حققت دبي نكست، أول منصة تمويل جماعي رسمية في دبي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ورئيس المجلس التنفيذي، في شهر مايو الماضي نجاحاً ملحوظاً في غضون فترة زمنية قصيرة حيث مكنت رائد أعمال من جمع رأس المال المطلوب بالكامل لبدء مشروعه على المنصة. وشهد المشروع الإماراتي، الذي يحمل اسم “بادل 26″، استجابة هائلة من المساهمين بعد إطلاق الحملة على منصة دبي نكست لجمع مائة الف درهم إماراتي، و بعد نجاح الحملة تم استكمال التمويل من قبل صندوق محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة و المتوسطة .
وتعد دبي نكست واحدة من أهم الخطوات التقدمية التي تم اتخاذها مؤخراً لجلب فوائد تمويل ودعم المشاريع الناشئة إلى المبتكرين ورجال الأعمال والمستثمرين والمجتمع ككل. وهي أول منصة تمويل جماعي حكومية للشركات الناشئة في الإمارات العربية المتحدة، تديرها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، حيث يمكن للشباب وأصحاب الأفكار الإبداعية والطموحة عرض أفكارهم لاستقطاب رؤوس الأموال اللازمة للبدء في تنفيذها انطلاقاً من دبي اعتماداً على مفهوم التمويل الجماعي. وتعد المنصة غير ربحية ومتاحة لجميع الجنسيات والفئات العمرية المقيمين في دولة الإمارات.
وأطلق رائد الأعمال الإماراتي حملة مشروع بادل 26 بعد إعداد خطة عمل ودراسات الجدوى لمدة عام كامل. والمشروع عبارة عن أربعة ملاعب داخلية في بادل، وهي رياضة تتطلب مساحة أصغر من ملعب التنس العادي. ويمكن إجراء حجوزات الملاعب عن طريق الزيارة أو عبر الهاتف أو من خلال طرف ثالث لمدة 90 دقيقة. حيث استطاع من خلال الحملة جمع ما قيمته مائة الف درهم امارتي من خلال المنصة و تم استكمال تمويل المشروع بعد تحقيق نجاحه من قبل صندوق محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة و المتوسطة.
ويقوم مفهوم التمويل الجماعي على جذب مجموعة من رؤوس الأموال صغيرة الحجم من المجتمع للمشاركة في تمويل مشروع تجاري واحد، ويتميز هذا النوع من التمويل بسهولة الوصول إلى شريحة كبيرة من المجتمع ورواد الأعمال عن طريق الشبكات الاجتماعية ومواقع التمويل الجماعي. وبإمكان أي شخص لديه أفكار أو مشروع مبتكر، سواء كان فرداً أو شركة، تحضير أو تنظيم حملات عن الفكرة/المشروع لطلب الدعم مباشراً من منصة دبي نكست. وكل الأفكار مؤهلة للتمويل على المنصة باستثناء الأنشطة الغير متوافقة مع الشريعة الإسلامية. ويجب أن يكون موقع المشروع في دبي.
ويتم الدعم المباشر لهذه الأفكار من المساهمين في المجتمع، كما يمكن للأفراد أو الشركات المساهمة في دعم حملة بدأها صديق أو أحد أفراد العائلة. ويحصل المساهمون الذين يدعمون الحملة على الاختيار من بين مجموعة متنوعة من المكافآت الفريدة التي يقدمها صاحب الحملة، حيث بالإمكان استرداد المبلغ المساهم في حالة انتهاء الحملة دون الوصول إلى الهدف.
ويعد مشروع فيمودرا مبادرة أخرى لشابين يبلغان من العمر 16 عاماً، وهو موقع يضم المؤسسات التعليمية ويساعد الطلاب في تطوير المواهب اللامنهجية. وتمكن المشروع أيضاً من جمع 100٪ من الأموال المطلوبة في منصة دبي نكست بعد مشروع بادل 26.
وتعليقاً قال سعادة عبدالباسط الجناحي، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة: “قد يكون للمساهمين أسباب عديدة لدعم أي حملة، إما أنهم شغوفين بريادة الأعمال و تعزيز دور الخدمة المجتمعية، أو دعم صديق أو أحد أفراد الأسرة، أو متحفزين بالمكافأة المقدمة من صاحب المشروع، أو مهما كان السبب، فإن الجميع لديهم الفرصة للمساهمة في إحياء فكرة جديدة، فلا تساعد المساهمة في الحملة مالك الحملة أو المساهم فقط، ولكنها في النهاية تدعم اقتصاد دبي أيضاً”.
وأشار أن أصحاب الحملة يحتفظون بملكية مشروعهم بنسبة 100٪، ولا يمكن استخدام منصة دبي نكست لتقديم أسهم أو عوائد مالية.
وأضاف الجناحي: “نقوم بتشجيع الطلاب من جميع الفئات العمرية أيضاً، وخاصة الخريجين الذين يسعون للحصول على تمويل لمشاريع تخرجهم، على استخدام منصة دبي نكست كفرصة لتحويل أفكارهم إلى واقع. وتتوافق منصة دبي نكست مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” في وثيقة الخمسين والرامية إلى تحويل الجامعات لمناطق اقتصادية وإبداعية حرة”.
ومنذ انطلاقها، شهدت منصة دبي نكست إطلاق 543 حملة على المنصة وتمت الموافقة على 44 منها بالفعل. وتتضمن المشاريع المعتمدة أفكاراً مبتكرة في قطاعات متنوعة، مثل قطاع الأعمال، والغذاء، والتكنولوجيا، والتعليم، والتصميم، والأفلام والفيديو، والألعاب، والصحة، والفنون. وقد تجاوز إجمالي التمويل المطلوب حتى الآن 27.7 مليون درهم، وتلقت المشاريع 72 مساهمة من 58 داعماً.
وتعد منصة دبي نكست دليلاً ملموساً على حرص حكومة دبي على تقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المبدعين والمفكرين، حيث تقدم المنصة حلاً للجيل القادم من رواد الأعمال لتسليط الضوء على قدراتهم في مختلف القطاعات، وتأمين الدعم المجتمعي والتوجيه والإرشاد والمتابعة، وبالتالي الاستفادة من الهدف الاستراتيجي لدبي لترسيخ نموها المستدام وتعزيز ثقافة المعرفة والتقنيات.