بقلم أوجوال جويل، المدير العام، لدى ’لا سوروجيكا إنتيريرز‘ ومجموعة ’تيراسيل‘
شهد القرن الماضي تميّز المدن الأضخم عالمياً والتي تعرف بأنها مراكز للإمبراطوريات العظمى، ومن الأمثلة على ذلك لندن وباريس ونيويورك وطوكيو. أما اليوم، فلم يعد حجم المدينة مهماً، إذ إن العولمة قصرت المسافات، وساهمت في إزالة الحواجز التجارية إلى درجة كبيرة، لتسهل على الأسواق الناشئة مثل دبي استضافة أهم الشركات الرائدة على مستوى العالم.
وقد وفر الاندماج بين الأسواق والاقتصادات بمساعدة المعلومات والتكنولوجيا، والذي يُعرف في الكثير من الأدبيات باسم العولمة، فرصاً هائلة للأعمال والاستثمارات حول العالم. هذا التكامل الوثيق بين الأسواق والدول والتقنيات، والذي وصل إلى درجة غير مسبوقة، يتيح اليوم لشركاتٍ مثل ’لا سوروجيكا انتيريرز‘ المعنية بالتصميم الداخلي، والتي تتخذ من دبي مقراً لها، الوصول إلى مسافات أبعد حول العالم، وبسرعة أكبر وتأثير أعمق وتكلفة أقل من أي وقت مضى.
وإضافة إلى ذلك، فإن أحد أهم الدروس المستفادة من موجات التمدن الأولى، والنشاطات المتبادلة بين المدن عن بعد، هي أن الممتلكات الثمينة والفاخرة لعبت في أغلب الأحيان دور المحفز للتواصل والتعاون. هذا الواقع ينسجم تمام الانسجام مع خدمات التجهيز التي تقدمها ’لا سوروجيكا انتيريرز‘، والتي تستند إلى تقدير المنتجات الفاخرة والخدمات عالية الجودة، والرغبة بالاستثمار فيها.
ومن المناسب هنا أن نتذكر ما قاله المؤرخ بيتر فرانكوبان، مؤلف كتاب “طرق الحرير”: “إننا نعتبر العولمة سمةً فريدة من سمات العصر، إلا أنها كانت في الحقيقة واقعاً حياتياً قبل ألفي عام، وهو واقع وفر الفرص والتحديات، ليدفع بذلك بعجلة التقدم التكنولوجي”.
إن أكثر المدن والشركات نجاحاً اليوم لا تكتسب مقومات تميزها من خلال التقليد المباشر والواضح لغيرها، بل عبر الاستراتيجيات والسبل البديلة التي تم التوصل إليها من خلال التفاعل العالمي، والتطورات الفريدة، واستثمار الفرص من خلال المغامرات المحسوبة.
وهذا هو النهج الذي سارت عليه ’لا سوروجيكا انتيريرز‘ على مدى العقود الثلاثة الماضية، لتحقق نمواً في حجمها ومكانتها وتصبح إحدى أضخم شركات التجهيزات وأكثرها شهرةً على مستوى منطقة الخليج العربي والهند وأفريقيا. ولا يمكن أن يعزى هذا النمو الهائل إلى الابتكار وحده، فهو يعود أيضاً إلى الفرصة التي أتاحتها الأسواق لمواكبة متطلبات الشرائح السكانية المستهدفة على أرضية القيم المشتركة.
وقد استغلت ’لا سوروجيكا انتيريرز‘ أحدث حلقات العولمة، والتي شهدت ظهور موجة جديدة من المدن ذات التميز والتخصص والطموح العالمي، لتتفوق على المدن الضخمة من حيث الدخل، وكفاءة البنى التحتية، وجودة الحياة، ومستوى الأمان والأداء البيئي. إحدى هذه المدن هي دبي، والتي تواصل صعودها في ركن هادئ نسبياً من شبه الجزيرة العربية، وذلك وفق استراتيجية عالمية تعتمد بشكل كبير على موقعها الحيوي ومناخها المشجع للأعمال، ما جعل منها وجهة مفضلة لشركات مثل ’لا سوروجيكا انتيريرز‘، والتي اختارت افتتاح مقرات لها في هذه المدينة لتكون بوابتها إلى منطقة الشرق الأوسط.