رانكوسي يشاركنا أفكاره حول كيفية تغيير مشهد الضيافة في مصر:
فيما كانت مصر تعتاش من قطاع الترفيه بشكل رئيسي، وقفت البيئة السياسية وحالة انعدام الاستقرار التي تشهدها البلاد عائقاً أمام بعض الأسواق التي تشكّل مصدراً رئيسياً للسياحة، لاسيما روسيا وغيرها من البلدان الأوروبية. فاتّجهَ العرض بسرعة نحو فنادق رجال الأعمال في القاهرة والإسكندرية، ناهيك عن وجهات تصبّ تركيزاً أكبر على الأسواق المحلية مثل الساحل الشمالي أو عين السخنة.
وقد برهن تأثير جائحة كوفيد-19 أهميةَ قطاع السياحة والضيافة باعتباره مساهماً قوياً في الناتج المحلّي الإجمالي للبلد، لا بل أيضاً مصدراً أساسياً للوظائف ولفرص العمل. وأدرك القطاعان الخاص والعام أكثر من أي وقت مضى، ضرورة تعزيز صورة مصر كوجهة سياحية متكاملة، بما أنّ ذلك من شأنه دفع عجلة انتعاش السوق من جهة، وزيادة العرض المستقبلي على الفنادق من جهة أخرى.
تبقى مصر بالنسبة إلينا محوراً أساسياً من حيث النموّ ونطاق الإمكانيات. ففي جعبتنا حالياً 5 فنادق قيد الإنشاء وأخرى قيد التشغيل في القاهرة، و4 فنادق أخرى بين الإسكندرية والبحر الأحمر، ما يعني مجموع 9 فنادق و3000 غرفة في البلاد قيد الإنشاء قيد التشغيل.
تتماثل مصر للانتعاش الكامل ونتوقّع استعادة مكانتنا كواحدة من وجهات الترفيهية الرئيسية، ونأمل تعزيز حضورنا مع محفظتنا الحالية من المشاريع قيد الإنشاء. كما قمنا بتخصيص مورد لدعم خطط توسّعنا في البلاد فيما نشهد قفزةً إيجابيةً على صعيد الترفيه.
تتمثّل أولوياتنا الآن في ترسيخ وجودنا في شرم الشيخ، والغردقة ومرسى علم، هذا بالإضافة إلى مواقع سياحية وثقافية في القاهرة أو مدن شعبية في النيل. ونركّز حالياً على فرص تحويل وتجديد فنادق قائمة تتطلّع إلى الانضمام إلى شبكة راديسون واكتساب قوّتنا التجارية، ناهيك عن ترسيخ مكانتنا في الأسواق التي تشكّل مصدراً أساسياً للسياحة في مصر. تُعتبَر مجموعة راديسون بلو حالياً أبرز علامة راقية في أوروبا، ولها أكبر حضور في روسيا ممّا يؤكّد على دور التعاون الإيجابي في عائدات الطلب على السياحة الترفيهية.
يشكّل التوقيت والموقع عنصرين أساسيين للنجاح في أي استثمار فندقي. والآن هو التوقيت المناسب بما أنّ فرص الشراء في السوق أصبحت أكثر تنافسيةً من حيث الأسعار. علاوةً على ذلك، يتخذ تداول الأصول منحى تصاعدياً نظراً لتوقعات انتعاش السياحة بعد جائحة كوفيد، ممّا يشير إلى ارتفاع في قيمة رأس المال في المستقبل.
صحيح أنّ الفرص تكمن في عمليات التجديد، بيد أنّ ذلك يتطلّب ثقةً في السوق بالإضافة إلى الصبر من أجل تحقيق قفزة نوعية وضمان التزام إيجابي تجاه الاستثمار في هذه العمليات. تعاني مصر حالياً من عرض فندقي متقادم إلى جانب انخفاض في قيمة العملة، لذا غالباً ما تكون مصادر رأس المال محدودةً محلياً وتترتب على ذلك كلفة باهظة. بالتالي، فإنّ أصحاب السيولة سيكونون وحدهم المستفيدين الأكبر من الاستثمارات المستقبلية.
تُعتَبر مصر بلداً فريداً بكلّ ما في الكلمة من معنى، فهي تتمتع بأحد أكبر الموارد رغم أنّه بحاجة إلى تحسين متواصل من خلال الاستثمارات العامة في البنية التحتية والتعليم. تحتضن الدولة إحدى أعرق الحضارات في التاريخ، وتعجّ بالمواقع الثقافية والمتاحف التي تستحقّ الزيارة. كما تضمّ مصر منتجعاتٍ ساحرةً تحتفي بتنوّع نادر للحياة البحرية، ممّا يجعل منها وجهةً مفضّلةً للغوّاصين، فيما تضع الصحراء في متناول الزوّار باقةً واسعةً من النشاطات والمغامرات بدءاً من التخييم وصولاً إلى التنزّه بين أحضان الطبيعة.
لقد أدركنا تنوّع العملاء مع ازدياد الزوّار الصينيين في الآونة الأخيرة، واستطعنا تأمين الخدمة المعهودة من علاماتنا والترحيب بهم مع الحرص على تزويد كلّ ضيف بعاداته المحلّية بدءاً من الطعام وصولاً إلى اللغة الأم، بما يضمن لهم ذكرياتٍ لا تنسى وتجارب استثنائية.
بالنسبة إلى شركائنا في مجال الاستثمار، قمنا بمراجعة خدمات علامتنا وأنشأنا هندسةً واضحةً وبسيطةً للعلامة من الاقتصاد إلى الفخامة، ومن المنتجعات إلى فنادق رجال الأعمال، موفّرين في الوقت عينه حلولاً في مجال الشقق الفندقية. وقد وضع فريقنا الفنّي توجيهاتٍ شاملةً للعلامة بما يتيح لنا دفع عجلة البناء وتقليل الوقت الإجمالي للبناء. ولكنّنا أيضاً قمنا بتخفيض كلفة تطوير كلّ علامة بشكل ملحوظ، ممّا جعلنا واحدةً من الشركات الأكثر قدرةً على التنافس، خاصةً وأنّنا نمتلك موارد توفّر قيمةً مضافةً إلى مستثمرينا.
إذا نظرنا للأمام، نرى أنّ 2021 يشكّل عاماً من التسارع من المتواصل مع تركيز خاص على أسواقنا الرئيسية المحددة، وتحديداً المغرب، ومصر، ونيجيريا وجنوب أفريقيا. وفي هذا العام، نتوقّع توقيع عقود لإنشاء أكثر من اثني عشر فندقاً في أفريقيا وحوالي 2000 غرفة، بحيث سيتمركز نصفها في هذه البلدان فيما سيعزّز النصف الآخر حضورنا في أسواق عنقودية أو سيحطّ رحاله في مناطق جديدة. ومن شأن ذلك تعزيز مكانة مجموعة فنادق راديسون كشركة فندقية رائدة لها الحضور الأنشط والأكبر في معظم بلدان أفريقيا.
تمثّل المغرب همزة وصل استراتيجية بين أوروبا وباقي أفريقيا وتُعتبَر سوقها محوراً أساسياً في استراتيجيتنا الإنمائية الأفريقية حيث تُشكّل الدار البيضاء مدينةً ذات أولوية. وبما أنّنا نتطلّع إلى توسيع محفظتنا المغربية من فندقين كما هي الحال الآن إلى أكثر من 12 فندقاً خلال السنوات الثلاثة إلى الخمسة المقبلة، تبقى الأولوية للدار البيضاء حيث نسعى إلى توسيع انتشارنا ليشمل أكثر من خمسة فنادق داخل المدينة. إلى جانب هذا التوسّع، نأمل أيضاً تعزيز حضورنا في مدن مثل الرباط وطنجة، بالإضافة إلى مناطق ترفيهية، حيث نرى إمكانياتٍ هائلة لخدماتنا الترفيهية. تشهد البلاد إصلاحاتٍ إيجابيةً، ومع نموّ بنيتها التحتية وعلاقاتها مع بلدان المنطقة، أصبحت إحدى أولويات التنمية بالنسبة إلينا. نتوقّع تعريف العالم إلى كلّ علامة من علاماتنا مع تغطية كافة الشرائح الفندقية، من فنادق رجال الأعمال إلى المنتجعات والشقق الفندقية.
بالنسبة إليّ، يبقى التواصل والشفافية العنصرَين الأكثر أهميةً خلال أي فترة عصيبة. وقد تعلّمنا تقديم إسهامات مستمرّة على المدى القصير، لا بل أيضاً مراعاة الحالة الراهنة واقتراح الحلول المثالية لتخطّي هذه الفترات. لطالما تمثّلت الأولوية الأولى في الحفاظ على التدفقات النقدية والوظائف.
يسعى الشركاء والمستثمرون الجدد إلى ترسيخ حضور بارز على المدى المتوسّط، وهذا ما تطرّقنا إليه بشكل دقيق في إطار سيناريو الانتعاش الخاص بنا بحلول 2023-2024 بما يتماشى مع مستويات القطاع في المرحلة التي سبقت جائحة كوفيد-19. وفي هذه الأثناء، واصلنا تنفيذ خطتنا الممتدّة على خمسة أعوام واستراتيجية النموّ التي قمنا بتطويرها للقارة.
واستجابةً لضرورة تحقيق أصحاب الفنادق المستقلّين تواجداً أوسع للعلامة واكتساب ثقة أكبر لدى العملاء خلال هذه الفترات العصيبة، أطلقت المجموعة علامةً جديدةً، راديسون إنديفيديوالز تستهدف فنادق فرديةً تتمتع بخدمات قوية، بالإضافة إلى علامات فندقية قائمة ترغب في الحفاظ على استقلاليتها أو قد تفكّر مع الوقت في الانتقال إلى إحدى العلامات الرئيسية للمجموعة. تؤكّد هذه المبادرة مرّةً أخرى قدرة مجموعتنا على تقديم حلول لا تدعم شركاءنا فحسب لا بل تعكس أيضاً تركيزنا على تحويل الضيوف إلى عملاء أوفياء من خلال عروض مصمّمة بحسب الطلب تؤمن جميع المزايا المعهودة من شبكتنا مع حد أدنى من الشروط.