يقدم قادة مؤسسات القطاع الحكومي اليوم نموذجاً يُحتذى به في القيادة، فهم يضطلعون بدور محوري في دفع عجلة النمو الاقتصادي كما يتطلعون دوماً إلى تبنّي طرق وحلول جديدة عند مواجهة التحديات، الأمر الذي يعزز مفهوم القيادة الذكية داخل القطاع العام. وينعكس ذلك إيجابياً على الأداء الوظيفي ومستوى رضا الموظفين، كما يعزز الجهود المبذولة في تحسين أداء الحكومة ومؤسسات القطاع العام. وبحسب تقرير “توقعات القيادة العالمي” 2018، فإن هناك 14% فقط من الشركات التي تلتزم بمعايير قيادة قوية، وهي تُعد النسبة الأقل على مدار توقعات القرن الحادي والعشرين.
وانسجاماً مع ثقافة القيادة العالمية المتغيرة حالياً ورؤية المؤسسات التي تتخذ خطوات جادة استعداداً للتأقلم مع متطلبات مستقبل العمل، تنطلق الدورة السابعة من القمة الحكومية للموارد البشرية، بدعم صندوق تنمية الموارد البشرية بالمملكة العربية السعودية، تحت شعار ” لأن بناء الأمة يأتي عن طريق تنمية رأس المال البشري”، بمشاركة جون ماتون، الذي يُعد مؤلفاً ناجحاً صاحب الإصدارات الأكثر مبيعاً والمُدرِب التنفيذي لـ ستيف جوبز مؤسس شركة “أبل“؛ بجانب نخبة من قادة الموارد البشرية الإقليمية والدولية وصنّاع القرار خلال الفترة 15-17 أكتوبر 2019، وذلك في فندق ريكسوس جزيرة السعديات في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وقد شكلت المساهمات التي قدمها جون باعتباره مدرباً تنفيذياً للمبدع العبقري ستيف جوبز جزءاً هاماً من مسيرة نجاح الأخير، حيث استطاع أن يدمج بين مفهومي القيادة الملهمة والثقافة المبتكرة وترسيخهما في شركته، مستلهماً من مدرّبه جون، ليصل بشركته لاحقاً إلى أعلى المراتب ويحفر اسمه بحروف من الذهب في عالم الأعمال.
وسيشارك جون مجموعة من النصائح والدروس المستفادة في القيادة الذكية خلال كلمته الرئيسية التي سيلقيها في مستهل فعاليات “القمّة الحكومية للموارد البشرية”. كما سيدير جون دورة تدريبية ثاقبة حول موضوع القيادة الذكية، حيث سيقدم نظرة عامة حول منهجية القادة أصحاب الفكر المبتكر في رصد الكوادر الموهوبة الجديدة ضمن قطاعاتهم المعنية، كما سيسلّط الضوء على أبرز الاتجاهات في القيادة التحولية. وخلال كلمته الرئيسية، سيركز جون على أهمية اكتساب المهارات الأساسية التي تعزز بدورها الطابع القيادي وترتقي بتجربة الموظفين، في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى نجاح الشركات، التي يعمل موظفوها ضمن بيئة تفاعلية، في تحقيق نتائج أفضل في الأسواق الاقتصادية.
وسيتحدث جون، خلال جلسته، عن المبادئ الأساسية التي تصنع شخصية القائد العالمي المستقبلي عبر طرح رؤى فعّالة حول كيفية التغلب على الأفكار والعادات التي تؤثّر سلباً على الثقة بالنفس. وستعتمد هذه الجلسة على نموذج “النضج القيادي” الذي سيمكّن القادة من التحلّي برؤية تنبؤية لإطلاق العنان لإمكاناتهم بهدف تحقيق أفضل أداء تشغيلي مستدام وبالتالي المساهمة في إرساء أسس ثقافة ناجعة داخل مؤسساتهم.
واتساقاً مع الرؤية الاقتصادية الإقليمية التي تستدعي ضرورة إحداث نقلة نوعية والتحوّل إلى اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار، ستوفر “القمّة الحكومية للموارد البشرية” في دورتها السابعة منصّة إقليمية يتمثّل هدفها في تمكين الحضور من مناقشة الاتجاهات المتنامية في قطاع الموارد البشرية ومشاركة وتبادل الآراء والأفكار حول التحديات العميقة التي تعرقل مسيرة القطاع من خلال إيجاد حلول مبتكرة وتدشين مبادرات فعّالة مبنية على دراسات بحثية تلامس الواقع.
وتضم عضوية مجلس القمّة الاستشاري وقائمة المتحدثين شخصيات قيادية مرموقة، بمن فيهم ميلاني ويفر بارنيت، مدير التعليم التنفيذي في كلية ستيفن إم روس لإدارة الأعمال بجامعة ميشيغان في الولايات المتحدة؛ والشيخة الدكتورة علياء بنت حميد القاسمي، خبيرة تنمية اجتماعية في هيئة تنمية المجتمع بدبي في دولة الإمارات؛ والمهندس فيصل أحمد باخشوين، وكيل وزارة الخدمة المدنية للتحول الرقمي في المملكة العربية السعودية؛ وسامر الريان، نائب مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) لقطاع المرصد الوطني للعمل في المملكة العربية السعودية؛ ومحمود الحاي الهاملي، نائب رئيس أول الأعمال المساندة في شركة “صناعات” بدولة الإمارات؛ وضحى فهد بن زرعة، مدير إدارة تمكين المرأة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية؛ وسلمى الحجّاج؛ مدير عام الموارد البشرية في “بنك الخليج” بالكويت؛ وغيرهم من الشخصيات القيادية الأخرى.
ويهدف حفل “جوائز القمة الحكومية للموارد البشرية لدول مجلس التعاون الخليجي” 2019، الذي يُقام بالتزامن مع فعاليات القمّة إلى تكريم المساهمات البارزة وإنجازات الحكومات ومنظمات الأعمال والأفراد ممن قدموا نموذجاً يُحتذى به في القيادة على مستوى المؤسسة وفريق العمل، من حيث إدارة الموارد البشرية والتنوع والتخطيط الاستراتيجي.