من المقرّر أن تشكّل القمة العالمية لطاقة المستقبل، ملتقىً عالمياً لا نظيرَ له يجمع كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال عند عودتها المرتقبة إلى العاصمة أبوظبي في يناير 2020، ما يعزز مكانتها بوصفها الحدث والسوق العالمية الرائدة للطاقة والتقنيات النظيفة والاستدامة في المستقبل.
وتحظى القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تستضيفها مصدر ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، بسجلّ حافل بالنجاح في الجمع بين أصحاب المصلحة المعنيين بإحداث التغيّر الحقيقي بجميع أطيافهم، بما يشمل الجهات الحكومية، والشركات الكبرى في القطاع الخاص، والشركات الصغيرة والمتوسطة، ومقدمي الحلول التقنية، والمؤسسات المالية.
وشهدت الدورة السابقة من القمّة، التي أقيمت في وقت سابق من العام الجاري 2019، حضور 13 رئيس دولة ونحو 120 وزيراً و3,000 مسؤول تنفيذي. وبينما ينصبّ تركيز البرنامج الموسّع للقمة على الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية، فهو يشمل أيضاً المياه وإدارة النفايات والمدن الذكية.
وجرى الإعلان خلال القمة السابقة عمّا قيمته نحو 10.5 مليارات دولار من الأعمال التجارية الجديدة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم في دورة العام 2020، مع استمرار نمو سوق الطاقة المتجددة إقليمياً وعالمياً.
وتشتمل القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تُعقد سنوياً وتقام دورتها المقبلة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بين 13 و16 يناير، على برامج للمعارض والمنتديات تتوزع في خمس ركائز رئيسة هي الطاقة والطاقة الشمسية والمياه والنفايات والمدن الذكية.
وتشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) إلى أن الطاقة المتجددة تمثل الآن 63 بالمئة من إجمالي الطاقة الجديدة التي تُضاف إلى الإمدادات العالمية من الكهرباء. ونمت سِعات الطاقة المتجددة التي يجري تركيبها في جميع أنحاء العالم بنسبة 7.9 بالمئة في العام 2018، لتزداد الإمدادات الإضافية بحوالي 171 غيغاواط ويصل مجموعها إلى 2,351 غيغاواط.
ونمت إمدادات الكهرباء من الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط بنسبة 7.1 بالمئة، أي ما يعادل 1.3 غيغاواط إضافية، في ضوء ما تنطوي عليه المنطقة من قدرات كامنة في مجال الطاقة الشمسية، لتصل إلى ما مجموعه نحو 20 غيغاواط من السعات التي جرى تركيبها، في حين تخطط دول مجلس التعاون الخليجي لتوليد سعات إضافية قدرها سبعة غيغاواط من المصادر المتجددة في وقت مبكر من العقد المقبل. وتضاعفت سعات الطاقة المتجددة التي جرى تركيبها في دول مجلس التعاون الخليجي أربع مرات فقط في الفترة من 2014 إلى 2017، وتضع المنطقة الطاقة المتجددة، والاستدامة عموماً، في قلب استراتيجياتها الاقتصادية.
ولم ينتشر مصدر من مصادر الطاقة في منظومة الطاقة العالمية، طوال تاريخها، بالسرعة التي تنتشر فيها مصادر الطاقة المتجددة، وفقً لتوكتن، الذي وصف الطاقة المتجددة بـ “عامل التغيير الحاسم” في الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أنها أصبحت الآن أكبر مصدر لنمو الطاقة، حيث تمثل حوالي ثلثي الزيادة الحاصلة في توليد الطاقة على مستوى العالم، نظراً للإقبال السريع عليها بدافع من الانخفاض المستمر في التكاليف، وقال: “تكمن معظم إمكانيات النمو المستقبلية في الأسواق النامية، إذ تستحوذ الصين والهند ودول آسيوية أخرى على ما يقرب من نصف النمو الحاصل في توليد الطاقة المتجددة في العالم”.
وكانت الدورة الماضية من القمة العالمية لطاقة المستقبل استقطبت أكثر من 800 عارض في المعرض المصاحب لها، الذي زاره حوالي 33,500 شخص خلال أربعة أيام الحدث. وكان أكثر من 80 بالمئة من الزوار يتمتعون بسلطات شرائية في شركاتهم ومؤسساتهم. وتستضيف القمة، بوصفها منبراً لتسهيل التبادل المعرفي، منتديات متخصصة تنعقد خلالها جلسات ينظمها ويقدمها خبراء ومختصون تتيح فرصاً مهمة للتواصل على المستويات الاستراتيجية والتجارية والتقنية.
وينصبّ تركيز الحدث على الطاقة النظيفة، ويشمل ذلك برنامج خاص بالطاقة الشمسية نجح في جذب بعضٍ من أكبر المنتجين والمشترين لتقنيات الطاقة المتجددة في العالم. وتضمّ المحاور الأخرى التي تنبني عليها القمة، استدامة المياه، حيث تُطرح حلول للتحديات الكبيرة المتمثلة بندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومحور “إيكو ويست”، الذي يُنظّم بالشراكة مع “تدوير” ويغطي مجالات الإدارة المستدامة للنفايات وإعادة التدوير، ومحور المدن الذكية، الذي سوف يبحث في الطرق التي يمكن عبرها لأحدث الابتكارات الرقمية وتقنيات إنترنت الأشياء أن تساعد في تحسين جودة المعيشة وترتقي بسعادة السكان في المناطق الحضرية.
وتعود فعالية “ملتقى ابتكارات المناخ” التي عُرفت اختصاراً بالاسم “كليكس” إلى حدث هذا العام، وذلك في دورتها الثالثة التي ترمي إلى مواصلة دعم الابتكار في مجال التقنيات الخضراء والشركات الناشئة في هذا المجال الحيوي. وتستضيف وزارة التغير المناخي والبيئة “ملتقى ابتكارات المناخ – كليكس” الذي قدمته القمة العالمية لطاقة المستقبل للمرة الأولى في 2018.
ويربط الملتقى رواد الأعمال والمستثمرين في إطار المساعي والجهود الرامية لوضع حلول فعالة لقضايا التغيّر المناخي الملحّة في العالم. وتشمل محاور ملتقى “كليكس 2020” الاستدامة في الفضاء، حيث تُعرض تقنيات يمكن توظيفها في الفضاء للمساعدة على تحقيق الاستدامة على الأرض، إضافة إلى مستقبل الغذاء والزراعة، ومستقبل الطاقة، ومستقبل التنقل.
ويتيح “كليكس” سوقاً تجمع الشركات الناشئة مع أهمّ أصحاب المصلحة والمستثمرين، وذلك انسجاماً مع التزام رؤية الإمارات 2021 بدعم الشركات الناشئة لتحقيق التقدم التقني المنشود. وينصبّ التركيز على الابتكارات التي تتراوح من مرحلة النماذج الأولية إلى المرحلة الأولى للتسويق التجاري، مع تمكين رواد الأعمال من مقابلة مقدمي الدعم المالي الذين يمكنهم الارتقاء بأفكار الإبداعية إلى المستوى التالي. وتشمل جهات حاضنات الابتكار ومسرّعاته، والمستثمرين بأموالهم الخاصة، وجهات إدارة رؤوس الأموال، علاوة على المؤسسات التقليدية مثل البنوك.