- يصنّف المؤشر، الصادر عن مركز الجاهزية للمستقبل التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية 68 من أفضل الشركات العالمية من حيث قدرتها على توقع تحديات الغد والحد من مخاطر اليوم
- روّاد صناعة السيارات يولون أهمية كبرى لتصميم الشرائح وتصنيع البطاريات والبرمجيات
- الذكاء الاصطناعي سرّ نجاح شركات السلع الاستهلاكية المتفوقة
- تصدّر شركات التمويل الأميركية على نظرائها من حول العالم
لوزان سويسرا17 مايو 2023
أصدر مركز الجاهزية للمستقبل التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية الجزء الأول من تصنيف 2023 لأفضل الشركات العالمية، بهدف سليط الضوء على كيفية إمكانية القادة في مجال التمويل والسيارات والسلع الاستهلاكية (CPG) الاستثمار في الاستراتيجيات والقدرات طويلة الأمد التي تؤتي ثمارها بعد حين.
خلص التقرير الذي يقيّم 68 شركة كبرى حول العالم، إلى أن الشركات التي حلّت في المراتب الأولى تخطط بشكل مسبق، وتنفيذ رؤاها بفعالية من خلال ابتكار منتجات رائدة تلبي طلبات المستهلكين وتتنبأ بها. تتميز منهجية البحث الفريدة في هذا التصنيف السنوي باستنادها إلى بيانات صلبة، علاوة على استخدام أداة تحليلية تعمل بالذكاء الاصطناعي وتقدم رؤىً حول سلوكيات الشركات، من خلال تحليل التقارير والمقالات من 70 مصدر إخباري على مدى عقد من الزمن. تحتسب هذه الأداة متوسط درجات أداء الشركات عبر سبع مجالات وهي: الأساسيات المالية، وتوقعات المستثمرين، وتنوع الأعمال، وتنوع الموظفين، والبحث والتطوير، ونتائج الابتكار المبكرة، والنقد والديون.
شركات السيارات التي توسع القدرات مثل تصميم الشرائح والبرامج تأتي في المراتب الأولى
في الوقت الذي تتجه فيه صناعة السيارات نحو آفاق جديدة تشمل تصميم الشرائح وتصنيع البطاريات والبرمجيات، باتت الصناعة تشهد ظهور لاعبين جدد أمثال BYD و XPeng.
حلّت تيسلا في المركز الأول، وذلك بسبب إيراداتها وأرباحها التي لا تنفكّ تشهد ازدياداً على الرغم من ضغوط المنافسة المتزايدة. إلى ذلك صعدت الشركة الصينيةBYD ، التي تتمتع بدعم رجل الأعمال المخضرم وارن بافيت، إلى المرتبة الثانية، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى قدرتها الهائلة على إنتاج البطاريات والرقائق الدقيقة، مما يجعلها مكتفية ذاتياً تماماً. أما في المركز الثالث فحلّت الألمانية فولكس فاجن، وذلك بسبب عملها الدؤوب في مجال السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والمركبات ذاتية القيادة، الأمر الذيث سمح لها بتوسيع نطاق سوقها العالمي بشكل أكبر.
تعمل شركات صناعة السيارات رفيعة المستوى على تنمية الخبرة الداخلية بقوة في مجال الشرائح الدقيقة. ووجد التقرير أنه بدلاً من الاعتماد على الموردين أو الموردين الفرعيين لأشباه الموصلات، فبدلاً من أن تتعامل هذه الشركات مع صانعي الرقائق، تقوم بالتصميم والتصنيع ضمن الشركة. هذا هو النهج الشائع بين شركات صناعة السيارات الأحدث والأكثر اكتفاءً ذاتياً مثل Tesla و BYD الصينية وXPeng ، الذين لديهم جميعاً عمليات مكثفة مخصصة لتصميم وإنتاج شرائحهم الخاصة.
ويقول البروفيسور هوارد يو، مدير مركز الجاهزية للمستقبل التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية: “تاريخياً، لطالما ركزت معظم شركات صناعة السيارات على التجميع النهائي. وتكمن خبرة فريق العمل بشكل عام، من الإداريين إلى العاملين في صالة العرض في الهندسة الميكانيكية. إن التحول الاستراتيجي اليوم يتطلب تغييراً في الخلفية القيادية، وتحولاً في السلطة بين كبار المديرين التنفيذيين، وخلق بيئة لجذب المواهب الجديدة. وهذا هو الفارق الأكبر بين الشركات التي حلّت في المراتب الأولى وتلك التي حلّت متأخرة.”
تتبنى شركات السلع الاستهلاكية (CPG) المتفوقة الابتكار الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي
وجد التقرير أن شركات مثل Coca-Cola و P&G و L’Oréal تتصدر تصنيف شركات السلع الاستهلاكية لأنها نجحت في كل من ابتكار المنتجات والابتكار الشامل، كالمصادر المادية والمشاركة الاجتماعية. تدفع كلّ من التكنولوجيا الرقمية، والأتمتة، والتحليلات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي هذه الإستراتيجية المزدوجة.
تعتمد كبرى الشركات في هذا القطاع وأفضلها ترتيباً على الذكاء الاصطناعي والتحليلات في كل شيء. فشركة كوكا كولا مثلاً تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلب على المشروبات في 200 دولة. وبالمثل، تستخدم لوريال الذكاء الاصطناعي والتحليلات لإنشاء صناديق تجميل مخصصة، بناءً على تفضيلات العملاء وملفاتهم الشخصية. ويستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير درجات ألوان شعر جديدة مستوحاة من الاتجاهات الأكثر شعبية على وسائل التواصل الاجتماعي. أما تطبيق Olay Skin Advisor المدعوم بالذكاء الاصطناعي، فيحلل صور سيلفي المستخدمين وحالات بشرتهم للتوصية بالمنتجات المناسبة.
ويقول البروفيسور يو: “إن قطاع السلع الاستهلاكية سريع التأثر بثقة الإنفاق الاستهلاكي. في الوقت الذي يضرّ الركود الذي يلوح في الأفق والضغوطات الناجمة عن التضخم بهذا القطاع، تمكنت الشركات الكبرى من النجاح من خلال ابتكارات قابلة للتطوير، يجد المستهلكون أنها تستحق الدفع مقابلها. أما الشركات التي تلتزم بالنهج التقليدي وتخلّفت عن ركب التكنولوجيا، فقد فشلت.”
صدارة شركات التمويل الأمريكية
تتصدّر كلّ من Mastercard و Visaو JPMorgan شركات القطاع المالي كونها الأفضل جاهزيةً للمستقبل. في الوقت الذي تهيمن فيه الشركات الأمريكية على التصنيف المالي، نجد أن للمملكة المتحدة منافس واحد فقط في المراكز العشر الأولى، أما الشركات الصينية فقد تراجعت بسبب التباطؤ الاقتصادي للدولة وتشديد اللوائح في مجال التكنولوجيا المالية. تستفيد الشركات الرائدة في هذا المجال من فرص دمج الخدمات المالية في الأدوات اليومية مثل تطبيقات الولاء والمحافظ الرقمية ومنصات التسوق الأخرى عبر الإنترنت، بطرق مبتكرة ما يجعل منافسيها يكافحون للتكيف معها. إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن JPMorgan الأمريكية، و DBSالسنغافورية تتقدمان بخطىً ثابتة جنباً إلى جنب مع شركات القطاع المالي والتكنولوجيا المالية.
أما الشركات الأوروبية، والمعروفة بموقفها المحافظ نوعاً ما، فيجد التقرير أنها قد تجد طريقة ممارسة الأعمال هذه غريبة للغاية، ما سيعين عليهم إيجاد طريق خاص ومغاير للمنافسة.
ويقول يو: “يكمن السرّ وراء هذه التقدمات التكنولوجية في واجهات برمجة التطبيقات (APIs) وهي أداة تعمل من وراء الكواليس وتسهّل التطابق والتواصل بين البرامج والمنظمات المختلفة. تعمل كلّ من Mastercard و Visaعلى واجهات API الخاصة بهما منذ عقود. إلا أن الأمر لا يتعلق بالحلول التقنية فقط، حيث تحتاج الشركات إلى تبني طريقة معينة ومستقبلية في التفكير