بقلم: نيكولاس واتسون، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمنصة يودرايف، الإمارات العربية المتحدة.
تعد التكنولوجيا محركاً وقوة دافعة للاستدامة البيئية لأنها تمكّننا من إعادة تصور العمليات الحالية. تتيح التكنولوجيا تطوير منتجات وخدمات جديدة تستخدم طاقة أقل وتقلل من الانبعاثات الضارة للبيئية، بالإضافة إلى تعزيز الاستدامة البيئية والكفاءة التشغيلية في نفس الوقت.
لقد أدى ارتفاع الطاقة المتجددة وما تبعه من انخفاض في أسعار النفط بسبب جائحة كوفيد-19 إلى تسريع التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة لتقليل اعتماد المنطقة على صادرات النفط. وفقاً لآخر توقعات شركة غارتنر إنك، من المتوقع أن يبلغ إجمالي الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 1.7 مليار دولار في عام 2022.
في قطاع النقل، ولمواكبة أهداف الاستدامة العالمية، أطلقت حكومة الإمارات مؤخراً مبادرة وطنية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وكخطوة أولى لتحقيق ذلك، سيتم نشر مركبات الطاقة النظيفة في أسطول النقل العام، بالإضافة إلى مجموعة من الطرق الأخرى.
وقد علق نيكولاس واتسون، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمنصة يودرايف، الإمارات: “يساهم نموذج عمل يودرايف بتحقيق هذه الرؤية. بوصفها منصة لمشاركة السيارات بنظام الدفع لكل دقيقة، يمكن للسائقين حجز سيارة لرحلتهم عبر تطبيق يودرايف، والعثور عليها في موقع يناسبهم، ثم قيادتها بكل سهولة. كافة سيارات يودرايف مزودة بتكنولوجيا إنترنت الأشياء لفتح وقفل ومراقبة وتعطيل استخدام السيارة عن بُعد. شهرياً، يستخدم كل سيارة من سيارات يودرايف 100 شخص تقريباً بدلاً من شخص واحد، كما هو الحال عند استخدام معظم السيارات الخاصة. في نهاية المطاف، هدفنا هو تحقيق عدد أقل من السيارات للسكان، ونشهد نمواً كبيراً في مجالنا، مما يساهم في تحقيق رؤية الإمارات العربية المتحدة للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية”.
تقدر أبحاث كي بي أم جي العالمية (KMPG) أن ما يقرب من 50٪ من مالكي السيارات اليوم لا يرغبون بامتلاك سيارة خاصة بحلول عام 2025. كما تتوقع أن تصبح أربع رحلات من كل 10 رحلات بالسيارة عن طريق المشاركة. في حين تشير دراسة حديثة من أوليفر وايمان فورم ومعهد دراسات النقل إلى أن النمو آخذ في الارتفاع وستشهد صناعة التنقل المستدام زيادة من 260 مليار دولار في عام 2020 إلى 660 مليار دولار في عام 2030.
نتوقع أن تتخذ دبي خطوات كبيرة لتوفير محطات شحن السيارات الكهربائية، ولهذا قمنا بإضافة المزيد من السيارات الكهربائية إلى أسطولنا. سنرى قريباً انطلاق شركات ناشئة لتقديم الخدمات عند الطلب تجلب معها شحن السيارات الكهربائية إلى المنازل، تماماً مثلما يتم توصيل البنزين الآن.
سكان الإمارات العربية المتحدة أكثر وعياً وثقافة ويفكر الكثير منهم في تخطي امتلاك سيارة ثانية واستبدال ذلك باستخدام وسيلة نقل أكثر صداقة للبيئة. يدرك المزيد منهم مدى عدم استخدامهم لسياراتهم الخاصة، لا سيما أولئك الذين يعملون من المنزل أو في بيئة تعتمد على أسلوب العمل الهجين. كلما أصبحوا أكثر وعياً بمقدار الأموال المهدرة على ملكية السيارة، كلما كانوا أكثر تصميماً للبحث عن بدائل أفضل.
وكلما أصبحت صناعة النقل أكثر فاعلية في استخدام الحلول التكنولوجية المبتكرة لتحسين الكفاءات التشغيلية مع تقليل التأثير البيئي، كلما تمكّنا من زيادة الربحية. كما يمكننا بعد ذلك تحويل الموارد إلى استثمارات أكبر في الاستدامة البيئية، مثل تنويع الطاقة، الكهرباء، واستدامة الموارد الطبيعية، وغيرها لدفع عدلة الانتقال إلى الطاقة النظيفة إلى الأمام.