توقع تقرير بحثي أعدته “Data Bridge Market Research”، أن يشهد سوق تطبيقات اللياقة الصحية نمواً بمعدل 21.30% خلال الفترة 2020-2027، ويريد رائد الأعمال جيرمان جوساكوفسكي أن يستفيد من هذه الفرصة.
لا يعتبر جوساكوفسكي حديث العهد بريادة الأعمال، فبجانب خلفيته في التمويل الكلي والاقتصاد الكلي والاستثمار، هو المؤسس الشريك لشركة “ديجيتال فالكون“، شركة تسويق الوسائط المتعددة في منطقة الشرق الأوسط التي عقدت شراكات مع جهات معروفة مثل شرطة دبي وغرفة تجارة وصناعة دبي، وتمتلك فروعاً ومكاتب في دولة الإمارات وروسيا والبحرين.
ويخوض جوساكوسفكي حالياً تجربةً في قطاع اللياقة في “Topstrectching ME” وهي سلسلة نامية من ستوديوهات ونوادي اللياقة الوظيفية وتمارين تمدد العضلات مخصصة للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع فريق من المدربين المهنيين ورياضي الجمباز الروس. وتقوم هذه العلامة التجارية بتحويل تجربتها إلى المجال الإلكتروني مع تطبيقات “iOS” و”أندرويد”، لتوفير برامج تمارين لتمدد العضلات واللياقة الوظيفية.
وقد تحمس جوساكوفسكي لإطلاق علامته التجارية في العام 2019 بعد مشاهدته لـ “Topstretching CIS“، وهي سلسلة من 21 ستوديو ونادٍ تمتد في رابطة الدول المستقلة وخصوصاً في روسيا وبيلاورسيا وأوكرانيا. وقد لاحظ الطلب على برامج لياقة بديلة، ووجد سوقاً ذات إمكانات لهذه النوع من التمارين في الشرق الأوسط. يقول جوساكوفسكي:” وبدلاً من أن ألجأ للامتياز التجاري، عقدنا شراكة مع مؤسسي العلامة التجارية في رابطة الدول المستقلة لتنمية العلامة في منطقة الشرق الأوسط.” وبعد افتتاح أول ستوديو تدريبي بمساحة 5,500 قدم مربع في دبي مارينا، افتتحت العلامة ناديها الثاني بمساحة 25,000 قدم مربع في نخلة جميرا والذي يعتبر أكبر نادٍ في دبي.
ويمتلك نادي “Topstretching” في دبي ثلاث فئات من الصفوف ( المدرسة المنقسمة “split school” وتمارين المقاومة الكلية “TRX” وتمارين الشد “Aerostretching”)، في حين يضم النادي ستوديو للتدريب الافتراضي وستوديو لليوغا الساخنة. ويفخر النادي بوجود 70 نوعاً جديداً من معدات ” TechnoGym” بالإضافة إلى توفيرها غرف بمساحات واسعة لتغيير الملابس وغرف سونا ومسارات جري في الهواء الطلق ومناطق تمارين رياضية خارجية. ويتألف نموذج العلامة التجارية على حزم للعضوية وأخرى تعتمد على الصفوف، بالإضافة إلى اشتراك إلكتروني على التطبيق الخاص بها، الذي يستعرض برامج تدريبية كاملة مسجلة مسبقاً لتمارين تتراوح مدتها بين 14-45 دقيقة.
يقول جوساكوفسكي:” نؤمن بأن المستقبل يعتمد على التدريب الإلكتروني، حيث يوفر لنا فرصاً أكثر للتوسع والنمو مع ارتفاع السعة التي تصبح لامحدودة ومع تكاليف اكتساب المستخدمين أقل. ومع وجود نسبة عالية للمحافظة على العملاء تبلغ 90% في برامج التدريب الإلكتروني، نعتقد أكثر من أي وقت مضى أن برامجنا الإلكترونية التي أطلقناها ستحقق مستويات نمو كبيرة. ونؤكد مجدداً على ان نقاط البيع الأساسية في علامتنا التجارية هي قدرتها على توفير برامج تدريب على اللياقة حصرية ومصممة للمرأة ولا يوجد لها أي نظير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونتطلع لبناء مجتمع خاص للمرأة يكن فيها قادرات على مشاركة لحظاتهن المشتركة في مجال التدريب واللياقة والصحة، ويمكنّهن من دعم بعضهن البعض.”
ومثلها مثل سائر الشركات، فإن أزمة كوفيد-19 ساهمت بتأثيرات كارثية على عمليات العلامة التجارية كما يقول جوساكوفسكي الذي يضيف: “قد يشهد نموذج أعمالنا في الأزمات العادية انخفاضاً ولكن لن يؤثر استمرار عملياتنا العادية، ولكن في هذه الأزمة تحديداً، فقد بقينا لأشهر من دون إيرادات مع استمرار تكبدنا لخسائر تشغيلية هائلة. ورغم صعوبتها في بداية الأمر، اتخذنا قراراً باستغلال الفرصة وتطوير وإطلاق التطبيق التدريبي مما يوفر للشركة مجالاً ثانياً للإيرادات.” ومع الاستثمار الكبير في التسويق الإلكتروني لجذب العملاء، يتفاءل جوساكوفسكي واثقاً بقدرة التطبيق الإلكتروني على الوصول بعضويته إلى 1,500,000 عضواً بحلول العام 2025.
ويفخر جوساكوفسكي من عدم قيامه بتسريح أيٍ من موظفيه خلال جائحة كورونا، رغم قيامه بخفض الرواتب وتحسين وتنظيم الإنفاق، مضيفاً: “فريقنا كان مثالاً للدعم خلال هذه الفترة لأنهم لمسوا الدعم الذي وفرناه لهم. وقد استخدمنا جزءاً من أموالنا الشخصية للمحافظة على استدامة أعمالنا، وحاولنا استخدام وقت انخفاض الأعمال لتنمية إيراداتنا إلكترونياً. وما ساعدنا على اتخاذ هذه القرارات الصعبة هو توحيدنا لفريق العمل لإيجاد حلول مشتركة ليست فقط لنساعدهم بل لنساعد الشركة على النجاة. إجراءنا لجلسات عصف ذهني لإيجاد تسويات عادلة ومقبولة لكل الأطراف ساهم كذلك في بناء سمعتنا كقادة لهؤلاء الأشخاص.”
ومن الجدير ذكره بأنه رغم التحديات، فإن جوساكوفسكي يعد شركته للتوسع على نطاق واسع في المنطقة. وفي ظل حالة الضبابية التي أحدثها فيروس كوفيد-19، تستعد الشركة لإطلاق أولى جولات استقطاب التمويل اللازم لتوسيع عملياتها والاستثمار في التسويق. ومنذ قرار الحكومة بالعودة إلى ممارسة الأعمال في يونيو 2020، يقول جوساكوفسكي أن شركته ضاعفت إيراداتها مقارنة بفترة ما قبل كوفيد-19 وهي مستمرة بالنمو.
ويؤكد جوساكوفسكي لرواد الأعمال الآخرين الراغبين بجمع تمويل في خضم أزمة هذه الجائحة على أهمية الشفافية قائلاً:” لا يوجد هناك شركة مثالية. هناك منخفضات ونقاط ضعف في كل مؤسسة. فالمستثمر لن يقدر فقط مصداقيتك ولكنه وبشكل أهم، يمكنه مساعدتك لتحسين نقاط القوة في بعض أجزاء عملياتك.” ويضيف بأنه من المهم أن تكون منظماَ وخصوصاً في مستنداتك المالية والرسمية وتكون شغوفاً طوال مسيرة رحلتك المهنية.
يحلم جوساكوفسكي أن يتحول لفاعل خير على نطاق واسع في مجال فرص التوظيف العادل، والمساهمة البيئية الإيجابية والصحة واللياقة. يؤمن جوساكوفسكي بمستقبل “رقمنة أي عمل تناظري” ويشير إلى أن الجائحة قد حفزت نمو الصناعة الرقمية. وبالنسبة لرؤيته لعلامته “Topstretching ME”، يريد أن يخلق منهجيات جديدة بديلة لتمارين التمدد، بالإضافة إلى أن يصبح أكبر سلسلة من نوادي التدريب الوظيفي والتمدد وتطبيقات اللياقة التطبيقية في منطقة الشرق الأوسط.