مترجم بتصرف: مقال لـ تمارا بوبيك
بقشة هي منصة تسوق إلكترونية تخدم مصممات ومصممي الأزياء المستقلين وتتميز بتقديم التصاميم الخليجية. ونجحت بقشة في إغلاق جولة استثمارية أولى بقيمة مليون دولار بقيادة مجموعة من المستثمرين بما في ذلك صندوق الوطن ومجموعة من الشركات العائلية. تضم المنصة التي تأسست في عام 2018 أكثر من 15 ألف منتج، تم تصميمها على يد أكثر من 800 مصمم مستقل، مثل العبايات والقفطان وملابس السفر. وبحسب يحيى محمد صالح، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة بقشة، 90٪ من المصممين على المنصة من الإمارات العربية المتحدة، وغالبيتهم من النساء تتراوح أعمارهن بين 18 و35 عامًا.
يقول صالح: “نوفر للمصممين مجموعة واسعة من الخدمات عبر الإنترنت بالإضافة إلى الخدمات غير المتصلة بالإنترنت حتى يتمكنوا من تقديم أفضل ما لديهم في مجال التصميم. وتفتح المنصة أبوابها أمام جميع الموهوبين، سواء كانوا يديرون أعمالهم من المنزل، أو يمتلكون متاجر أو معارض خاصة بهم للبيع بالتجزئة، كما تتميز بقشة عن غيرها من مواقع الأزياء عبر الإنترنت من خلال عدم بيع أي علامات تجارية عالمية، الأمر الذي يشجع المصممون على الانضمام إلى المنصة، حيث تمتاز منتجاتنا بالفرادة وهي مصنوعة حسب الطلب وعلى يد مواهب محلية مبدعة “.
جاء اختيار اسم بقشة، المشتق من اللهجة الخليجية وهي قطعة من القماش كانت تستخدم كحقيبة أو حامل رأس من قبل التجار لتخزين ملابسهم وبضائعهم. وتهدف بقشة إلى تمكين مصممي الأزياء المستقلين في المنطقة بالتكنولوجيا من أجل مساعدتهم على توسيع نطاق وصولهم للأسواق العالمية.
ويوضح صالح: ” نوفر للمصممين واجهة متجر فريدة وخاصة بهم على الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص ببقشة، مع أدوات تقنية مهمة وإدارة متكاملة فيما يخص الطلبات والامور الحسابية والتقارير. نرى أنفسنا أيضًا كمتجر شامل للمصممين حيث نقدم خدمة العملاء للمتسوقين والتسليم والتصوير الفوتوغرافي والفيديو وتسهيل العثور على المنتجات والوصول الى إلى المتجر. لا تعمل بقشة على نموذج الشحنات الكبيرة؛ بل يتم جمع الطلبات من البوتيكات حسب الطلب “.
تقوم بقشة بشحن طلباتها إلى أكثر من 40 دولة حول العالم، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا، حيث يشير صالح إلى أن حوالي 70٪ من مبيعات المنصة دولية. لذلك، ليس مستغرباً أن تحصل المنصة على اعتراف واسع من قبل المستثمرين على أنها شركة قابلة للتطوير والتوسع. تتجه أنظار فريق بقشة إلى الاستفادة من هذا التمويل الأولي للتوسع التشغيلي، وزيادة الاستثمار في تقنيتها من أجل دخول أسواق جديدة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
يقول صالح: “يشكل السجل الحافل، وإمكانية النمو والتوسع، والأهم من ذلك، قوة الفريق أهم العوامل التي يبحث عنها أي مستثمر. ويمكننا أن نثبت للمستثمرين أننا تمكنا من تحقيق نمو مرتفع وبشكل ثابت، وخطوط إنتاج جديدة، وقدرة عاليه على مواكبة الأعمال، ويؤكد الاقبال الواسع الذي حظينا به وجود طلب قوي عالميًا على مثل هذه المنصة الفريدة في المنطقة “.
بالإضافة إلى اتاحة الفرصة أمام المصممين المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي للوصول إلى سوق أزياء عالمي بمليارات الدولارات، يشير صالح إلى أن التأثير الاجتماعي الكبير لبقشة من حيث خلق فرص العمل والتمكين الفردي وتمكين المواهب الإقليمية كان له صدى كبير بين المستثمرين، حيث حظي المشروع بدعم واسع من صندوق الوطن، وهي مبادرة مجتمعية أطلقها مجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين لدعم صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، والعديد من الشركات العائلية المحلية.
عندما طُلب منه مشاركة بعض النصائح لزملائه من رواد الأعمال حول كيفية تقديم المشروع أمام الشركات العائلية، أوضح صالح أن قصص نجاح الشركات الناشئة في المنطقة قد أقنعت الشركات العائلية المحلية بالمغامرة في الاستثمار في المشاريع الناشئة؛ ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات، ويوضح صالح: “قد تكون عقلية البعض تقليدية للغاية فيما يتعلق بطريقة إدارة الأعمال التجارية الأمر الذي يصعب قبول خطة العمل التي تركز بشكل أكبر على نمو الخط الأعلى. ومن ناحية أخرى، يفهم المستثمرون المؤسسون طرق التقييم والمصطلحات التجارية النموذجية في الصناعة بشكل أفضل بكثير، لكنهم ملزمون بتحديات أخرى مثل توقع عائد أعلى بكثير على رأس مالهم.”
ويضيف: “قد تكون الشركات العائلية التقليدية طرفًا يصعب جذب انتباهه حيث يمكن أن تأتي بعقلية مختلفة جدًا لا تلائم بالضرورة استثمارًا في شركة تقنية ناشئة. ومع ذلك، نصيحتنا هي الاقتراب من الشركات العائلية التي لديها فهم جيد لرأس المال الاستثماري والفضاء التكنولوجي، لن يوفر ذلك رأس المال فحسب، بل سيوفر أيضًا مدخلات استراتيجية للأعمال “.