انعقدت أعمال قمة تكنولوجيا العقار الخليجية 2019 صباح يوم 17 سبتمبر، وذلك بحضور خبراء ومهتمين بالشأن من مختلف أنحاء العالم الذين شاركوا في الجلسات النقاشية التي تضمنتها القمة، والتي سلطت الضوء على أبرز الآثار والمتغيرات التي سيخلقها نمو التكنولوجيا العقارية في البحرين والمنطقة والعالم. وقد نظم القمة مجلس التنمية الاقتصادية بالتعاون مع شركة “هيكسجين” وبرعاية من شركة ديار المحرق وبالشراكة مع “جي إل إل” و”آر آي سي إس”، و”أرابنت”.
واستهلت القمة أعمالها بكلمة افتتاحية قدمها السيد أحمد العمادي الرئيس التنفيذي لشركة ديار محرق وذلك لتدشين انطلاقة الجلسات النقاشية المتخصصة للقمة، كما قدم السيد علي مرتضى مدير إدارة التطوير العقاري والسياحة بمجلس التنمية الاقتصادية ورقة تطرق من خلالها إلى الإمكانيات التنافسية والفرص التي تحتضنها بيئة الأعمال في البحرين والتي تجعلها مهيأة لازدهار قطاع التكنولوجيا العقارية.
كما وشملت القمة تسليط الضوء على عدد من الأفكار والرؤى المتعلقة بالتكنولوجيا العقارية خلال الجلسات النقاشية إلى جانب عروض قدمتها الشركات الناشئة في مجال الابتكار لتعريف الحضور بتجربتها.
ويعد القطاع العقاري واحد من خمس قطاعات استثمارية يهتم مجلس التنمية الاقتصادية بتنميتها ضمن مهامه لاستقطاب وتشجيع الاستثمارات من أجل المساهمة في خلق الوظائف بالمملكة.
وأطلقت شركة “هيكسيجن” خلال جلسات القمة تقريراً بحثياً حول واقع تكنولوجيا العقار في المنطقة والذي اشتمل على نتائج مسح أجرته الشركة بهدف تحديد التقنيات الرئيسية التي ستساهم في إحداث التغيير في القطاع العقاري خلال السنوات الخمس المقبلة. وعلى الرغم من تزايد الطلب في القطاع على حلول تكنولوجيا العقار حالياً في مجال المبيعات، والتأجير، والتخطيط، والتصميم، وإدارة الممتلكات هي الأكثر طلبًا إلا أن التطورات التكنولوجية في مواد البناء الجديدة والبيانات الكبرى وإنترنت الأشياء و “الدرونز” وتقنيات الاستشعار تظل صاحب التأثير الأكبر في القطاع وفقاً للتقرير.
كما وأشار التقرير إلى توقعات أغلب المختصين في الشأن العقاري الذين جرى استطلاع آرائهم إلى أن القطاع العقاري سيشهد تغييراُ بفعل تكنولوجيا العقار في غضون 4-7 سنوات، كما وجد التقرير بأن 80٪ تقريبًا من المشتغلين بالقطاع العقاري الذين جرى استطلاع آرائهم يعتقدون أن تكنولوجيا العقار فيه فرصًا لم يتم استغلالها بالكامل، كما أنه وفي الوقت ذاته فقد أبدى حوالي 50% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم على استعداد لاحتضان هذه التكنولوجيا من خلال وجود خطة موثقة وميزانية مخصصة. وأوضحت نتائج التقرير إلى أن من بين أكثر الفئات استعداداً لتبني حلول التكنولوجيا العقارية يأتي مدراء الأصول، يليهم المستشارون ومديرو الإنشاءات.
واطلع رواد الأعمال في إحدى جلسات النقاشية التي تضمنتها القمة على الفرص التي تتيحها مملكة البحرين لقطاع تكنولوجيا العقار من حيث بيئة الأعمال المنفتحة على مستوى المنطقة إلى جانب البيئة الداعمة للشركات الناشئة، مع وجود القوى العاملة البحرينية الكفؤة بالإضافة إلى البنية التحتية الرقمية المتطورة ما مكن المملكة من استقطاب أبرز الكفاءات من الشركات الناشئة لمزاولة أعمالها انطلاقاً من البحرين.
وفي تصريح له بهذه المناسبة قال السيد علي مرتضى مدير ادارة التطوير العقاري والسياحة بمجلس التنمية الاقتصادية الذي يسعى لجعل البحرين مركزاً رائداً لتكنولوجيا العقار على مستوى المنطقة: تشكل البحرين بيئة خصبة وجاذبة للشركات المرتكزة على التكنولوجيا ومن بينها التكنولوجيا العقارية. إذ يمكن لأبرز اللاعبين في هذا المجال الصاعد أن يستفيدوا من الإمكانيات والفرص التي تتيحها المملكة لهم لتنمية أعمالهم ومنها البيئة الداعمة للشركات الناشئة.”
هذا وتحظى البيئة الداعمة في مملكة البحرين بميزة استثنائية بالمقارنة مع الدول الأخرى في المنطقة وذلك وفقًا للنتائج التي توصل إليها البحث الذي أجرته شركة “هيكسيجن”، إذ بات من المتوقع أن نشهد نمواً ملحوظاً في الاستثمار والإيرادات المتدفقة في قطاع تكنولوجيا المعلومات في السنوات المقبلة، ونأمل أن تساهم قمة تكنولوجيا العقار الخليجية في تعزيز وتشجيع هذا النمو المرتقب بشكل أكبر.
وبحسب شركة “هيكسيجن” تعتبر البحرين بمثابة بؤرة للابتكار ووجهة رائدة لاستقطاب حلول التكنولوجيا العقاري على مستوى المنطقة، وذلك بتضافر الجهود التي تبذلها الحكومة والمحافل التربوية والأكاديمية واللاعبين الدوليين في سبيل تحقيق هذا الهدف، حيث برزت مساهمة الأكاديميين في هذا المجال السعي نحو إنشاء جامعات ذكية في محاولة لتطوير المنظومة التعليمية وجعلها أكثر تقدمًا وتحويلها إلى مصدر إلهام للابتكار. كما ويتم تقديم العديد من الدورات والبرامج المتخصصة في ريادة الأعمال وتقنية “سلاسل الكتل الرقمية” blockchain. بالإضافة إلى ذلك الجهود والمبادرات التي تقدمها “تمكين” لدعم لمشاريع ريادة الأعمال في البحرين.