بقلم حسن عبد الرحمن
نتيجة للتطور التقني الهائل الذي يتقدم بتسارع كبير وظهور تقنيات الواقع الافتراضي، يتوقع البعض أن الهواتف الذكية ستختفي لصالح منتجات أكثر ذكاء وسهولة في الاستعمال.
ولكن نظرة متعمقة للواقع تجعل فكرة اختفاء الهوتف الذكية مجرد وهم، فالانتشار الهائل للهواتف الذكية وامكانية تطويرها جعلها أكثر عملية وبالنظر للاستثمارات الهائلة التي وضعتها الشركات المصنعة وخبرتها الطويلة في احتياجات المستهلكين فإن صمود الهاتف الذكي لفترات طويلة اصبح أمراً مرجحاً.
كما أن ظهور شاشات اللمس في الأجيال الجديدة من الهواتف جعلها منتجات سهلة الاستخدام، وهذا التطوّر جعل منها أكثر من مجرد أداة إتصال لاسلكية لإجراء المكالمات، وأصبحت رفيقاً مثاليّاً لكلّ مستخدم، ونافذته لدخول عالم الإنترنت الفسيح. ووسيلة تسلية وفائدة، وقد ظهرت تطبيقات كثيرة جعلت من الهواتف الذكية هدفاً لاستخداماتها وهذا أعطى الكثير من الثقة ببقاء الهاتف الذكي متربعاً لفترة طويلة قادمة على القائمة كمنتج أول يفضله المستهلكون.
التطوّر السريع والهائل الذي يشهده قطاع الإتصالات، يدفعنا إلى القول أن وظيفة الهاتف الذكي ستتغير
وسيتغير شكل الهاتف في المستقبل، ولن يكون مجرد قطعة بلاستيكية، كما هو الحال الآن، لأنه سيتمتع بتصميمات مرنة، وستُجَهَّز هواتف المستقبل بمواصفات خارقة لكاميرات محترفة وبطاريات لا تنفذ. وستزود بخواص أمنية تحميها من الإختراق والقرصنة.
وستصبح الهواتف الذكية بغنى عن مقبس كهربائي لشحنها، إذ سيكون من الكافي تعريض شاشتها لأشعة الشمس المباشرة، لشحن البطارية على الفور.
بالمجمل ستكون الهوتف أكثر ذكاء مع تقدم تقنيات إنترنت الأشياء ولن تقتصر وظيفة الهواتف المستقبلية فقط على تخزين البيانات والإحتفاظ بها لإستدعائها عند الحاجة، بل سيتحوّل الهاتف إلى مجِّلل رقمي للأحداث والأماكن والتجارب التي تمرّ بها.
وستكون الهواتف المستقبلية الوسيلة الوحيدة للدفع، وستحلّ مكان البطاقات الائتمانية. وهذا التطور سيجعلها أكثر تفاعلاً مع الواقع، وستتصل مع كلّ الأجهزة التي يملكها المستخدم، مثل السيارة والمنزل بكلّ محتوياته. كذلك ستتفاعل هواتف المستقبل مع أجهزة مراقبة النشاط الحيوي للجسم، وإعطاء تقارير مفصَّلة للمستخدم عن حالته الصحية.
كل ذلك سيجعل هواتف المستقبل متناغمة مع احتياجات اجسامنا، وستكون مزوَّدَة بوحدات إستشعار أو شرائح لتحديد هويتنا.
وستقوم الهواتف المحمولة مستقبلاً بتحليل البيئة المحيطة بنا وسيكون هاتفك أكثر قدرة على الفهم الذاتي، سيسبقك إلى غرفة النوم وسيقوم بالإتصال مع نظام التكييف والحرارة ويضبط درجتها بحسب تفضيلاتك الخاصة.
هواتف المستقبل أدوات عصية على المنافسة بعد الانتشار الواسع الذي ليس له مثيل لسلعة منتجة من قبل.
انتظروا ملازمة الهاتف لكم لأجيال قادمة متحوّلة ومتغيرة بحيث تواكب كل تطور جديد في التكولوجيا.