يعتبر قرار استبدال السيارة بسيارة مستعملة أكثر حداثة أو التوجه نحو شراء سيارة جديدة خطوةً جريئةً، تحمل الكثير من الترقّب. ورغم تفضيل العديد من المشترين للسيارات الجديدة، إلا أن البيانات الأخيرة التي كشف عنها كريج ستيفنز، المدير التنفيذي لموقع ’دوبيكارز‘ Dubicars.com، تُظهر تنامي سوق السيارات المستعملة ضمن الإمارات العربية المتحدة مع وجود العديد من العروض المميزة وبأسعار مغرية تناسب الجميع.
وعمل الموقع خلال السنة الماضية على تحليل بيانات معاملات سوق السيارات المستعملة في الإمارات وإجراء أبحاث دقيقة أظهرت ارتفاع القيمة المتبقية للسيارات المستعملة مقارنةً بالسنوات السابقة، حيث ازدادت قيمة السيارات المستعملة هذا العام بنسبة 4-10% مقارنة مع عام 2018.
ويأمل ستيفنز أن تتيح هذه المعلومات للمشترين في الإمارات إمكانية اتخاذ قرارات مدروسة، فضلاً عن رفع معنويات تجار السيارات الذين واجهوا العديد من العقبات المرتبطة ببيع سيارات جديدة في الدولة خلال السنوات الأخيرة.
وبالتعاون مع ’ألجو دريفن‘، الشركة المتخصصة بتزويد قطاع السيارات بالحلول التقنية وتقديم بيانات دقيقة مسجلة في الوقت الفعلي، قام موقع ’دوبيكارز‘ بتحليل بيانات 3 ملايين عملية بحث تتم عبر الموقع شهرياً، بالإضافة إلى دراسة آلاف المعاملات. وأظهرت نتائج التحليل وجود بعض المتغيرات المهمة في سوق السيارات المستعملة في الإمارات.
تشير بيانات هيئة الطرق والمواصلات إلى أن العمر الوسطي للمركبات الخفيفة النشطة المُسجلة على طرقات دبي هو 8 سنوات. وتعليقاً على ذلك، قال ستيفنز: “تشهد الدولة تراجعاً في عدد السيارات الحديثة، ما يعني أن السكان أصبحوا يحتفظون بسياراتهم لفترة أطول من المعتاد ويفضلون صيانة وإصلاح سياراتهم على استبدالها بطراز أحدث. ليساهم ذلك، بالترافق مع انخفاض المعروض من السيارات الجديدة، في تدنّي مبيعات السيارات الجديدة بنسبة 50% على مدى العامين إلى الثلاثة أعوام الماضية مع زيادة الطلب على السيارات المستعملة، ما أدى في المحصّلة إلى زيادة أسعار السيارات المستعملة وتنامي الطلب عليها”.
ورغم زيادة تكلفتها، تباع السيارات المستعملة بشكل أسرع. فوفقاً لبيانات ’دوبيكارز‘ حول السيارات المباعة، انخفضت المدة التي يستغرقها التجار لبيع السيارات بمعدل 7.5 أيام مقارنةً مع عام 2018، في حين يستغرق مبيع السيارات ذات الملكية الخاصة 17.8 يوم لتسجّل تحسناً بمعدّل 6.4 يوم. كما لاحظت الشركة ازدياد نشاط أعمالها، حيث نما معدل البحث على موقعها الإلكتروني بنسبة 70% في حين سجلت ارتفاعاً في عدد العملاء المحتملين بنسبة 80%.
ويقدر ستيفنز أن قيمة السيارة الجديدة ستشهد انخفاضاً بنسبة تتراوح بين 15 و30% خلال العام الأول. ومن جهة أخرى، كشفت أبحاث ’دوبيكارز‘ تباطؤ معدل تراجع قيمة السيارات المستعملة، وهو ما لم تشهده سوق السيارات في الإمارات من قبل.
كما أظهرت البيانات أن الأشخاص لا يتخذون قرارات الشراء بناءً على سعر السيارة الإجمالي، بل يتركز اهتمامهم على ما يمكنهم دفعه كل شهر ويحاولون العثور على الصفقة الأفضل التي تناسب ميزانيتهم.
يمكن لهذه المعلومة الجديدة أن تؤثر بشكل كبير على قطاع السيارات في الإمارات، إذا ما تم استغلالها بالشكل الصحيح. وأوضح ستيفنز، “أعتقد أن التغييرات التي نراها تشكّل نقطة تحول إيجابي بالنسبة للقطاع. فقد شهد السوق انخفاضاً في الأسعار لفترة طويلة، لكن سوق السيارات الجديدة مستقر حالياً، وتجار السيارات لديهم الفرصة للبدء في تعزيز ومراقبة أسعار السيارات المستعملة. ما سيمنحهم القدرة على التحكم بأسعار السيارات الجديدة بشكل أفضل.
ويصبّ هذا كلّه في مصلحة المستهلكين، إذ سيخسرون أموالاً أقل عند بيع سياراتهم. كما يمكنهم تحقيق أفضل سعر لسياراتهم في حال استخدامهم للقنوات المناسبة التي ستؤمن بيع سيارتهم خلال 11 إلى 17 يوم وتوفّر عليهم عمولة الطرف الوسيط، عوضاً عن بيعها إلى شركة ستبيعها بدورها إلى شخص آخر. توفّر هذه العملية الفرصة لشراء سيارة أفضل، ما يعود بالفائدة على المستهلك والتاجر والقطاع، لكن تحقيق ذلك يستلزم إجراء بعض التغييرات في القطاع”.
وفي الختام، أعرب ستيفنز عن تفاؤله حول سوق السيارات المستعملة خلال العام أو العامين المقبلين، كما توقّع محافظة السيارات المستعملة على قيمتها في المستقبل. وبالاستناد إلى المعلومات التي جمعها، سيواصل موقع ’دوبيكارز‘ تحليل البيانات ومشاركة المعلومات المستقاة منها مع المعنيين في القطاع لمساعدة المشترين والبائعين على اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحتهم. وأضاف ستيفنز: “لا تزال الشركة ملتزمة بحل القضايا الحقيقية التي يواجهها سوق السيارات، وتحرص على تنمية سوق السيارات المستعملة عبر زيادة مستويات الشفافية والثقة وسهولة التعامل”.
هذا وأطلق ’دوبيكارز‘ مؤخراً أداة تقييم، TrueValue، بهدف تسهيل عملية وصول المشترين والبائعين للبيانات، حيث ستسمح الأداة، التي تم تصميمها بشكل مستقل من قِبل ’ألجو دريفن‘، للمستخدمين بالوصول إلى بيانات غير متحيزة في الوقت الفعلي حول أسعار السيارات المستعملة، بالاستناد إلى الأسعار المتداولة، ما يقدّم لهم معلومات أفضل من أي وقت مضى.