بقلم نادر عبد الباسط، الرئيس التنفيذي، وكيرة للاستثمار، الشريك المحلي لفنادق ومنتجعات مورفو في دول مجلس التعاون الخليجي و الشرق الأوسط
تسبب انتشار جائحة كوفيد-19 بتأثيرات كبيرة على حياة الجميع في كافة أنحاء العالم تقريبًا. وفي الوقت الذي تواصل به المجتمعات الدولية العمل بلا كلل لمكافحة الفيروس، لا يخفى علينا أن الوباء قد أثر بصورة خاصة على صناعة الضيافة ووضعها في موقف لا تُحسد عليه.
في عام 2019، بلغت المساهمة الإجمالية لقطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة 11.5٪. ومع إغلاق الحدود والقيود الصارمة المتعلقة بالسفر وإلغاء الفعاليات الاجتماعية والتجارية ابتداءً من شهر فبراير إلى يوليو 2020، واجهت صناعة السفر والسياحة وغيرها من القطاعات والأعمال بشكل عام في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة اضطرابات وتحدّيات غير مسبوقة.
قطاع الضيافة ليس في منأى عن الأزمات المختلفة، فقد واجهت الصناعة تحديات وعقبات لا تعد ولا تحصى على مدى السنين، بما فيها فترات من الانكماش الاقتصادي، نجحت بالتغلب عليها كل مرة، وجائحة كوفيد-19 ليست استثناءً لهذه القاعدة. أثر انتشار فيروس “سارس” على القطاع بشكل كبير في عام 2003، مما تسبب بانخفاض في نسبة حجوزات الفنادق وصل إلى 50٪ وتوقف ما يقارب من 9.4 مليون سائح دولي من السفر، مع خسائر قُدِّرت بما يتراوح بين 30 إلى 50 مليار دولار. ولكن، على الرغم من ذلك الانكماش الاقتصادي، تمكنت صناعة السفر من تسجيل نمو هائل بحلول عام 2006، بمساهمة إجمالية قدرها 5,160 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال ذلك العام.
في الوقت الحالي، ومع بدء الاقتصاد في التعافي والانتعاش وتطلّع المسافرين إلى استئناف السفر والذي تؤكده مبادرتهم بإجراء حجوزات إقامتهم في الجزء الأخير من هذا العام، يحرص قادة صناعة الضيافة على تنفيذ تدابير واستراتيجيات وقائية لكسب ثقة المسافرين على أمل تعزيز الاقتصاد والبيئة السياحية. وفقًا لمسح أجرته مؤسسة كوليرز مؤخرًا حول سوق الفنادق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سيبدأ قطاع الضيافة في التعافي في الربع الرابع من عام 2020 ويستمر ذلك في عام 2021.
هذا ومن المتوقع أن يشهد قطاع الضيافة الانتعاش تدريجيًا على على ثلاثة مراحل –
المرحلة الأولى: الطلب المحلي الذي تعززه حجوزات وإقامة المسافرين المحليين
المرحلة الثانية: الطلب الإقليمي على الحجوزات والإقامة بغرض الترفيه والأعمال
المرحلة الثالثة: السفر الدولي بمجرد عودة الثقة في السفر على المدى الطويل
وأثناء هذه المراحل جميعها، تتوقع الفنادق أن تشهد شريحة عالمية جديدة من المسافرين يطلق عليها اسم “جيل التعقيم”. تُعطي هذه الشريحة من المسافرين الأولوية للصحة والنظافة والتعقيم عند البحث عن فندق في هذه الحقبة الجديدة. أشار 38٪ من المشاركين في استطلاع تم إجراؤه مؤخرًا إلى أن التغييرات المستجدة في معايير الصحة والسلامة ستشكل الاتجاه الأكثر أهمية أثناء فترة التعافي من هذه الأزمة، بينما يرى 47٪ منهم أيضًا أن هذا هو الاتجاه الأكثر تأثيرًا على المدى الطويل.
ولتلبية توقعات المستهلكين وتقديم تجربة مثالية للضيوف، بدأت الفنادق بتحديد وتنفيذ خطط استراتيجية تتعلق بالنظافة، السلامة، التكنولوجيا، والتدريب.
سيتم تقديم بروتوكولات النظافة للضيوف مع خدمات تعزز من سلامة الغذاء والمطاعم وعمليات التعقيم الصحي. هذا وتشير الدلائل إلى أن فحص الضيوف والموظفين لأعراض كوفيد-19 سيصبح المعيار الجديد، بالإضافة إلى المحافظة على استمرار التباعد الاجتماعي بين الضيوف والموظفين.
تسخّر الفنادق الحديثة ميزة الخدمات عن بعد والتقنيات غير التلامسية حيثما أمكن، بما في ذلك رقمنة ما تقدمه داخل الغرف وفي المبنى ككل، مثل قوائم الطعام والمعلومات والكتيبات وما إلى ذلك، وإعادة النظر في بعض وسائل الراحة أو تعديلها لتجنب التلامس. وللتحضير لأسوأ سيناريو، تسعى الفنادق على وضع خطة عمل لإجراءات الاستجابة عند التنبه لوجود حالة إصابة بكوفيد-19. وتتصدر فنادق ومنتجعات مورفو، العلامة الفاخرة في قطاع الضيافة، قائمة الأمثلة الرائعة على هذا التوجه. أعلنت فنادق ومنتجعات مورفو عن دخولها رسميًا إلى أسواق الشرق الأوسط وذلك بافتتاح أول خمسة فنادق لها في عام 2021.
تهدف مورفو إلى إحداث ثورة في صناعة الضيافة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة من خلال منشآت جديدة مجهزة بأرقى العمليات الرقمية المحسّنة مع الالتزام الصارم بأعلى مستويات النظافة والسلامة لتقديم تجربة استثنائية لجميع ضيوفها. وبصفتنا الشريك المحلي لفنادق ومنتجعات مورفو في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا والعراق ودول شرق البحر الأبيض المتوسط، نتطلع في وكيرة للاستثمار إلى التعاون معهم للارتقاء بتجربة الضيافة في الشرق الأوسط بمفهوم متميز وفعّال يترك صدى بارزًا لدى المسافرين سواء للعمل أوالترفيه.
ومع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الحفاظ على جميع تدابير السلامة والنظافة، فإن صناعة الضيافة في الإمارات العربية المتحدة على استعداد للاستفادة من “إقامة المسافرين المحليين” في المرحلة الأولى لتلبية متطلبات الضيوف الراغبين في تجربة متميزة دون السفر بعيدًا، ومن تقديم تجارب مفيدة في المرحلة الثانية لجميع فئات المسافرين – الأفراد والعائلات والمجموعات بحد سواء – وأكثر من ذلك. وفي المرحلة الثالثة، الاستفادة من الفعاليات والمؤتمرات المختلفة المقرر إقامتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2021 مثل إكسبو دبي، أو إقامة الحجاج والمعتمرين في مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال شهر رمضان وذو الحجة وغيرها من الأشهر، والاستمرار في الاستفادة من المبادرات السياحية الجارية والمشاريع الضخمة القادمة وكذلك السياحة الداخلية.
وفي النهاية، كلنا ثقة أن صناعة السفر والضيافة بدأت تشهد معالم الازدهار والانتعاش من جديد. لقد كانت جائحة كوفيد-19 بمثابة حافز للابتكار والتحول في هذه الصناعة، وسيشكل العام المقبل فرصة استثنائية للفنادق لإعادة ابتكار عروضها وخدماتها لتلبية متطلبات الواقع الجديد وعالم ما بعد الوباء.
شارك بتعليقك