تعزز اقتصاد دبي المعرفي ومكانتها مركزاً عالمياً للمواهب
- رواد أعمال يوسّعون مفاهيم الابتكار من الاستدامة والبحث والتطوير إلى الأتمتة
- شركات ناشئة تعمل جنباً إلى جنب مع كبرى الشركات العالمية مثل فايزر وباير
دبي 8 سبتمبر 2021
وصل عدد الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في مجمع دبي للعلوم، أول مجمع أعمال يركز على العلوم في المنطقة إلى 40 % من إجمالي الشركات العاملة فيه، وذلك في الوقت الذي يعزز فيه النشاط الملحوظ لريادة الأعمال مكانة الإمارات مركزاً للابتكار والمواهب.
ومن بين كل 10 شركات فإن أكثر من 4 منها مشاريع صغيرة أو متوسطة في مجالات شتى من التطبيب عن بعد إلى الاستدامة ومبادرات الاقتصاد الدائري، تعمل انطلاقا من مجمع دبي للعلوم الذي يضم شركات دوائية وطبية عالمية عملاقة مثل جنرال الكتريك للرعاية الصحية وفايزر وباير، تعمل جميعها على تحفيز المنظومة المتكاملة على الابتكار والإبداع بفضل ما فيها من المختبرات والبنية التحتية عالمية المستوى توفر بيئة جذابة لرواد الأعمال المهتمين بالعلوم من أجل تطوير مشاريع واعدة بجوار كبرى شركات التكنولوجيا الحيوية والطبية في العالم.
وقال مروان عبد العزيز جناحي، مدير عام مجمع دبي للعلوم: “عندما تبتكر الشركات الناشئة، فإنها تسرّع النمو الاقتصادي وتخلق فرص عمل جديدة وهو ما يتقاطع مع مهمتنا في صنع مستقبل يمتاز بالاستدامة والاكتفاء الذاتي والاستغلال الأمثل للموارد وتمكين المواهب المحلية بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة وحكومة دولة الإمارات. ونحن فخورون بالشركات الناشئة أو الصغيرة والمتوسطة القادرة بفضل التحول الرقمي على ولوج فرص جديدة في قطاع الصحة، ونحن هنا لمساعدتها في كل خطوة ابتداء من تأسيس أعمالها بسهولة ويسر ثمّ إنشاء مقرّاتها وانتهاءً بتنمية أعمالها وتوسيع نطاقها إقليمياً وعالمياً”.
نماذج
بوصفها داعمة قوية لتحول الإمارات إلى الاقتصاد الدائري، تتخصص “DGrade” في إعادة تدوير العبوات البلاستيكية وتحويلها إلى خيوط لصنع أكثر من 200 نوع أقمشة. وتستخدم الشركة تقنيتها “Greenspun” ذات العلامة التجارية في غسل العبوات البلاستيكية وتمزيقها وصهرها إلى خيوط تصنع منها الملابس، بحيث تنأى بالمواد البلاستيكية عن مقالب القمامة. تتعاون DGrade مع شركات مثل يونيلفر وكوكاكولا وفعاليات مثل سباق جائزة أبوظبي الكبرى من أجل جمع المخلفات البلاستيكية، التي تتحول لاحقاً إلى مواد لصنع الألبسة الموحدة وتباع ثانية إلى الشركات. وتستخدم المخلفات البلاستيكية في صنع الحقائب والمعاطف وأكواب القهوة وكمامات الوجه القابلة للاستعمال من جديد.
تعتبر “Ehfaaz” من الشركات الناشئة التي وجدت لها موطئ قدم في مجمع دبي للعلوم، وتطمح هذه الشركة المختصة بالتكنولوجيا المتقدمة إلى إحداث ثورة جذرية في مجال إعادة التدوير باستخدام مخلفات الأغذية والسلع الاستهلاكية سريعة التداول في إنتاج سماد عضوي ومنتجات التنظيف. وبفضل جمعها بين الخبرات الفريدة والأتمتة الحديثة، تتمتع الشركة بقدرة سنوية على تحويل 1000 طن من المخلفات إلى سماد مرتفع القيمة يباع للمزارع وشركات تصميم الحدائق والمراكز الرياضية، بحيث تقدم بديلاً مربحاً وصديقاً للبيئة مقارنة مع دفن المخلفات أو إحراقها.
ومن الشركات الناشئة اللامعة شركة “هندسية” التي توفر أنظمة تصفية مياه وتبريد موفرة للمياه والكهرباء لمشاريع الطاقة المتجددة والرعاية الصحية والضيافة والتجزئة والإسكان، مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية ومدينة برجيل الطبية. وتستعد الشركة في الوقت الحاضر للتوسع في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
مساهمة
تعتبر الشركات الناشئة محرك النمو في أي نظام اقتصادي. وحسب أفاد المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، أسهم قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة بما نسبته 53% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات، و 94% من العدد الإجمالي للشركات في البلاد وأوجد أكثر من 86% من وظائف القطاع الخاص في عام 2019.
تحتل الإمارات المركز الأول إقليمياً والرابع عالمياً في المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2020، متفوقة بذلك على اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا وبلدان الاتحاد الأوروبي والصين واليابان وكوريا الجنوبية. وأحرزت المركز الثاني باستجابة الحكومة للإغلاق الناتج عن كوفيد-19 وتبعاته على قطاع ريادة الأعمال.
يذكر أن مجمع دبي للعلوم تأسس في عام 2005 بهدف تنويع اقتصاد الإمارات وتسريع تطور قطاع التكنولوجيا الحيوية. ويعتبر هذا المجمع منطقة أعمال شاملة تركز على الرعاية الصحية والطاقة والبيئة، إذ يضم أكثر من 400 شركة توظف ما يربو على 4000 شخص.