بصفتها شركة ناشئة تركز بشكل كبير على إحداث تأثيرًا اجتماعيًا، فإن مسار عملها الأساسي يتضمن تسجيل المنظمات غير الحكومية وربطها بالشركات، مع مساعدة الشركات أيضًا في إدارة عملياتها بسلاسة.
كتب بواسطة علياء مهران أحمد
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
هذه المقالة تعد جزءًا من سلسلة مستمرة من المقالات تتناول الشركات الناشئة التي كانت جزءًا من برنامج تسريع الأعمال (MBRIF) التابع لصندوق محمد بن راشد للابتكار.
منصة Dal Global، حسناء كيبوري، المؤسسة والعضوة المنتدب لشركة Dal Global
نظرًا لعدد الشركات في جميع أنحاء العالم ممن يتطلعون إلى مواءمة مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs)، فإن هناك سعيًا لتحقيق التعاون مع المؤسسات الاجتماعية التي تتحلى بالمصداقية والتي يمكن أن تساعدهم في تحقيق مثل هذه الأهداف. وتعمل منصة Dal Global بوصفها جسرًا رابطًا في ذلك الصدد، فهي منصة رقمية مقرها دبي تربط الشركات بالمنظمات غير الربحية (NGOs). ذكرت حسناء كيبوري، المؤسسة والمديرة العامة للشركة الناشئة، “تهدف منصة Dal إلى تمكين الشركات من المضي قدمًا في رحلتها نحو الاستثمار في مساعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. حيث تتميز المنصة بتوفير فرص استثمارية ذات تأثير مستهدف تقدمها المنظمات غير الربحية إلى الشركات، إلى جانب خدمات التأثير ذات القيمة المضافة مثل المراقبة والتقييم (M&E) والقياس وإعداد التقارير وغيرها.”
أُطلقت منصة Dal Global في البداية في المملكة المتحدة في عام 2020، ونقلت مقرها الرئيسي بعد ذلك إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 2021. وبصفتها شركة ناشئة تركز بشكل كبير على إحداث تأثير اجتماعي، فإن مسار عملها الأساسي يتضمن تسجيل المنظمات غير الحكومية وربطها بالشركات، مع مساعدة الشركات أيضًا في إدارة عملياتها بسلاسة. على هذا النحو، يأتي المصدر الأساسي لإيرادات منصة Dal Global من رسوم الاشتراك التي تفرضها على كلا الطرفين، بالإضافة إلى رسوم العمولة، والتي تختلف بناءً على طبيعة المشاريع نفسها. بالنسبة إلى كيبوري، كان إنشاء منصة Dal Global نتيجة اقتناعها بأهمية العمل الخيري وأهمية التأثير. حيث ذكرت: “لطالما كانت رقمنة العمل الخيري وتقديم المساعدة المؤثرة والمستدامة أحد أهدافي الشخصية الرئيسية في الحياة”. بعد إتمام أول مشروعين مؤثرين للشركة الناشئة في المغرب وجمهورية غامبيا، ترى كيبوري أن المنصة يمكن أن تكون مفيدة، ليس للشركات التي تدعمها فحسب، ولكن أيضًا للمنظمات غير الحكومية المشاركة كذلك. وأوضحت كيبوري: “على سبيل المثال، لا تمتلك معظم المنظمات غير الربحية قنوات تمويل منظمة ومستدامة، ومن ثم، فهي تكافح لتمويل المشاريع المؤثرة، إلا أننا نفتح الأبواب لجني هذه الأموال من خلال بوابتنا. ويمكننا أيضًا مساعدتهم في التغلب على التحديات التي ينطوي عليها العثور على الشركاء المناسبين لتنفيذ المبادرات والحملات، فضلاً عن نشر خدماتهم من خلال التسويق العالمي لهم.”
المصدر: Dal Global
عناصر ذات صلة: تسليط الضوء على الشركات الناشئة: منصة Hayi المجتمعية تجني 325.000 دولارًا أمريكيًا وتتطلع إلى توسيع خدماتها خارج أحياء الإمارات العربية المتحدة
من منظور الشركة، تعتقد كيبوري أن الوصول السريع إلى فرص الاستثمار المؤثرة، إلى جانب التوافق مع استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية للشركات، هو ما يجعل عروض منصة Dal Global جذابة. وأوضحت قائلةً: “قد يكون من الصعب اختيار الاستثمارات ذات التأثير الأكبر من حيث الجدوى بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة الأكثر صلة، لا سيما عندما يكون العثور على المعلومات المنظمة والموثوقة صعبًا للغاية. ومن ناحية أخرى، تفشل معظم إجراءات المسؤولية الاجتماعية للشركات الداخلية إما بسبب نقص الخبرة في مشاريع المسؤولية الاجتماعية للشركات، أو بسبب عدم توافق أصحاب المصلحة مع مبادئ المسؤولية الاجتماعية للشركات، أو لنقص التقدير المُنصب على الإجراءات الاجتماعية.” من خلال تمكين الاتصالات مع المنظمات غير الربحية الموثوقة، تأمل منصة Dal Global في وضع حدًا لهذه الطريقة غير الفعالة لإنشاء شبكات مجدية. ومن خلال ذلك، لا تضمن الشركة الناشئة تنظيم برامج وأنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات فحسب، بل تهدف أيضًا إلى أن تكون مصدرًا لبيانات موثوقة فيما يتعلق بقطاع الاستثمار في التأثير المجتمعي. وأضافت كيبوري: “من الصعب تتبع جودة تنفيذ مشروع معين ومدى تأثيره، مما يجعل المساءلة مهمة صعبة لتحقيق التأثير المستدام، وهذا هو السبب في أننا نقدم أيضًا خدمات المساءلة من المنظمات غير الربحية”.
واليوم، بالتعاون مع فريق مكون من اثنين من الموظفين، وثلاثة أعضاء لمجلس الإدارة، إلى جانب أربعة منسقين مخصصين للمشاريع الجارية، تركز منصة Dal Global على طرح جميع الأعمال الأساسية المهمة للأشهر القادمة. وأوضحت كيبوري: “تركز الأشهر الستة الأولى على إنشاء الشبكة الأساسية والعمليات والحصول على الموافقات اللازمة للعمليات التشغيلية. فمن المتوقع أن حجم الشركة سينمو مع عدد المشاريع التي سيتم تسهيل أعمالها، ومع المناطق الجغرافية الجاري تغطيتها.” وبالنظر إلى رحلة الشركة الناشئة في الإمارات العربية المتحدة حتى الآن، أفادت كيبوري بأن هناك قضايا تعتبر نقاط ضعف، مثل الافتقار إلى الوعي فيما يتعلق بالإنشاء القانوني والتكاليف المرتفعة للتسويق وتوفر الحلول التكنولوجية. ولكن، بحسبما ذكرت المؤسسة، بفضل مشاركة الشركة الناشئة في برنامج MBRIF لتسريع الأعمال، تم التغلب على الكثير من هذه المشاكل بسرعة كبيرة. وأضافت كيبوري: “ساعدنا صندوق MBRIF بشكل كبير في تحسين عرض القيمة الخاص بنا وفي الاجتماع مع أصحاب المصلحة الرئيسيين. وساهم ذلك في تسريع عملياتنا حقًا وساعدني على اتخاذ قرار بإنشاء مقر المؤسسة في الشرق الأوسط.”
والآن، بينما تستعد كيبوري وفريقها لبدء عملياتهم في الإمارات العربية المتحدة على قدم وساق، فإنها لا تزال على دراية بسبب قيامها بذلك في المقام الأول. حيث ذكرت “عملاؤنا هم أشخاص متواجدون فعليًا في الشركات يهتمون بحل قضايا الفقر البشري ويعملون كمنظمات مسؤولة ومتفانية ليعود النفع على المجتمع بأسره. فمنصة Dal Global عبارة عن منصة رقمية بالتأكيد، إلا أن مشاريعنا ملموسة وحقيقية وتؤثر على مستقبل الأشخاص بالفعل. إنها أداة لربط الخير!”