أسفرت الجائحة العالمية عن تغذية تيار يبتعد كل البعد عما سبق من مبادرات تقنية راسخة، وأعادت تسليط الضوء بقوة على أهمية سرعة الشركات في التكيف مع المتغيرات والاستجابة لها. وأصبح مغزى الرسالة واضحا: السرعة هي المفتاح ليس لصمود الشركات وحسب، بل لأجل ازدهارها مستقبلا.
الرهان يبقى على التقنيات الرقمية لكن الميزة الفارقة هي السرعة
تشير دراسة حديثة إلى تخلي واحد من كل ثلاثة عملاء عن منتجات أي علامة تجارية بعد المرور بتجربة رديئة واحدة فقط أثناء الاستخدام. وتبين أن أكثر من نصف المستهلكين يولون أهمية أكبر للتفاعل الرقمي مع الشركات مقارنة بتفاعلاتهم وجها لوجه مباشرة معها. ونتيجة لذلك، أصبحت إدارات تقنية المعلومات تشهد ضغوطات متواصلة لأجل ابتكار مزايا تقنية جديدة وضمان الأداء المستقر والثابت والمتناغم. فالسرعة في التطوير تتيح للشركات أكثر من فائدة تتمثل في الآتي:
- سرعة الوصول إلى السوق تعزز التميز التنافسي. حيث تبين أن الشركات الرائدة في الابتكار قادرة على تحقيق مبيعات لمنتج جديد تفوق بأربع أضعاف ما تحققه الشركات التقليدية لدى بيع المنتج ذاته.
- سرعة التطبيقات تغني تجارب المستخدمين. حيث تبين استعداد 40% من المتعاملين لدفع مبالغ أكبر مقابل حصولهم على خدمات أسرع.
- سرعة التوصل إلى القرارات تقلل النفقات التشغيلية. ستتمكن الشركات من خفض النفقات التشغيلية بنسبة 30% بحلول 2024، بفضل المزاوجة بين التقنيات الجديدة والإجراءات المعاد تصميمها.
لكن بشكل عام هنالك ثلاثة أسباب تحول تحقيق السرعة وهي: إجهاد طواقم التطوير، وافتقار الأدوات للأتمتة، والهيكليات التقنية المعقدة للغاية. وينبغي على الشركات الخوض في تفاصيل العوامل الثلاث تلك وبحث سبل التعامل معها حتى يمكن تجنبها.
السبب الأول: إجهاد طواقم التطوير
إن الأساليب المتبعة في عملية التطوير اليوم بما تتطلبه من تكرار وطاقة كبيرة يمكن أن تؤدي بسهولة إلى إجهاد طواقم العمل وبالمحصلة استنزافهم، مما يؤثر سلبا وبشدة على الإنتاجية والأداء. ولأجل تسريع إطلاق المنتجات ومكافحة الإجهاد الذي قد يصيب طواقم التطوير، يتوجب على الشركات:
- تفعيل الخدمة الذاتية لأجل تحسين الإنتاجية: يساعد إنشاء خطوط إنتاج مؤتمتة ذاتية الخدمة لتوفير مزايا جديدة أو توفير خدمات البنية التحتية على الحدّ من التأخير، مما يسمح لفرق العمل بالموازنة بين حرية التطوير والتحكم.
- تجنب هدر وقت المطورين في اجتماعات زائدة: رغم الحاجة إلى تنظيم لقاءات يومية وإجراء تحديثات للتعامل مع المسائل الناشئة أو متابعة التقدم المحرز، إلا أنه من الضروري الالتفات إلى عدم إثقال كاهل طواقم العمل في الشركات.
السبب الثاني: افتقار الأدوات للأتمتة
لا يزال كثير من طواقم التطوير يعاني من الاستراتيجيات المعقدة بشكل متزايد في نشر الحلول، ومن انعدام الترابط بين الأدوات والافتقار إلى الأتمتة الحقيقية بهدف إقامة مسارات عمل تعاوني فعالة لصالح عملية تطوير البرمجيات.
وبغية معالجة عقبات الأتمتة، يتوجب على الشركات:
- التعامل مع البنية التحتية التقنية القائمة كأنها تعليمات برمجية لأجل أتمتة عملها بحق.
- الانتقال إلى واجهات برمجية توصيفية للمهام بهدف تحقيق النتائج والغايات بشكل أفضل.
السبب الثالث: تزايد تعقيدات التقنية
القدرة على التكيف هي المفتاح في مواجهة تحديات أو أزمات جديدة، لكن التعقيد هو التحدي الأكبر الذي يحول دون قدرة الشركات على التكيف مع المتغيرات. فوفقًا لأحدث دراسة من شركة «إف 5»، تبين قيام 90٪ من الشركات باستخدام بيئات سحابية متعددة، أي بمتوسط 2.5 لكل شركة. وتشير أكثر من نصف تلك الشركات إلى قيامها باتخاذ قرارات الاستضافة على أساس كل تطبيق على حدة ضمن بيئات مختلفة، ما يعني أنه عند وقوع اضطرابات كبيرة، فإن غالبية الشركات غير مستعدة لمواجهتها.
وفي سبيل تعزيز قدرتها على التكيف، تحتاج الشركات إلى:
- دمج الأدوات التقنية والتخلص من الأدوات الفائضة.
- اعتماد حلول قابلة للعمل في مختلف البيئات لأجل التمكن من التكيف.
وتعليقا، قال محمد أبوخاطر، نائب الرئيس الإقليمي في الشرق الأوسط وإفريقيا لدى شركة «إف 5»: “نتوقع أن يكون عام 2020 بداية عالم رقمي جديد غامض. ومهمتنا تكمن في مساعدة العملاء والمجتمع على تحقيق أهداف أعمالهم بأعلى سرعة ممكنة. حيث سبق أن حل علينا ’الواقع الجديد‘. لكن هل هناك من استعداد ’للواقع المقبل‘؟”.