خاص – ايمان مصطفى
ترتفع نسبة مشاركة المصريات في سوق العمل بمصر (بلد الـ 100 مليون نسمة) كل عام. وفي 2017، بلغت أعلن رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن تلك النسبة قد بلغت 22.5% في 2016، مرتفعة من 19.5% عن عام 2015.
ومع ازدياد نزول المرأة إلى سوق العمل، تتزايد حاجتها بالتبعية إلى من ينوب عنها في مهامها المنزلية.
من هذا المنطلق، قررت جهاد عبد الله إطلاق شركتها الناشئة “ميرميد” Mermaid بالشراكة مع إسلام جوهر نهاية عام 2016، لتوفر الشركة خدمات التنظيف المنزلي عبر الإنترنت.
والجدير بالذكر، أن السوق المصري يعاني من زيادة مستمرة في الطلب على عاملات النظافة، نتيجة لنزول المرأة لسوق العمل، مع نقص شديد في حجم العرض.
ساعدت طبيعة السوق المصري في قطاع الخدمات المنزلية، على تسريع مسيرة “ميرميد”. ففي غضون أقل من عام ونصف، تمكنت “ميرميد” من تحقيق 1200 طلب لمنازل، و5 شركات، وتوفير أكثر من 7 آلاف ساعة خدمة من خلال 500 عامل وعاملة.
تحديات
وكعادة جميع الشركات الناشئة، فإن الطريق أمام مؤسسيها لا يكون مفروشًا بالورود. تواجه عبد الله عدة تحديات في مسألة الوصول إلى عمالة ثم تدريبها.
في هذا الصدد تقول عبد الله: “تنقسم العمالة في “ميرميد” إلى قسميّن، الأول بنظام التعاقد، وهو الذي يخدم الشركات، أما القسم الآخر فهو بنظام التعامل الحر، وهو الذي نوفره للمنازل”.
تتابع عبد الله: “نوفر العمالة عن طريق مواقع التوظيف المتخصصة في الأعمال الحرفية، أو عن طريق إعلانات مدفوعة ومستهدفة بعناية على “فيسبوك“، كما وخدمنا الحظ عندما علمنا بتسريح 160 عامل نظافة من أحد الجامعات الشهيرة في مصر، وتمكننا من الحصول على بيانات التواصل الخاصة بهم، ونجحنا في التعاقد مع أكثر من 75% منهم حتى الآن”.
ولعل أهم ما يشغل بال عبد الله في عنصر توظيف العمالة، هو “الالتزام والموثوقية والانتماء إلى المهنة، وحتى إذا لم تتوفر الخبرة أو الكفاءة اللازمة للوظيفة، يقوم فريق عمل “ميرميد” بتوفير تدريبات مكثفة على كافة تفاصيل المهنة، بدايًة من التعريف بمواد النظافة، وأساسيات تنظيف الأثاث والأجهزة والباركية والرخام، وكافة التفاصيل المتعلقة بهذه المهنة، حتى أصول التعامل مع العميل”، توضح عبد الله.
تجربة الاستخدام
وتعني كلمة “ميرميد” عروس البحر صاحبة المهارات المتعددة، وهو السر وراء اختيار اسم الشركة. هذا هو ما تحاول الشركة إثباته فعليًا على الأرض، إذ تبدأ تجربة المستخدم بالتواصل على موقع “ميرميد” وتقديم طلب وملأ استمارة بيانات تحتوي على تفاصيل العنوان والمساحة والموعد المطلوب، ليتم مراسلته بتأكيد حجز الموعد.
وحددت عبد الله عنصريّن أساسيّن كميزتيّن تنافسيتيّن في “ميرميد“، وهما سرعة توفير الطلب والخدمة الرقمية بالكامل. في هذا الإطار تشرح عبد الله: “لا نستقبل أي طلبات إلا عن طريق الموقع، لأننا نؤمن بضرورة تفعيل التكنولوجيا وتغيير سلوكيات المستخدم، كما أننا نعرّ ف أنفسنا بأننا خدمة التنظيف المنزلي عند الطلب، بحد أقصى يوم واحد بعد قيام العميل بتأكيد الطلب على الموقع”.
ولعل ما أسمته عبد الله “بالسوق غير الرسمي في قطاع التنظيف المنزلي” هو أكبر التحديات التي تواجهها الشركة. فربة المنزل لن تلجأ إلى خدمات “ميرميد”، إلا إذا أوقفت التعامل مع العاملة الأكثر موثوقية بالنسبة لها، والتي عادًة ما تكون رشحتها لها صديقة أو زميلة.
وتلك هي نفس أسباب انتشار خدمة “ميرميد” نسبيًا بشكل مُرضي للمؤسسِة، إذ تؤكد عبد الله: “أن أهم طرق التسويق بالنسبة لنا هي انتشار السُمعة الحسنة، سواء على مستوى المنازل أو الشركات”.
وتجني الشركة عوائدها من رسوم الخدمة التي تبدأ من 220 جنيه (5 دولارات) للمنازل، وهي رسوم معقولة جدا بالسوق المصري، أما الشركات فتتحدد الرسوم حسب طلبات كل شركة.
وثبات على الأرض
كانت “ميرميد” ضمن الشركات المنضمة إلى حاضنة أعمال الجامعة الأمريكية في دورتها السابعة، وهي الآن ضمن الشركات المحتضنة في برنامج حاضنة أعمال “تيك” TIEC التابعة لوزارة الاتصالات.
فازت “ميرميد” بالمركز الأول هذا العام بمسابقة “أورانج ستارت أب كب” Orange startup Cup التي تنظمها سنويًا شركة الاتصالات “أورانج” للشركات الناشئة.
وتخوض الشركة حاليًا المرحلة النهائية من مفاوضات الاستثمار مع جهة لم تعلن عنها بعد. وإذا ما تم عقد صفقة التمويل، تعتزم الشركة التوسع بخدماتها إلى مناطق إضافية غير التي تخدمها الآن بالقاهرة الكبرى. لتصبح وجهة الشركة المقبلة هي التوسع لدول أجنبية، . فهل تتحقق أحلام “ميرميد” بيد مؤسسيها؟