نظرة إلى شركات ناشئة اجتازت برنامج مُسرع الأعمال “تقدم” التابع لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية
بقلم علياء مهران أحمد
منذ إنشاء مُسرع بدء الشركات الناشئة “تقدم” في عام 2016، وهو برنامج مدعوم من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية (KAUST) بدعمٍ من البنك السعودي البريطاني ومقره في الرياض، فقد استطاع هذا البرنامج توفير بيئة رعاية للعديد من الشركات الناشئة الناجحة. حتى الآن، تخرجت 126 شركة ناشئة من المجموعات المختلفة للبرنامج، حيث قدم البرنامج المساعدة لما يقرب من 450 من رواد الأعمال في تحويل أفكارهم المبتكرة إلى نماذج أعمال قابلة للتطبيق. وهذه الخاصية تتيح لك إلقاء نظرة فاحصة على قصص النجاح الخاصة بستة شركات ناشئة في برنامج “تقدم”. ومن خلال هذه الأعمال، يتضح جليًا أن سر نجاح برنامج “تقدم”، على ما يبدو هو وجود مزيج من أفضل وسائل الدعم التكنولوجية ووسائل الإرشاد، مع التركيز الشديد على بناء الحس المجتمعي داخل النظام البيئي لريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية.
MIQYAS
miqyas.net
بوصفي طالب جامعي في عام 2017، كان عبد الله المزروع، مؤسس موقع “مقياس” مهووسًا بتقديم خيارات “كستم فت” (تحديد المقاس المناسب)، وفكر في البداية في إمكانية استخدام هذه الخاصية لقياس الثوب العربي، وهو ثوب تراثي يرتديه الرجال في الشرق الأوسط. يتذكر المزروع: “كنت أراقب فقط ما كان يحدث في مجال الرؤية الحاسوبية والتطورات السريعة في التعلم العميق، وخطر لي أنها كانت مجرد مسألة وقت قبل أن نتمكن من مسح أجساد البشر باستخدام الكاميرا فحسب”. تم تعديل هذه الفكرة بعد ذلك لتشمل جميع الملابس، من جميع أنحاء عالم التجارة الإلكترونية للموضة، مما أدى في نهاية المطاف إلى إطلاق برنامج “مقياس” في عام 2020. تم تصميم برنامج “مقياس” بوصفه منصة خدمية (SaaS)، فهو يساعد تجار البيع بالتجزئة للأزياء عبر الإنترنت على قياس أحجام الملابس للعملاء بدقة. ويوضح المزروع: “لقد طورنا منتجين من برنامج “مقياس”. حيث تلتقط الخدمة الأولى، “كستم فت” صورتين للعميل وترصد القياسات الدقيقة للجسم. والخدمة الثانية، “سايز إت” (تحديد الحجم)، تطرح على المستخدمين أسئلة بسيطة على صفحات المنتج، ثم توصي بالمقاس المثالي لجميع العلامات التجارية. ويمكن لعملائنا استخدام هذه المكونات الإضافية على منصاتهم لحل مشكلة ضبط المقاس عند الشراء عبر الإنترنت، ونحن نفرض عليهم رسوم اشتراك”.
ومع توجه العديد من تجار التجزئة للأزياء إلى إبرام المعاملات التجارية الإلكترونية نتيجة تداعيات أزمة كوفيد-19 المستمرة، فقد ازداد الطلب على خدمات “مقياس”. فعلى سبيل المثال، أبرمت علاقة شراكة مؤخرًا مع شركة Femi9، وهي شركة بيع بالتجزئة للأزياء النسائية عبر الإنترنت. وأوضح المزروع: “واجهت شركة Femi9 مشكلة في ضبط المقاس عبر الإنترنت، لذلك قدمنا إليهم الحل، وهم لا يستخدمونه في تجارتهم الإلكترونية فحسب، بل في متاجرهم الفعلية أيضًا. النساء في السعودية ليس لديهن غرف لقياس الملابس في المولات التجارية، وهذا أمر غير مريح. ولكن في المتاجر الفعلية لشركة Femi9، فإننا نتخلص من هذه المشكلة تمامًا، من خلال دمج حلنا في المتاجر الفعلية لعمليات البيع بالتجزئة، مما أدى إلى مرتجعات أقل وتحقيق درجات تقارب أعلى وحجم مبيعات أكبر”.
في حين تم بدء تشغيل الشركة الناشئة ذاتيًا منذ إطلاقها، يقول المزروع إن شبكة “تقدم” هي التي ساعدت في اكتساب أول عميل لها. وأضاف: “لقد تواصلت مع زميل من رواد الأعمال في برنامج “تقدم” منذ عام 2018، على الرغم من أننا لم نلتقِ من قبل، وأخبرته عن عملنا، ومن المؤكد أن هذه هي الطريقة التي حصلنا بها على عميلنا الأول من خلال شبكة برنامج “تقدم”. فبحسبما ذكره المؤسس، فإن هذا الإحساس بالتضامن هو ما يميز برنامج مُسرع الأعمال هذا عن بقية البرامج. وأضاف المزروع: “أستطيع بالتأكيد أن أرى أن كل فرد في برنامج “تقدم” يريد مساعدة الأخرين. حيث نود جميعًا أن نرى نجاح الشركات الناشئة الأخرى، ولكم سيكون من الرائع أن تكون جزءًا من مثل هذا المجتمع المتميز. إذا كنت متواجد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أعتقد أنه أفضل برنامج مُسرع أعمال هناك!”
والآن، مع وجود خطط لدخول الشركة الناشئة في قطاعات أخرى في المستقبل، يعتقد المزروع أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ستواصل ممارسة دورها الرئيسي في رحلة “مقياس”. وبحسبما أضاف” خطتنا هي الاستمرار في التوسع على المدى القصير في سوق الأزياء، وعلى المدى المتوسط، مع التوسع والحصول على المزيد من البيانات، نود الانتقال إلى تطبيقات أخرى مثل اللياقة البدنية والواقع المعزز والافتراضي. وللقيام بذلك، هناك الكثير من الأشياء التي نحتاج إلى القيام بها – أحدها هو اقتناء جهاز كمبيوتر فائق الأداء، وأعتقد أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هي أفضل خيار متاح لنا، ونظرًا لأننا معتادين بالفعل على استخدام حاسوبها العملاق، شاهين”.