تقوم أجندة التعلم المؤسسي في عام 2021 على الحاجة إلى إعادة البناء والاستعداد لاضطراب جديد في ظل انتشار كوفيد-19، وذلك بحسب منصة التعلم عبر الإنترنت الرائدة في العالم، “كورسيرا“. وتشير البيانات المستقاة من عملاء المؤسسات البالغ عددهم 2400، بما في ذلك 25 بالمئة من شركات “فورتشن 500” وأكثر من 340 ألف موظف، إلى عدد من التوجهات التي ستصيغ شكل التعلم المؤسسي عام 2021.
وبحسب تقرير مستقبل الوظائف الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بالشراكة مع “كورسيرا”، فإنّ 77 بالمئة من أرباب العمل في الإمارات على استعداد لتعزيز الرقمنة بسرعة في العام المقبل ولوضع خطط تسريع رقمنة تطوير مهارات الموظفين (40 بالمئة). في هذا الإطار، يتعيّن على الشركات إعادة رسم أهداف تنمية المهارات الخاصة بها والتركيز على طرح إستراتيجية التعلم على مستوى المؤسسة بكاملها بالشراكة مع كافة وحدات الأعمال، على أن تكون هذه الإستراتيجية طويلة المدى ومتطورة باستمرار.
كما يتعين على المؤسسات تزويد الموظفين بالأدوات والموارد اللازمة للقيام بعملهم وكذلك أدائه بدقة. فسيصبح تطوير المهارات على أساس الأدوار وتطبيقه الواضح على المسؤوليات اليومية أكثر أهمية من أي وقت مضى من أجل تحقيق أهداف المؤسسة. فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها شركة البيانات الدولية “آي دي سي” أنّ جعل التعلم جزءاً لا يتجزأ من دور كل موظف في المؤسسة يحقق عائد استثمار بنسبة 746 في المئة خلال ثلاث سنوات.
وتنعكس الحاجة إلى المهارات المهنية الخاصة بالوظائف، ولا سيما في مجال الأعمال والتكنولوجيا وعلوم البيانات، في برامج “كورسيرا” الأكثر رواجاً عام 2020، ومنها البرمجة للجميع من جامعة ميتشيغن والشبكات العصبية والتعلم المعمّق من deeplearning.ai. وقد تسجّل في البرنامجين أكثر من 1.4 ملايين شخص منذ بداية عام 2020.
كما تزداد أهمية تلبية الحاجة إلى أدوات خاصة بالمجالات من خلال التعلّم العملي. سواء أكان البرنامج مقدمة عن قاعدة البيانات العلائقية وSQL، أو إنشاء برنامج Python الأول، تعتمد الشركات على أدوات جاهزة للاستخدام وكثير منها لا يتم تدريسه على نطاق واسع في البرامج الجامعية التقليدية. لذلك، تلبي المشاريع الموجهة على “كورسيرا” هذه الحاجة وتستخدمها شركات مثل “نوكيا” للاستمرار في تعزيز مهارات فرق العمل لديها.
أخيراً، سيتعين على أصحاب العمل في العام المقبل اتخاذ تدابير لتطوير المهارات الشخصية ودعم رفاهية الموظفين نتيجة لتأثيرات كوفيد-19 على المجتمع والاقتصاد. وقد سجلت “كورسيرا” نمواً بنسبة 88 بالمئة في برامج التطوير الشخصي في صفوف الموظفين عام 2020 ، بما في ذلك برنامج علم الرفاهية من جامعة “يايل” وتعلّم كيفية التعلّم من جامعة كاليفورنيا سان دييغو. ويعدّ هذا التوجّه تذكيراً مهماً بأن لهذه المهارات تأثيراً مباشراً على الإنتاجية على المدى الطويل.
وقالت جيني دريمر، المدير الإقليمي لكورسيرا للأعمال في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “كان عام 2020 عاماً صعباً ولكنه أيضاً تميز بالمرونة. فقد أقامت الشركات الرائدة حول العالم شراكة مع “كورسيرا” خلال الأشهر الماضية أو جددتها أو وسّعتها من أجل الابتكار ووضع أسس للنمو بعد مرحلة كوفيد. ومع تبدّل مشهد الأعمال بوتيرة غير مسبوقة، لا بدّ للشركات تبني التعلّم من أجل المنافسة على المدى الطويل.”