بقلم سانكالب شارما وسيدانث شارما، مؤسسَيّ راي كيوب
يواصل العالم من حولنا تحوله الرقمي ليصبح أكثر ترابطاً، ويشهد قطاع الفعاليات توجهاً نحو تقديم المزيد من التجارب الغامرة والتفاعلية. وتأتي تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي في طليعة هذا التحول، وتقود عملية التغيير المتسارعة التي يخوضها قطاع تصميم وتخطيط وتنفيذ الفعاليات المختلفة. وتبرز العديد من التحديات والعوائق عند تطبيق تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي في الفعاليات، إلا أنها تملك قدرة كبيرة على ريادة التحول في القطاع. ونثق أن تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي تمثل مستقبل الفعاليات، كما أن العلامات التي تستخدم هذه التقنيات ستحقق نجاحاً كبيراً خلال السنوات القادمة.
وتتيح التقنيات الغامرة للواقع المعزز والواقع الافتراضي للحضور في الفعاليات الاستمتاع بتجارب التفاعل الواقعية بطرق جديدة ومميزة؛ حيث يضيف الواقع المعزز مجموعة من العناصر التي يتم إنشاؤها بوساطة الكمبيوتر إلى العالم الحقيقي، مثل الصور ومقاطع الفيديو والنصوص، بينما يستبدل الواقع الافتراضي العالم الحقيقي ببيئة يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر، مما يمنح الحاضرين تجربة غامرة بالكامل. وتسمح هذه التقنيات لمخططي الفعاليات بإنشاء تجارب تفاعلية تنقل الحضور إلى عوالم مختلفة وتتيح لهم التفاعل مع المنتجات بطرق غير مسبوقة.
ويمثل تحقيق التفاعل بين الحضور بطريقة مبتكرة أحد أهم المزايا التي توفرها تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي خلال الفعاليات. ويتيح استخدام العلامات التجارية لهذه التقنيات توفير تجارب فريدة وترك أثر لا يُنسى؛ حيث يمكن لعلامات الأزياء إنشاء غرف افتراضية لتغيير الملابس تتيح للحضور تجربة الملابس دون مغادرة أماكنهم.
ويوفر الواقع المعزز والواقع الافتراضي للعلامات التجارية فرصة إطلاق المنتجات بطريقة غامرة أيضاً. فبدلاً عن استعراض المنتج وفق الطريقة التقليدية، يمكن للعلامة استخدام الواقع المعزز والواقع الافتراضي لإنشاء عالم افتراضي وتوفير تجربة متكاملة حول المنتج الجديد، مما يتيح للحضور إمكانية التفاعل معه بجميع الطرق. وتسهم هذه المنهجية في استقطاب الاهتمام وتقديم تجربة لا تُنسى للحاضرين.
ويسهم استخدام تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي في تقديم تجارب فريدة ومخصصة لكل من الحاضرين؛ إذ يمكن توفير جدول أعمال مخصص بناءً على تفضيلات واهتمامات كل من المشاركين في أحد المؤتمرات. كما يتيح استخدام هذه التقنيات في المهرجانات الموسيقية إنشاء قوائم موسيقية خاصة بكل من الحاضرين بناءً على الموسيقى التي استمعوا إليها سابقاً.
وتساعد تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي في تحسين الكفاءة الكلية للفعاليات وتوفير تجارب غامرة. ويمكن استخدام تلك التقنيات لإنشاء حجرات افتراضية تتيح للحاضرين استكشاف المنتجات والخدمات من مقاعدهم، ما يسهم في توفير الوقت وخفض المساحات التي تحتاجها الفعاليات. كما يمكن الاستفادة من تلك التقنيات لإنشاء فعاليات افتراضية تتيح للحاضرين المشاركة من جميع أنحاء العالم.
وفي دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، تتم الاستفادة من تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي لتقديم تجارب غامرة خلال الفعاليات المختلفة. ويستفيد متحف المستقبل في دبي من تكنولوجيا الواقع المعزز ليمنح زواره لمحة حول الابتكارات التكنولوجية القادمة، حيث يستخدم الزوار معدات الواقع المعزز للتفاعل مع المعروضات، بما يشمل عروض الهولوجرام والتجارب الصوتية الغامرة. كما يستخدم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي في الرياض أدوات الواقع الافتراضي لإنشاء معارض افتراضية تسلط الضوء على التاريخ العريق والثقافة الغنية للمملكة. وتشمل هذه المعارض مجموعة من تجارب الواقع الافتراضي التي تتيح للضيوف الاطلاع على المعالم الأثرية والمواقع التاريخية، مما يوفر نظرة فريدة وغامرة على التاريخ الغني للمملكة. وتؤكد هذه الأمثلة على الإمكانيات التي يمتلكها الواقع المعزز والواقع الافتراضي وقدرته على تقديم تجارب تفاعلية لا تُنسى. وتحظى الشركات والعلامات التجارية التي تستخدم هذه التقنيات في ريادة الابتكار بفرصة الازدهار في قطاع الفعاليات.
ويشتمل تطبيق تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي في الفعاليات على العديد من التحديات. ويتمثل أبرز هذه التحديات في التكلفة المرتفعة لتطوير وتطبيق هذه التقنيات التي ربما تشكل عائقاً لبعض منظمي الفعاليات ممن لا يمتلكون ميزانية كافية لاعتمادها. كما ينبغي أخذ بعض التحديات التقنية بعين الاعتبار، بما فيها ضمان وصول جميع الحاضرين إلى هذه التكنولوجيا بغض النظر عن كفاءتهم التقنية.
وتتطلب تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي معرفة واسعة وخبرات خاصة، بالإضافة إلى كلفتها العالية في التطوير والتطبيق. وربما تضطر العلامات إلى الاستثمار في المعدات والبرامج معاً لتحقق الاستفادة من التقنيات، مما يؤدي إلى زيادة التكلفة الإجمالية، كما قد لا يمتلك جميع الحاضرين الأدوات أو الخبرات اللازمة لاستخدام تلك التقنيات، مما يحد من وصولها إليهم. ويكمن السر في تصميم التجارب سهلة الاستخدام بغض النظر عن الكفاءة التقنية، كما يتعين على العلامات التجارية الاستجابة للمخاوف المتعلقة بقابلية الوصول، بما يشمل تصميم تجارب مناسبة لأصحاب الهمم.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يوفر الواقع المعزز والواقع الافتراضي فرصاً استثنائية للعلامات التجارية التي تبحث عن التميز وتقديم تجارب لا تُنسى. ويتم الاستفادة من تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي في توفير تجارب واقعية في الوقت الحقيقي، بالإضافة إلى صناعة محتوى خاص بوسائل التواصل الاجتماعي يضمن استقطاب الاهتمام حول الفعالية. ويمكن للحضور مشاركة تجربتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى تحقيق الهدف بتوسيع انتشار العلامة إلى ما يتجاوز حدود هذه الفعالية.
توفر تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي إمكاناتٍ مميزة ودافعاً كبيراً نحو تحقيق التحول في قطاع الفعاليات. وتسهم هذه التقنيات في الارتقاء بمستوى الإبداع والابتكار في الفعاليات من خلال تعزيز تفاعل الحضور وتقديم تجارب غامرة وتطوير كفاءة الفعالية. وعلى الرغم من وجود بعض التحديات، يؤدي استخدام هذه التقنيات إلى تحقيق الكثير من المزايا. ونثق في راي كيوب، بصفتنا شركة رائدة في قطاع الفعاليات، أن العلامات التي تستخدم الواقع المعزز والواقع الافتراضي في الفعاليات ستشهد ازدهاراً كبيراً خلال السنوات القادمة. ويمكن للعلامات التجارية ترك أثر مميز لدى الحضور والارتقاء بمستوى الفعاليات من خلال الاستفادة من تلك التقنيات في توفير تجارب فريدة لا تُنسى.
مؤلفا المقال هما الشريكان المؤسسان في راي كيوب فيوتشر تك، وهي شركة رائدة في مجال تقديم تقنيات الفعاليات والتحول الرقمي وتتخذ من دولة الإمارات مقراً لها. وتتميز راي كيوب فيوتشر تك بابتكاراتها في قطاع الفعاليات منذ أكثر من سبع سنوات، وقد ساعدت الكثير من العلامات التجارية في المنطقة على الاستفادة من أحدث التقنيات لتوفير تجارب غامرة وتفاعلية خلال الفعاليات.