• تتزايد عوامل التفاؤل بالانتعاش الاقتصادي في دولة الإمارات، مدعومًة بتحسن أداء الأعمال وتعزز الإشغال السياحي والنهاية الوشيكة للحجر الصحي للمسافرين الدوليين إلى أبو ظبي.
أبو ظبي، 15يونيو 2021:
تتضافر عوامل التفاؤل بالانتعاش الاقتصادي في دولة الإمارات فيما بعد أزمة كوفيد-19، حيث تتضمن المؤشرات الإيجابية ارتفاع الطلب بين المستهلكين والنمو الملحوظ للأعمال في جميع أنحاء الدولة. وتعكس هذه العوامل والمؤشرات تصورا مستقبليا مشرقا وتوقعات جيدة لعودة البلد لمسار نموها ما قبل الجائحة وفقًا أبردين ستاندرد إنفستمنت (ASI).
فقد أدت السياسات الحكومية الاستباقية وتدابير الدعم التي ساعدت في التخفيف من تأثير جائحة كوفيد -19 من البداية إلى تمكين الاقتصاد من أداء أفضل من المتوقع في عام 2020. وتشير التصورات إلى معدلات نمو إيجابية ومرضية بحلول نهاية عام 2021 تصل إلى 2.5٪ في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، و3.6٪ في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي[1].
وفي ها السياق؛ يقول إدريس الرفيع، رئيس أبردين ستاندرد
ويمكن رصد التطور الإيجابي اعتبارًا من بداية الربع الثاني، الذي شهد تحسن الظروف في القطاع الخاص مع نمو الأعمال التجارية الجديدة بلغ أعلى مستوى له في 20 شهرًا، وذلك طبقا لمؤشر مديري المشتريات IHS Markit في الإمارات. وفي الوقت نفسه؛ ارتفعت توقعات الأعمال للشهر الخامس على التوالي مع استمرار الآمال في التعافي التام من آثار الجائحة[2].
وستضيف مشروعات مثل مركز الابتكار (إنوفيشن هب) في مركز دبي المالي العالمي الذي افتتح مؤخرا إلى هذا الزخم. ويهدف المرفق الجديد لتخليق قيمة اقتصادية إضافية جديدة من خلال تعزيز تطوير الابتكار والمشاريع والمواهب عبر القطاعات، لا سيما في الصناعات الموجهة نحو المستقبل[3].
ومن المقرر أيضًا أن ترتفع الإنتاجية على نطاق أوسع خلال الأشهر المقبلة في أبو ظبي، بعد سماح الحكومة بنسبة تصل إلى 60٪ من الحضور في مكان العمل اعتبارًا من 30 مايو[4].
كما خلقت حملة التطعيم في الإمارات الثقة لدى المستهلكين للتعامل بشكل عادي وبلا خوف، لذا أصبحوا يلعبون دورا مهما في التعافي، ويسهمون الآن في عودة الحياة لطبيعتها في الدولة.
وأضاف الرفيع: “كما أظهرت السياحة الداخلية زخمًا قويًا، يساعد على التعافي، مع تزايد إشغال الفنادق وأماكن الإقامة”.
ويمكن ملاحظة هذا الانتعاش في إشغال الفنادق في شهري أبريل ومايو، أي خلال شهر رمضان الماضي، حيث انخفضت نسبة الإشغال بهامش بسيط عن المستويات ذاتها في عام 2019 [5]. وذكرت تقارير أنه في دبي، على سبيل المثال، أكد المديرون التنفيذيون في قطاع الفندقة أنهم يعملون بنحو 80٪ من طاقتهم.
ويتوقع زيادة التحسن مع وصول من تلقوا التطعيم في الدولة إلى 100% من جميع المجموعات المؤهلة لتلقيه بحلول نهاية هذا العام.
ويتزايد الطلب على الفنادق لاستضافة المؤتمرات والمعارض وغيرها من الأحداث مرة أخرى، وتمكنت دبي من إثبات قدرتها الفائقة على العودة إلى المسار السابق بسرعة، من خلال استضافة معرض سوق السفر العربي في أوائل مايو الماضي. حيث شاركت أكثر من 60 دولة في هذا المعرض الذي استمر أربعة أيام، وكان إيذانًا بأول حدث دولي للسفر والسياحة يعقد منذ ظهور فيروس كوفيد-19. [6]
ويبشر عقد سوق السفر العربي بالخير، حيث ستستضيف دبي معرض إكسبو في وقت لاحق من عام 2021، والذي يُعتبر نقطة تحول لانتعاش الاقتصاد المحلي بأكمله.
ومن المتوقع أيضًا أن يعزز الزوار الأجانب انتعاش السياحة قريبًا، حيث تخطط أبوظبي، اعتبارًا من يوليو القادم، لإسقاط متطلبات الحجر الصحي للمسافرين من معظم البلدان.
وتشمل المبادرات الأخرى التزام إمارة رأس الخيمة، الواقعة في أقصى شمال الإمارات، بإنفاق أكثر من 130 مليون دولار أمريكي على 20 وجهة سياحية مستدامة فيها، للاستفادة من الطلب العالمي على هذا النمط من السياحة.
وتابع إدريس: “هناك العديد من المشروعات الناشئة التي تظهر آفاقا واعدة للنمو في جميع أنحاء الإمارات. ومن خلال استراتيجية مركزة منضبطة، يمكن للعديد من القطاعات الاستفادة من الدعم الحكومي القوي المقدم للأعمال التجارية والمستهلكين “.