وضع الباحثون تسعة مفاهيم في مجال التفكير التصميمي يمكن تطبيقهم بشكل مباشر على تعليم ريادة الأعمال
مُساهم
مؤسس، مختبرات التفكير
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
شهد العقد الماضي ارتفاعًا في برامج التعليم والتدريب في مجال ريادة الأعمال في كل من سوق التعليم الأساسي والتعليم العالي على مستوى العالم. وبدأ النظر بالفعل إلى مجال ريادة الأعمال ليس فقط بوصفه وسيلة لخلق فرص العمل والنمو الاقتصادي، ولكن أيضًا بوصفه آلية لتطوير المهارات في القرن الحادي والعشرين، مثل الإبداع والتعاون والفعالية الذاتية والتفكير النقدي. وإلى جانب ذلك، يزداد الاهتمام بأساليب وأدوات وعمليات التصميم التي ترتكز حول الإنسان، واستخدامتها في أماكن العمل والإعدادات التعليمية.
حدد الباحثون تسعة مفاهيم من مجال التفكير التصميمي يمكن استخدامها بصورة مباشرة في تعليم ريادة الأعمال: تحديد مشاكل صريحة مبهمة، ودمج نموذج موحد لعملية التفكير التصميمي، والسماح بالتفكير المتباين والمتقارب، والبناء على التكرار، وإنشاء فرق متعددة التخصصات، وتشجيع الثقة الإبداعية، والاعتماد على الحدس الواعي، وتعزيز مناخ التعلم الجماعي. لذا، كيف يمكنك استخدام مبادئ التفكير التصميمي لتعزيز عقلية ريادة الأعمال داخل مدرستك أو مكان عملك أو مجتمعك؟ إليك أربعة طرق يُمكنك بها القيام بذلك:
- تحديد مشاكل صريحة
توصف المشاكل الصريحة بأنها قضايا معقدة يصعب تحديدها، فضلاً عن أنها متشابكة وفريدة من نوعها ولها عواقب غير معروفة. ومن الأمثلة على ذلك، القضاء على الفقر وقضايا الاستدامة والرعاية الصحية والتعليم؛ وفي سياق الشركات، قد يشمل ذلك موضوعات مثل أبحاث العملاء، والتخطيط الاستراتيجي طويل المدى، وإنشاء نماذج الأعمال. وفي عملية التفكير التصميمي، غالبًا ما تُصاغ المشاكل الصريحة باعتبارها أسئلة بصيغة “كيف يمكننا” لدعم طرح الأفكار المبتكرة في بداية جلسة التفكير. خذ وقتك لتحديد المشاكل الصريحة نصف السنوية أو الموسمية داخل مؤسستك لتشجيع المساهمين في التخصصات المختلفة على المشاركة والمساهمة في التخطيط المستقبلي.
الموضوعات ذات الصلة: دعم التفكير النقدي (الابتكاري) في مناطق العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
2.المساهمة في إنشاء نموذج
يمكن أن يساعد نموذج عملية التفكير التصميمي في تتبع التقدم وقياس النتائج وتقييم الملاحظات فيما يتعلق بأنشطة ريادة الأعمال. على الرغم من وجود موارد متعددة للاختيار من بينها، إلا أن النموذج الأساسي مكون من خمس خطوات، وهي التعاطف والتعريف والتصور ووضع النموذج الأولي والاختبار المدعوم وفقًا لما طرحته مدرسة “Stanford d.school”، والتي تعد مكان رائع للبدء. يمكن أن يساعد أيضًا وجود نموذج للعملية في وضع إطار وجدول زمني أكبر لمشاريع ريادة الأعمال داخل مؤسستك أو مجتمعك.
3.السماح بنمطي التفكير المتباين والمتقارب
يعتمد التفكير التصميمي على سُبل تدوين الأفكار المتقاربة إلى جانب بعضها البعض في شكلين هندسيين متقاربين (مُعيّن)، والتي تسمح باستخدام كلتا طريقتي التفكير المتباين والمتقارب. ويرتبط التفكير المتباين عادةً بالخيال والإبداع والفضول واستكشاف الإمكانيات المتعددة، بينما يركز التفكير المتقارب على الجمع بين الأفكار لتشكيل حلول فردية ملموسة. والعامل الرئيسي هو وجود مراحل منفصلة لأنماط التفكير هذه، وذلك لتجنب طرح المدخلات الهامة للغاية في المراحل الاستكشافية التي يمكن أن تمنع العملية الإبداعية، أو على العكس، طرح العديد من الخيارات التي ليس لها إجابات دون وجود حل عملي. تعد بعض الأدوات مثل تخطيط التعاطف ورسم خرائط لرحلة العملاء من الطرق الرائعة للتفكير المتباين، في حين أن اختيار الأفكار وتخطيط الإجراءات وأدوات إعداد النماذج الأولية مناسبة تمامًا لمراحل الأفكار المتقاربة.
4.بناء بيئة تعلم جماعية
تعد التجارب والتعاون والتعلم النشط من المبادئ المهمة في إطار التصميم الذي يرتكز حول الإنسان. وتعد المساحات المادية والنفسية التي تشجع التفاعلات القائمة على فرق العمل وتكوينها هي المفتاح لدعم هذه العقليات في الحياة. في الممارسة العملية، يمكن أن يبدو هذا كأي وسيلة بدءًا من سُبل التعاون عبر الإنترنت وصولاً إلى المساحة الإبداعية الموحدة باستخدام أدوات التصميم والتكنولوجيا. يجب أن تكون الأنشطة المخططة داخل هذه البيئات مرنة بشكل مثالي وتكراري وموجه بحسب المشروع، مع التركيز على النماذج الأولية واختبار حلول متعددة.
الموضوعات ذات الصلة: التفكير التصميمي ليس عملية، بل طريقة تفكير