دبي – خاص
بعد قرن ونيف من الابتداع في التصاميم، تحتفل أوميغا هذا العام بغنى تراثها الاستثنائي الذي قدمت من خلاله أروع تصاميم الساعات للمرأة. ولهذه الحكاية أبعاد تتجاوز الساعات وتصاميمها الرائعة، فهي تعكس المواقف والأساليب والشخصيات النسائية المختلفة من كافة أنحاء العالم وكيف ظلت أوميغا على إطّلاع دائم.
لقد شكل القرن العشرين حقبة حاسمة في مجال حقوق المرأة والمساواة، حيث تمكنت من إثبات مكانتها وصوتها. وفي بداية القرن، هبّت ثورة أخرى في عالم صناعة الساعات النسائية بظهور أول ساعة نسائية من أوميغا في علبة فضية ذات تصميم منقوش بالورود يتفرد برقته ونعومته، وعندها ظهرت أول ساعة يد نسائية. على الرغم من أن العلامة كانت قد طرحت قبل ذلك الحين ساعات جيب محفورة إلا ساعات أوميغا أصبحت عام 1902 علامة فارقة في الأناقة النسائية.
يمكن القول أن الفكرة قد احتاجت إلى بعض الوقت ليتشكل مفهومها. فقد كان يعتبر نظر المرأة إلى ساعتها سلوكاً غير مهذب في بعض الدوائر الاجتماعية، لما يعكسه ذلك من شعورها بالملل وعدم الاهتمام. ونظراً لهذا الاعتقاد السائد، طرحت أوميغا تشكيلة “سيكرت جوليري” التي اعتمدت تصميماً مبهراً مستوحى من المجوهرات، ويخفي داخله ساعة صغيرة الحجم. وقد نالت هذه القطعة إعجاب النساء وزادت شعبيتها إلى جانب التصاميم الكلاسيكية الأخرى للعلامة.
ومع مرور الأعوام، توطدت علاقة أوميغا بالموضة أكثر. وفي خلال فترة العشرينات الصاخبة، كانت موضة التنانير القصيرة وتسريحات الشعر المموجة شائعة للغاية، كما قامت حركة ” آرت ديكو” بإطلاق مفاهيم مبتكرة ومجموعة ألوان غنية بأشكال جريئة، ولمواكبة هذه الحركة المتحررة ذات التعبير الحديث، قامت أوميغا بتصميم مجموعتها الخاصة من ساعات ومجوهرات “آرت ديكو”. وقد وضعت أوميغا اهتماماً بالغاً في تصاميم هذه المجموعة ودقة تفاصيلها وذلك من إدراكها لحقيقة أن المرأة ترغب دائماً في التميز بإطلالتها ولذا كانت تهتم كثيراً بتفاصيل الشكل الداخلي والخارجي للساعة التي ترتديها
وفي الواقع، تجدر الإشارة إلى أن نسبة تصل إلى 35% تقنيات آليات الحركة الميكانيكية قد تمّ تصنيعها للساعات النسائية في الفترة ما بين العامين 1894 و1935 وتعد هذه النسبة أكبر دليل يؤكد إدراك العلامة بأهمية هذه السوق والفرص الموجودة فيها.
ويعد أكبر دليل على هذا الالتزام قيام أوميغا بتصنيع ساعات “ماديكوس” في العام 1937. لقد تم تصميم هذه الساعة بحيث توفر سهولة في الاستخدام والقراءة للممرضات ذوي العمل الدؤوب، وهي أول ساعة لأوميغا تحتوي على قرص رئيسي للثواني، وبهذه الطريقة تمكنت “ماديكوس” من تلبية احتياجات المرأة في عالم الطب. في ذلك الوقت دون المساومة على جمال مظهر الساعة.
وبملامح مستوحاة من العمل والمنزل والترفيه، طرحت أوميغا إعلانات حديثة لا تميّز بين الجنسين عكست مختلف الأنماط التي تعيشها المرأة من وجودها في المنزل إلى مكان العمل.
وقد شهدت المواقف والإعلانات تغيرات تدريجية في الخمسينات، في حين ركزت بعض العلامات التجارية على الصور النمطية للأعمال المنزلية بالإضافة إلى الرسائل الضمنية، قررت أوميغا من جهتها إبراز ذوق المرأة الخاص الذي يميزها عن سواها. وبالتالي، حذت أوميغا حذو وجوه مثل مارلين مونرو وأودري هيبورن على الشاشة الكبيرة وأعطت لإعلاناتها عنوان الأناقة والتألق. وفي هذا السياق ورد عام 1951 في أحد الإعلانات: “المرأة هي نشيطة ورياضية وديناميكية تماماً مثل الرجل وذلك في جميع محطات الحياة وبالتالي تحتاج إلى ساعة بغاية الدقة.”
وخلال ذلك العقد، أكدت أوميغا التزامها المطلق بالمرأة بإطلاق مجموعة “لايدي ماتيك” عام 1955، واحتوت على أصغر جهاز من العيار التلقائي معزز بمحرك دوار يتمتع بشهادة كرونوميتر على مستوى العالم، متفوقاً على الساعات الأخرى الموجودة في السوق بالنسبة إلى التكنولوجيا المتناغمة والتصميم الجميل ما أكسبه شعبية فورية.
بدأت نجوم أوميغا تستطع في السماء منذ ذلك الوقت، والدليل على ذلك “فلاورز جولوري سيكريت”، المجموعة الأولى من نوعها المصنعة من الذهب البنفسجي، وهي قطعة أصلية مرصعة بالألماس صنعت عام 1955 إلى جانب العديد من هذه الساعات السرية وذلك بالتعاون مع مصممين مشهورين. واستمرت هذه العادة في الستينات والسبعينات، في وقت وصلت فيه هذه التجارب والألوان والإبداعات إلى كافة أنحاء العالم.
وأطلق مصممو المجوهرات خلال هذه المرحلة، مثل جيلبرت ألبرت والمبدع المبتكر أندرو غريما، قطع خلابة باستعمالهم مجموعة متنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، بما في ذلك قطع مرصعة متلألئة التي تمثل ساعة “مولدافيتا” الاستثنائية.
أصبحت سيندي كرافورد أول سفيرة للعلامة عام 1995 وفتحت بذلك فصلاً جديداً من تاريخ أوميغا تربط فيه العلامة اسمها بكل فخر بأكثر النساء شهرة وثقة بالنفس. وترسخت هذه العادة عام 2015 عندما أصبحت الممثلة نيكول كيدمان الحائزة على جوائز أكاديمي أيضاً فرداً قيّماً وأساسياً من أسرة أوميغا.
منذ ذلك الحين، انضمت أسماء كبيرة من عالم الأفلام والرياضة وعرض الأزياء إلى هذه الأسرة ومنها اليوم على سبيل المثال عارضة الأزياء كايا جيربر ولاعبة الجولف ميشيل واي والممثلة ليو شيشي.
وبمرور الوقت، تمكنت أوميغا من مواكبة تغيرات وأذواق وسلوك المرأة، وبحلول نهاية القرن العشرين، الوقت الذي بلغ فيه تأثير المرأة ذروته، أصبحت ساعات أوميغا في طليعة الصناعات الموجهة للمرأة، وقد تطورت تكنولوجيا العلامة لتلبي احتياجات عملائها من أجل ضمان أعلى معايير الابتكار والحرفية ليتجاوز متطلبات ساعات الرجال.
وستواصل أوميغا صناعة الساعات النسائية بدقة وتصميم راقي بوحي مستلهم من المرأة التي ترتدي هذه الساعة.