من المتوقع أن يساهم قطاع السياحة والسفر في المملكة العربية السعودية بنحو 70 مليار دولار أمريكي (ما يعادل 263.1 مليار ريالسعودي) في إجمالي الناتج المحلي للبلاد عام 2019، وفقاً لبيانات المجلس العالمي للسفر والسياحة. يتزامن ذلك مع استعدادات العارضين من المملكة للمشاركة الفعالة في معرض سوق السفر العربيالذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 28 أبريل إلى 1 مايو 2019.
وحسب الأرقام الصادرة عن كوليرز إنترناشونالشريك الأبحاث الرسمي لسوق السفر العربي، فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد الزوار القادمين إلى المملكة من الخارج من 17.7 مليون عام 2018 إلى نحو 23.3 مليون عام 2023 بزيادة قدرها 5.6%.
وفي هذا السياق، من المنتظر أن تبقى السياحة الدينية حجر الأساس في القطاع على مدار العقد المقبل، حيث تستهدف السعودية جذب 30 مليون حاج ومعتمر بحلول عام 2030، مقارنةً مع 19 مليون حاج ومعتمر أتوا إلى المملكة عام 2017 أي بزيادة قدرها 11 مليون شخص.
ومن المتوقع أن تساهم مجموعة من العوامل الرئيسية في دفع عجلة نمو السياحة الدولية في السعودية لعل أبرزها التسهيلات الجديدة لمنح التأشيرات من خلال المنصات الإلكترونية على غرار منصة “شارك” وارتفاع أعداد المعتمرين الذين يأتون لأداء العمر وزيارة الأماكن المقدسة والمعالم السياحية في ذات الوقت”.
وكانت الحكومة السعودية وضمن رؤية المملكة 2030 قد خصصت مبلغ 64 مليار دولار أمريكي للاستثمار في قطاع الثقافة والترفيه على مدار العقد المقبل، مما يعزز من مكانة البلاد كوجهة سياحية جاذبة حسب التقرير الصادر عن شركة الاستشارات العقارية العالمية “سافيلز”.
من المتوقع أن تكتمل المرحلة الأولى من “مشروع البحر الأحمر” الذي سيساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنحو 5.86 مليار دولار أمريكي (22 مليار ريالسعودي) ويضم مطار حديث ومراسي لليخوت وعدد من الفنادق الفاخرة بطاقة استيعابية تصل إلى 3,000 غرفة فندقية، بالإضافة إلى عدد من المرافق الترفيهية بحلول عام 2022.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية العام الماضي عن تطوير مشروع “أمالا” الضخم على ساحل البحر الأحمر والذي يركز على السياحة الفاخرة وسيساهم في إضافة 2,500 غرفة فندقية عند الانتهاء من أعماله بحلول عام 2028، وهو ما يساعد على جذب المزيد من السياح من داخل المملكة وخارجها على حدٍّ سواء.
وستشهد المملكة العربية السعودية توسعاً كبيراً في مخزون الفنادق والمنتجعات لديها خلال عام 2019، حيث من المتوقع أن يدخل السوق أكثر من 9,000 غرفة فندقية، مع توقعات بدخول عدد من السلاسل الفندقية العالمية إلى السوق عبر مجموعة من الفنادق من فئة ثلاث وأربع وخمس نجوم، على الرغم من أن المدن الرئيسية الكبرى مثل الرياض وجدة شهدت انخفاضاً عاماً في معدل النمو السنوي خلال عام 2018.
وسيؤدي هذا الفائض من المعروض إلى خلق ضغوط وتنافس كبير بين أداء الفنادق في جميع أنحاء المملكة، كما سيعزز النمو المتوقع في أعداد الزوار من الأسواق المحلية والدولية من مستويات الإشغال على مدار عام 2019.
ويتطلع العارضون السعوديون في سوق السفر العربي 2019 إلى تسليط الضوء على التطورات الكبيرة الي تشهدها المملكة في القطاع السياحي وذلك من خلال كبرى الشركات المشاركة في المعرض بما فيها شركة البحر الأحمر للتطوير، الخطوط الجوية العربية السعودية، فنادق مكارم، ألفا ون كونسيرج وبالطبع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي ستكون حاضرة بقوة في المعرض.
وسيركز معرض سوق السفر العربي على نمو القطاع السياحي في المملكة من خلال جلسة متخصصة تحمل عنوان “لماذا السياحة هي النفط الأبيض الجديد في السعودية؟”ستعقد على المسرح العالمي “جلوبال ستيج” يوم الإثنين 29 أبريل من الساعة 14:50 حتى الساعة 15:50. وستناقش الجلسة الإمكانات السياحية للمملكة العربية السعودية التي تستهدف التنوع الاقتصادي المتسارع للمضي قدماً في تحقيق رؤية 2013.
هذا وتَعِد السياحة الداخلية في السعودية بالكثير من النمو والتطور، ويتجسد ذلك من خلال عدد الرحلات السياحية داخل المملكة والتي بلغت 47 مليون رحلة عام 2018. وتتوقع كوليرز إنترناشونال في أحدث أبحاثها أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 8٪ سنوياً ليصل إلى 70.5 مليون رحلة بحلول عام 2023.
ويعتبر سوق السفر العربي وهو جزء من أسبوع السفر العربيالذي تم إطلاقه هذا العام، من أبرز الأحداث في قطاع السياحة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب رأي أبرز المتخصصين في هذا القطاع، وقد استقبلت دورة عام 2018 أكثر من 39,000 متخصص في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وشهدت تسجيل أكبر مشاركة للفنادق في تاريخ المعرض على الإطلاق بنسبة 20% من المساحة الإجمالية للمعرض.