رؤى وأفكار بعض من أبرز المسؤولين التنفيذيين في المملكة العربية السعودية
تقديم: رافاييلا كامبانيولي
سلسلة Strategy Bites هي مقابلات تقوم بإجرائها رافاييلا كامبانيولي، المؤسسة والعضو المنتدب لشركة “ليرا ستراتيجي بارتنرز” – LIRA Strategy Partners – مع بعض من أبرز المسؤولين التنفيذيين في المملكة العربية السعودية لصالح موقع Entrepreneur.com. وفي هذه المقابلة، يقدم بندر بن مقرن آرائه بشأن ما يعنيه ممارسة الأعمال في المملكة.
بندر بن عبد الرحمن بن مقرن
رئيس الإدارة العامة للخدمات المشتركة
صندوق الاستثمارات العامة
هل يمكن أن تعطينا مقدمة عن صندوق الاستثمارات العامة ودوره ومهمته في المملكة العربية السعودية؟
صندوق الاستثمارات العامة هو أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وأحد الركائز الأساسية التي تقود التحول الاقتصادي الذي تطمح المملكة العربية السعودية إلى تحقيقه ضمن رؤية 2030.
نتطلع في صندوق الاستثمارات العامة إلى فرص الاستثمار طويلة الأجل في القطاعات الواعدة على الصعيدين المحلي والعالمي، ويسعى الصندوق إلى تنويع مصادر الثروة للمملكة وتطويرها، والإسهام في دفع مسيرة التحول الاقتصادي.
ولتحقيق ذلك فقد تم بناء استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة على أهداف رئيسية:
- تعظيم الأصول، إطلاق قطاعات جديدة، توطين أحدث التقنيات والمعرفة، بناء شراكات اقتصادية استراتيجية.
- أن يستثمر بفاعلية على المدى الطويل لتعظيم العائدات المستدامة، بما يُرسخ مكانة الصندوق ليكون الشريك الاستثماري المفضل عالمياً.
- تتولى منصب الرئيس التنفيذي لإدارة الخدمات المشتركة بأحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، فما الذي يمكن أن تقوله لنا عن دوركم في دعم تحقيق أهداف الصندوق؟
يتضمن دوري بالصندوق الإشراف على العمليات في الخدمات المشتركة، بما فيها تقنية المعلومات، والتحول الرقمي، والموارد البشرية، وعمليات الاستثمار. لقد شهدت منذ انضمامي إلى الصندوق في عام 2016 النمو الذي تحقق في مجالات العمليات والإجراءات والأنظمة والموظفين، على مدى السنوات الماضية.
وأتطلع للإسهام في تمكين نمو الصندوق على الصعيد المحلي، ودعم شركات محفظة الصندوق ومشاريعه وتمكينها من العمل بسلاسة وفاعلية على جوانب متعددة. فعلى سبيل المثال:
- ضمان تطبيق آليات “أسلوب الصندوق”، حيث نسعى لضمان تطبيق شركات محفظتنا لمعايير وتوجيهات الصندوق، وأن الشركات والمشاريع الجديدة يتم إنشاؤها وتشغيلها في الوقت المناسب. فنحن نعمل كحاضنة لشركات ومشاريع الصندوق القادمة من خلال تقديم خدمات متكاملة فيما يتعلق بإنشاء الشركة والمساعدة في تطوير قدراتها المؤسسية بشكل سريع.
- دعم النمو الداخلي الكبير، وبخاصة في رأس المال البشري، حيث ارتفع عدد موظفينا بشكل كبير خلال السنوات الأربع الماضية من حوالي 40 موظفًا في 2016، إلى أكثر من 1000 موظف في الوقت الراهن، ويتكون الفريق من أفراد من المملكة العربية السعودية ومن 33 دولة من مختلف أنحاء العالم، وفق آخر إحصاء.
- أطلقنا برنامج تطوير الخريجين (GDP)، أحد أهم البرامج في المملكة، في عام 2017م بهدف تطوير المواهب المحلية وتمكين نقل الخبرات لأصحاب المهارات من السعوديين والسعوديات، واستحداث فرص تدريب وظيفية للجيل القادم. وقمنا بتوظيف 120 خريجاً في مختلف إدارات الصندوق منذ إطلاق البرنامج.
وعلاوة على معايير الدعم القوية التي نطبقها، كذلك يعمل الصندوق على ضمان توفير الدعم الكبير لموظفيه وعائلاتهم خارج مكان العمل، من خلال المزايا التي تتماشى مع أعلى المعايير الدولية، وتوفير الدعم لكافة أفراد العائلة، بما فيهم والدي الموظف.
إنني بالفعل فخور للغاية بالتزام صندوق الاستثمارات العامة بدعم فريق العمل الذي يضم العديد من المواهب المحلية والعالمية، الأمر الذي يؤكد حرص الصندوق الفائق على تحقيق طموحاته.
شهدت كافة المنشآت في العالم تحديات غير مسبوقة هذا العام، فكيف تمكنتم في ضمان سير عملياتكم بسلاسة على الرغم من تلك التحديات؟ وماهي الحلول التي تم طرحها والتعديلات التي تم إجراؤها للتكيف في ظل هذه الظروف الاستثنائية؟
بالفعل، لقد شهدت الاقتصادات العالمية ظروفًا غير مسبوقة وتحديات لم يسبق لها أن حصلت من قبل بسبب جائحة كوفيد-19. دعواتنا القلبية لمن تأثر وتضرر بسببها من الأفراد والأسر.
أما عن أعمالنا في صندوق الاستثمارات العامة، نفتخر بتمكننا من تجاوز هذه التحديات بكل سلاسة خاصةً أثناء فترة الإغلاق، فقد حرصنا على استمرارية سير العمل، وضمان عدم الإخلال بمستوى أدائنا والتزامنا بتحقيق أهدافنا ومسؤوليتنا تجاه شركائنا، مع مراعاة تطبيق الإجراءات الاحترازية المناسبة وضمان بيئة عمل آمنة في الوقت نفسه.
عملنا مع لجنة إدارة الأزمات بالصندوق على مدار الساعة لضمان انسياب أعمال الصندوق بسلاسة أثناء الجائحة، وواصلنا العمل حسب الخطط الموضوعة على الرغم من كافة التحديات، وقمنا بتفعيل بعض خطط الطوارئ التي تقدم الدعم لكل موظفي صندوق الاستثمارات العامة لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم وبالتالي تحقيق أهداف الصندوق على نطاق أوسع، كما عززنا دعمنا لجميع شركات ومشاريع محفظتنا من أجل التأكد من أن الجائحة لن تؤثر على استراتيجياتهم وخططهم.
انضممت لصندوق الاستثمارات العامة منذ عام 2016. ما الذي يحفزك بشكل دائم لأداء مهامك؟
الأمر الأكثر شغفاً بالنسبة لي هو تنوع المسؤوليات المناطة بي والتي تتعلق بالإشراف على العمليات المختلفة مثل تطوير البنية التحتية الداخلية، والعمليات التشغيلية، إضافة إلى إدارة الشراكات التي تقدم الخدمات المشتركة المختلفة للشركات والمشاريع المستقبلية.
لقد حققنا نتائج مذهلة خلال السنوات الأربع الماضية، بما فيها أثناء الجائحة، ومن أمثلة إنجازاتنا ما يلي:
- إطلاق 30 شركة في أكثر من 10 قطاعات جديدة، تتضمن العقارات والترفيه والسياحة والزراعة والرياضة.
- الدعم المستمر في جميع مراحل تطور شركات محافظنا العديدة، لضمان تنفيذها والتزامها بأفضل الممارسات العالمية في مجال الحوكمة.
- في عام 2019، فعّلنا “أسلوب الصندوق” بهدف تعزيز القيمة في شركات محفظتنا، والبناء على الحوكمة المستقلة والإطار التشغيلي لصندوق الاستثمارات العامة.
- تم تعيين أكثر من 300 شخص لتمثيل مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة في مجالس إدارة شركات محفظتنا، وذلك على الصعيدين المحلي والدولي وفقًا للخبرات المطلوبة.
ما هو أكثر شيء يثير إعجابك في خطط صندوق الاستثمارات العامة للمستقبل؟
يهدف صندوق الاستثمارات العامة لتنفيذ مهمة استراتيجية تتجاوز كونه صندوق ثروة سيادي فحسب؛ ولذا فإننا في الصندوق نحرص دائماً على دراسة أثر استثماراتنا مستقبلاً على السوق المحلي، آخذين في الاعتبار تطوير وتمكين القطاعات محلياً، إضافة لتطوير شراكات عالمية يدخل بعضها في صناعات مستقبلية تسهم في المحصلة في نقل وتوطين المعرفة وغيرها.
ونجحنا على مدى السنوات الأربع الماضية بتنمية أصولنا لتصل إلى أكثر من 400 مليار دولار أمريكي، وسنواصل زيادة هذا الرقم مع إطلاقنا لقطاعات وشركات جديدة واعدة.
ويحرص صندوق الاستثمارات العامة على دعم وتمكين القطاع الخاص المحلي ليساهم بفعالية ويكون شريكاً في تنفيذ مشاريع وخطط الصندوق. كما يهدف الصندوق لاستحداث الكثير من فرص العمل مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي.
فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها للسياحة، فما هي الرسالة التي ترسلها إلى جميع الأشخاص الذين لم يسبق لهم زيارة بلدك؟
المملكة العربية السعودية بلد رائع، ويتميز شعبها بالكرم وحسن الضيافة. يمكنني أن أذكر قصة لطيفة حصلت مؤخراً في فترة إطلاق رالي داكار في السعودية، حيث واجهت سيارات المتسابقين بعض الأضرار وذلك ضمن تحديات الرالي التي تستوجب إصلاح السائقين لسياراتهم بأنفسهم. إلا إن ما حدث خلف الكواليس أن عددًا كبيرًا من السعوديين قاموا بالمبادرة والمساعدة لإصلاح السيارات المتضررة، وتقديم الدعم للسائقين لمساعدتهم على تجاوز الأزمة، مما يعكس أصالة الشعب السعودي وكرمه وشهامته وانفتاحه على مختلف الثقافات. لذا، أنا على ثقة أن السياحة ستجسد جزءاً كبيرًا من اقتصاد المملكة المستقبلي مما يسهم في المحصلة في تنويع الاقتصاد وتمكين هذا القطاع الواعد.
نبذة عن الكاتبة
رافاييلا كامبانيولي هي المؤسس والمدير الإداري لشركة LIRA Strategy Partners، وتتمتع بخبرة تتجاوز 20 عامًا في الاستشارات الاستراتيجية بشركات عالمية، وكانت سابقًا المدير العام في Accenture Strategy Middle East and Turkey لمدة تسع سنوات، وغادرتها بعد إجمالي 13 عامًا في مسيرة الشركة، حيث قادت خلالها برامج التحول في مناطق متعددة (أوروبا والولايات المتحدة وتركيا وسنغافورة والشرق الأوسط