كشفت لينكدإن، أكبر شبكة مهنية في العالم، عن قائمتها للوظائف الأسرع نمواً في كلٍ من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، وفي مقدمتها تخصصات علم البيانات والأمن الرقمي واستقطاب المواهب وبرمجة التطبيقات والنظم.
وأشارت بيانات لينكدإن إلى تأثر قائمة الوظائف الأسرع نمواً العام الحالي بعوامل أساسية أهمها تطورات الجائحة والتحولات الرقمية والإجراءات الحكومية الجديدة في المنطقة.
كما أكدت البيانات ظهور فرص وظيفية جديدة في كلٍ من الإمارات والسعودية، وأظهرت توجهاً جديداً على مستوى المملكة يتمثل في صعود وظائف الموارد البشرية واستقطاب المواهب إلى المراكز الخمسة الأولى بفعل التطور المستمر لبيئة العمل وزيادة مستويات التوظيف. كما أشارت البيانات إلى تركّز أسرع المهارات نمواً في المنطقة ضمن تخصصات البيانات الضخمة وأمن الشبكات والتعلم الآلي، حيث لا تزال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على رأس الخطط الاستراتيجية لدول المنطقة.
ارتفاع مستويات ثقة العاملين
وإلى جانب الكشف عن الوظائف الأسرع نمواً، تُظهر دراسة جديدة من لينكدإن أن 9 من كل 10 مهنيين في الإمارات والسعودية يشعرون بالثقة في وظائفهم الحالية. وتدفع تلك الثقة المتزايدة رغبة العاملين باستكشاف فرص جديدة، حيث أبدى 78% من المشاركين انفتاحهم على تغيير وظائفهم خلال العام الحالي. وفي دولة الإمارات، أصبح الباحثون عن عمل في مختلف القطاعات في وضع أقوى للتفاوض على رواتبهم وشروط العمل المثالية، خاصة مع انخفاض المنافسة على الوظائف بنسبة 35% تقريباً.
ووجدت الدراسة أن التفكير في البحث عن وظائف جديدة يتناقص مع تقدم العمر، إذ يفكر ما يقارب 9 من كل 10 مستطلعين (87%) من جيل الشباب حتى 25 عاماً في تغيير وظائفهم، مقارنة بـ 71% من جيل من هم بين 40 و57 عاماً وجيل من هم فوق 57 عاماً.
الموظفون يعرفون ما يريدونه – ومستعدون للمطالبة به
وكشفت الدراسة أن ما يقارب 85% من الموظفين يشعرون بثقة كافية للتفاوض من أجل الحصول على ترقية أو فرص جديدة في العمل، بينما يعتقد نصف الموظفين المستطلعين في السعودية و40% من الموظفين المستطلعين في دولة الإمارات أن ثقتهم في مواقعهم الوظيفية تتحسن خلال عام 2022. ويرجح أن تعود أسباب هذه الثقة إلى انتشار نماذج العمل المرن، حيث قال 51% من القوى العاملة إنها دفعتهم إلى التفكير في تجربة مسارات مهنية جديدة.
وتبدو الرواتب عاملاً أساسياً أيضاً، حيث ذكر 48% من المشاركين زيادة الدخل كسبب أساسي للتفكير في وظيفة جديدة، بينما أشار 50% إلى أن زيادة الراتب ستقنعهم بالبقاء في مكان عملهم الحالي.
وقال علي مطر، رئيس لينكدإن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأسواق الناشئة: “نشهد اليوم التأثير الملموس للتطور السريع لأنماط العمل، حيث تنعكس السياسات الحكومية الجديدة والتحول الرقمي المتسارع وأولويات الأعمال على الوظائف الأسرع نمواً. وقد أصبح المهنيون يفكرون الآن في دوافعهم للعمل وكيفية إتمامه، لذلك شهدنا ارتفاعاً في ثقة الموظفين”.
وأضاف: “8 من كل 10 مهنيين في الإمارات والسعودية منفتحون على تغيير وظائفهم، وهذا رقم مهم. يأتي ذلك في إطار توجه عالمي شهد قيام الشركات بتغيير سياساتها وميزاتها لتوظيف المواهب ذات الجودة العالية والحفاظ عليها. كما نرى أن المرشحين للوظائف قد أصبحوا أكثر انتقاءً للشركات التي يودون التقدم إليها، إذ أشاروا إلى المرونة والرواتب وثقافة الشركة كعوامل أساسية بالنسبة إليهم”.
مساعدة قوى العمل على إيجاد وظائف جديدة
كشفت الدراسة أيضا أن 78% من الموظفين في الإمارات والسعودية يفكرون بتغيير وظائفهم في عام 2022، حيث أشاروا إلى زيادة الراتب (48%) وفرص تعلم مهارات جديدة (45%) كعاملين رئيسيين لتغيير الوظيفة.
ولمساعدة الباحثين عن فرص عمل، أتاح موقع لينكدإن مجموعة من مساقات التعلم الذاتي عبر LinkedIn Learning لتمكين المهنيين حول العالم من اكتساب مهارات تمكّنهم من إيجاد وظيفتهم القادمة. وتشمل هذه المساقات “تكوين انطباع أول رائع”، و”نصائح للمقابلات عبر الفيديو”، و”إيجاد وظيفة عن بُعد”، و”إيجاد وظيفة في شركات تتبنى التنوع والشمول”، وغيرها من المساقات التعليمية المتوفرة مجاناً لغاية 30 يونيو 2022.
كما أصدرت شبكة لينكدإن النسخة العاشرة من تقريرها السنوي “توجهات المواهب العالمية” مع التركيز على موضوع الثقافة الجديدة للشركات. ويسلط التقرير الضوء على الطرق التي تميز الشركات عن غيرها لمساعدتها على استقطاب أفضل المواهب في هذا السوق التنافسي.