
تطوّرت “كومبارتيس” من متجر لبيع الحلويات والسكاكر إلى أفخم علامة شوكولاتة في العالم، تتعاون مع أهمّ ماركات الموضة والأزياء. فكل العلامات التي كنت أتطلّع إليها كعاشق للموضة أصبحت هي تتطلّع للتعاون معنا، بفضل سمعتنا المرموقة وجودة منتجاتنا. نحن لا نبتكر منتجات جميلة فحسب من ناحية الشكل الخارجي، بل نركّز أيضًا على الطعم الرائع. هذا مهمّ جدًا برأيي، فالسوق مليئة بالأشياء والمنتجات الحلوة، لكن إن لم تكن صالحة أو لذيذة، فستفقد رواجها على الفور. مهما كان حجم التسويق للعلامة، إذا لم يكُن المنتج على قدر التوقّعات لا أحد سيشتريه. أمّا في “كومبارتيس“، فأكثر من 50 في المئة من مبيعاتنا هي لعملائنا الذين يتميزون الولاء ، ولأولئك الذين جرّبوا منتجاتنا مرّة وأحبّوها. فقد اشتهرت منتجاتنا بفضل التسويق بالمديح، أو التسويق الشفهي،
كيف تصف لنا عملية ابتكار منتجات “كومبارتيس“،كيف تتحوّل الرسمة أو الفكرة إلى لوح شوكولاتة، وكيف تختبرون المذاق وتصمّمون الأغلفة؟
أحتفظ بدفتر إلى جانب سريري أدوّن عليه كل ما يجول في خاطري من أفكار. في كل مقابلة أجريها أذكر هذا الدفتر، لكن أظنّ أنّ بحوزتي دفاتر عديدة بعد كل هذه السنوات. أستمدّ الأفكار من لوس أنجلوس، ومن كل شيء يلفتني ويعجبني. إذا أعجبني حذاء رياضي جديد بنقشة ملفتة أو لون مميّز، أستلهم منه الأفكار للوح الشوكولاتة المقبل. وإذا زرتُ مطعمًا وتناولت حلوى لذيذة، أستوحي منها منتجًا جديدًا. كل ما يحيط بي يلهمني ويُشعل مخيّلتي. وطبعًا أستمدّ الوحي من الحبّ. فـ“كومبارتيس” هي ترجمة لكل آمالي وأحلامي، وتختزل كل ما يستهويني في هذه الحياة. لا يوجد عمليّة محدّدة لأنّني أستهلم الأفكار من طبق تناولته في أحد المطاعم، ومن مشهد غروب الشمس وأنا أقود السيّارة في طريقي إلى المنزل، ومن مجموعة أزياء لإحدى الماركات الراقية. لكن في الواقع أيضًا، تنبع عملية ابتكار الشوكولاتة من حسّ الحنين إلى الماضي والارتقاء بنكهة الأطايب المعروفة والمحبوبة. فأنا أنطلق من النكهات المألوفة وأحوّلها إلى نسخة أفضل.
من أين تستمدّ الوحي لابتكار منتجات جديدة أو لتصميم أغلفة الشوكولاتة؟
دفاتري مليئة بالأفكار وبالرسومات أيضًا. أرسم كثيرًا وألتقط الكثير منا الصور. يعود الفضل في العديد من تصاميم “كومبارتيس” إلى كاميرا هاتفي الآي–فون، فأنا إنسان بصري، وأهوى التقاط الصور للأشياء الجميلة. أحبّ الفنون وألتقط الصور أينما ذهبت. وعادةً ما تظهر هذه الصور على الأغلفة بشكل أو بآخر. فإذا زرتُ مزرعة فراولة في عطلة نهاية الأسبوع والتقطتُ صورًا للفراولة، قد أرسم الفراولة كما أتخيّلها لتزيّن غلاف الشوكولاتة.
تزدان أغلفة شوكولاتة “كومبارتيس” بصور ورسومات من ابتكاري، منها لوحات فنية بريشتي والعديد من اللوحات الرقمية. كما أستخدم الملصقات وصور كلابي على الأغلفة. أملك العديد من الأفكار. لكنني في البداية ركّزت على إتقان نكهة الشوكولاتة، فعادةً ما نشتري المأكولات لشكلها الجميل ليتبيّن لنا لاحقًا أنّ طعمها غير لذيذ. لم أُرد أن تخيّب منتجاتنا الآمال، لذا لم أفكّر بالأغلفة إلا بعد إتقان الشوكولاتة. أردتُ ابتكار أغلفة لا تُشبه أي منتج آخر في العالم. قبل 12 سنة، كان مظهر المأكولات عاديًا جدًا، فلوح الشوكولاتة بنكهة الكراميل المملّح مثلًا عادةً ما يحمل صورة كراميل على الغلاف، على عكس الرسومات والنقشات المرحة والملونة التي باتت تشتهر بها “كومبارتيس“. أردتُ أن أبتكر علامة تجارية مميّزة وسلعة فريدة تخطف الأنظار من بين المنتجات الأخرى على الرفّ. لذلك ابتكرنا هذه الأغلفة الجميلة واخترنا شكل المثلّث للشوكولاتة، على عكس علامات الشوكولاتة الأخرى التي تأتي على شكل مربّعات. أردتُ اعتماد شكلٍ يميّز شوكولاتة “كومبارتيس” عن غيرها، وبفضل شكل المثلّث الشهير، يسهل التعرّف إلى أصنافنا على الفور أينما ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأطباق الحلوى وأينما كان.
تتألّق كل أغلفة شوكولاتة “كومبارتيس“بتصاميم مميّزة. أصمّم النقشات التي تُعجبني أنا شخصيًا وتستهويني كمستهلك. كما أكتب الأشعار على ظهر كل أغلفة الشوكولاتة، وأقوم بترقيمها وكأنّها تحفًا فنية. أراعي جدًا التنسيق بين النكهات والغلاف. أحيانًا أبتكر النكهة أوّلًا وثمّ الغلاف، وأحيانًا أستلهم الوحي من التصميم لابتكار الشوكولاتة.