- معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة
تُلقي كلمةً رئيسية في مؤتمر يُعقد مرتين في السنة
- معالي بيتر فيشر، سفير ألمانيا لدى الإمارات العربية المتحدة يتحدث عن العلاقات الإماراتية الألمانية وفرص الأعمال
- مؤتمر يجمع أهم قادة الحكومات ومديري الشركات من أجل التخطيط لمستقبل الشركات الألمانية في المنطقة
دبي 1 ديسمبر 2021
– تشعر الشركات الألمانية بتفاؤل حيال فرص نموها في منطقة الخليج، ما تمّ تأكيده خلال مؤتمر رفيع المستوى عُقد مؤخراً في دبي وشارك فيه أهم قادة الحكومات ومديري الشركات من ألمانيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
جرى لفت انتباه المندوبين في مؤتمر مستقبل الخليج الذي أُقيم في جميرا أبراج الإمارات إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي تضمّ حوالي 55 مليون نسمة فيما يبلغ إجمالي الناتج المحلي فيها أكثر من 1.65 تريليون دولار أميركي، وبالتالي فهي تقدّم فرصاً هائلةً للشركات الألمانية. أقيم المؤتمر بحضور معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة التي ناقشت في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر الفرص الاقتصادية والتجارية السانحة.
وفي هذا السياق، قال رالف وينترجيرست، رئيس مجلس إدارة مبادرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط لقطاع الأعمال الألماني، وهي مؤسسة تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية الثنائية بين ألمانيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “تُعتبر الإمارات العربية المتحدة وباقي دول مجلس التعاون الخليجي أسواقاً مهمّة للاقتصاد الألماني إذ تجمعهم علاقة وطيدة تتخطّى الأبعاد التجارية في هذا الجزء من العالم. تعمل الشركات الألمانية بالتعاون مع نظيراتها المحلية في أعماق سلسلة القيمة، مثلاً في مجالات البحوث والابتكار، تحوُّل الطاقة أو الرقمنة”.
وبحسب وينترجيرست الذي يتولى أيضاً منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة ورئيس مجلس إدارة شركة جيزيكي + ديفرينت، يجب تمكين الشركات الألمانية لتعمل بحُرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولتنخرط في الأعمال بنجاح على قدم المساواة مع الشركاء والمنافسين. ويضيف قائلاً: “نظراً للخسائر الإنتاجية جراء أزمة كوفيد، أصبحت مزاولة أعمال التوريد وسلاسل القيمة مع بلد قريب من الاعتبارات الاستراتيجية الحالية لشركات عديدة. وبالتالي، يمكن للبلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الاستفادة من قربها الجغرافي لتحقيق المزيد من التقدّم في قطاعها الصناعي. تحتاج الشركات الألمانية إلى ظروف عمل ملائمة وحوافز مالية مجدية لتنقل خطوات الإنتاج الفردية أو كامل عملية الإنتاج إلى بلد معين.”
تتطلّع الشركات الألمانية إلى سوق مجلس التعاون الخليجي كفرصة للنمو في المستقبل. وتُعتبر المنطقة سابع أكبر وجهة تصدير للصناعة الألمانية خارج أوروبا، إذ بلغ حجم التصدير إليها 18.4 مليار دولار أميركي في العام 2020. كما تملك نحو 1250 شركة ألمانية فروعاً خاصة بها في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وحدهما. وبفضل موقعها بين الأسواق الاستراتيجية في جنوب آسيا وأفريقيا، ستكتسب المنطقة المزيد من الأهمية بصفتها مركزاً للتجارة وسلاسل القيمة الأكثر تخصصاً. علاوةً على ذلك، تواصل المنطقة كونها شريكاً تجارياً مهماً لأكبر مزوّدي التكنولوجيا الألمانية ولعدد متزايد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
يُقام مؤتمر مستقبل الخليج من مبادرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بهدف توفير منصة للحوار بين الشركات والقادة السياسيين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وألمانيا. ويُعقد المؤتمر تحت رعاية الوزارة الألمانية الاتحادية للشؤون الاقتصادية. أما نسخة هذا العام فهي من تنظيم المجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة في دبي.
من جهة أخرى، يقول الدكتور فولكر ترير، الرئيس التنفيذي للتجارة الخارجية وعضو المجلس التنفيذي في اتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية: “تُعدّ مساهمة المجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة في نجاح أولى مؤتمرات مستقبل الخليج من مبادرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط أمراً مذهلاً. يتطرق المؤتمر إلى مواضيع رئيسية أهمها إعادة تنظيم سلاسل التوريد بفعل كورونا، وعواقبها على منطقة الخليج وكامل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي ستكتسب أهمية كبيرة كمركز للتجارة ولسلاسل القيمة الأكثر تخصصاً، نظراً لموقعها الاستراتيجي بين جنوب آسيا والقارة الأفريقية. يتطلّع المجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة في المنطقة لدعم هذا التطوّر الإيجابي بالنسبة للشركات الألمانية، وشركائها المحليين والبلدان ذات الصلة.”
تشمل المواضيع التي تم التطرق إليها في المؤتمر عملية تحوّل الطاقة في أوروبا وتأثيرها على الدول الخليجية، مرونة سلاسل القيمة ونماذج الأعمال الجديدة والتحديات التي تواجه القطاع العام في المستقبل الرقمي.
بدوره، يقول بيرند جروس، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة سوفتوير ش.م.: “يُعدّ مؤتمر الخليج من مبادرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط فرصةً مذهلة للتواصل مع روّاد الأعمال والقادة السياسيين حول موضوع التحوّل الرقمي. تتولّى منطقة الخليج دفة القيادة في تطوير مدن أكثر ذكاءً واتصالاً. يمكن أن يشكّل الابتكار والمرونة التي اتّسم بها مشروع دبي الذكية مثلاً، مخطّطاً للمناطق الأخرى في العالم.”
أوصيت الشركات الألمانية بالاستفادة من الفرص الواسعة التي يقدّمها السوق الخليجي والمساعدة على معالجة التحديات الأساسية التي تواجه الاقتصادات الأعضاء فيها والتي نتجت عن سعيها المستمر للتنويع وإنتاج الطاقة المستدامة بالإضافة إلى إتاحة فرص العمل.
ويردف وينترجيرست قائلاً: “لكلّ هذه الأسباب، يُعتبر الاستثمار المباشر ضرورياً. غير أنّ استراتيجيات التنويع الحالية تفرض بدورها تحدياً كبيراً، لاسيّما بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، إذ تؤدي عمليات مراقبة وتنفيذ مختلف متطلبات إضفاء الطابع المحلي إلى الربط بين الموارد التي تجد الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم صعوبة في تحريرها. عندما نتحدث عن الاستثمار، فالمناطق هي التي تتنافس في ما بينها في ظل سلاسل القيمة العالمية، وليس البلدان. بالتالي، يكون من المستحسن زيادة التكامل الإقليمي ومواءمة الأنظمة”.