بقلم بي جيه بيشوب، نائب الرئيس للشركاء و الخدمات في سايج أفريقيا والشرق الأوسط
في بيئة الأعمال المعقدة والسريعة الحركة اليوم، تعرف حتى أبرز الشركات أنها لا تستطيع العمل بمفردها. ولتنظر إلى Amazon أو Microsoft، على سبيل المثال، وسترى أنهما يعتمدان على شبكة واسعة من الموزعين والمتكاملين وبائعي البرامج المستقلين وشركاء الأعمال الآخرين لتحقيق النجاح.
فكرة الشراكة ليست جديدة، لكنها تطورت إلى المستوى التالي في الاقتصاد الرقمي. إذ تعمل التقنيات الرقمية مثل المنصات القائمة على السحابة وواجهات برمجة التطبيقات والبيانات الكبيرة والأدوات التعاونية الحديثة مثل Slack و Microsoft Teams على تسهيل التعاون بين شبكات الشركات أكثر من أي وقت مضى لحل مشاكل بعضها البعض ومشاكل عملائها.
وتُعرف هذه الشبكات المعقدة والمترابطة للشركات التي تتنافس أحيانًا وتتعاون أحيانًا باسم المنظومات. وتعرّف Investopedia المنظومة بأنها “… شبكة الشركات- بما في ذلك الموردين والموزعين والعملاء والمنافسين والوكالات الحكومية وما إلى ذلك- المشاركة في تقديم منتج أو خدمة معينة من خلال المنافسة والتعاون”.
إن الفكرة الأساسية التي تفصل المنظومة عن نماذج المنافسة والشراكة التجارية الأقدم هي الاعتراف بأن كل شركة تؤثر على الأخرى. إذ تتطور علاقاتهم باستمرار، ويحتاج كل مشارك في أي منظومة إلى المرونة والقدرة على التكيف من أجل الازدهار. وبالتالي، يمكن أن يكون بناء المنظومات الصحيحة والمشاركة فيها ميزة تنافسية كبيرة.
وجدت دراسة استقصائية على Google Cloud شملت 1000 رئيس من رؤساء قسم المعلومات في المؤسسات الكبيرة، والتي تم إجراؤها بالشراكة مع Oxford Economics، أن استراتيجيات المنظومة تقدم العديد من الفوائد المباشرة، بما في ذلك معدلات رضا العملاء، ونمو الإيرادات القوي، وتحسين الأداء في مختلف العمليات مثل إدارة سلسلة التوريد والامتثال التنظيمي .
منظومة قوية
في سايج، نعتمد على منظومتنا المتنامية لتقديم منتجاتنا وخدماتنا إلى السوق وتعزيز قيمة عروضنا. ولا يمكننا أن نفعل ما نفعله بدون بائعي البرامج المستقلين والتحالفات الاستراتيجية وبائعي القيمة المضافة ومقدمي الخدمات السحابية، جنبًا إلى جنب مع المحاسبين والشركاء من الشركات.
إن الفوائد المترتبة على بناء منظومة أو الانضمام اليها كبيرة. ويمكن للشركات في منظومة أن تنمو معًا، وتصل إلى المزيد من العملاء وتقدم حلاً كاملاً لهم بالتعاون فيما بينها.
الفوائد في جميع المجالات
إذن، كيف تنضم الشركة إلى منظومة؟ تتمثل الخطوة الأولى في تدقيق الوضع الراهن- من هم عملاؤها، ومن يشاركها، وما هي الأصول والعروض التي يمكن أن تقدمها، وما هي الفرص التي تفوتها بسبب الفجوات في مجموعة منتجاتها أو قنوات التسويق؟ من هنا، يمكن لقادة الشركة تقييم السوق الأوسع لفهم من هم المنافسون والشركاء المحتملون.
ومن الضروري أيضًا وضع استراتيجية للانضمام إلى المنظومات أو إعداد الشركاء. بالنسبة للشراكات التي ستكون جوهرية للأعمال، مثل اختيار بائع أساسي ليكون بائع القيمة المضافة، ستحتاج الشركة إلى عقد محكم بشروط واضحة ومفيدة للطرفين. وقد تنطوي شراكات المنظومات الأخرى على المعاملات بدرجة أكبر، مثل استخدام واجهات برمجة التطبيقات لإنشاء تطبيق وبيعه من خلال سوق البائعين.
فيما يلي بعض الممارسات لتشكيل شراكات المنظومة:
- البحث عن شركاء حيث يكون هناك مصلحة محددة في النمو ومكاسب متبادلة.
- ضمان التوافق بين عمليات وثقافة كل شركة.
- الثقة مهمة إذا كانت الشراكة تنطوي على تبادل البيانات.
- حدد بوضوح دور ومسؤوليات كل طرف في الاتفاقية.
- كن مرناً وتقبل أن التغيير أمر لا مفر منه.
إتقان التعامل مع المتغيرات
هناك العديد من المتغيرات في عالم اليوم المعقد، وقليل من الشركات يمكنها تلبية احتياجات العملاء بشكل مستقل. ويمكن للشركات تسريع وقت التسويق، والتوسع بسرعة، ودفع عجلة الابتكار وإثراء عروض القيمة من خلال العمل كمنظومة. وفي الواقع، لن يعود النجاح في المستقبل إلى نقاط قوة شركة واحدة بمفردها- ولكن قوة منظومتها ستحدد ذلك. ويعد تحديد المنظومات التي يجب الانضمام اليها، أحد أهم القرارات التي يمكن أن تتخذها أي شركة في العصر الرقمي.