دبي – خاص
في حديث نظّمه اليوم المكتب الإعلامي لحكومة دبي في مقره ضمن سلسلة «جلسة مع مسؤول» بحضور مجموعة من القيادات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والأجنبية العاملة في الدولة. تحدثت د. عائشة بن بشر عن استراتيجية بي حول المدينة الذكية وماتقدمه لمختلف القطاعات الحكومية والمجتمعية
أوضحت د. بن بشر أن دبي الذكية، وما يطلقه من برامج ومبادرات، يهدف إلى توظيف الابتكار التكنولوجي لتعزيز تجربة دبي وضمان فاعليتها وتأثيرها الإيجابي بحيث تقدم حلولاً ذكية ذات قيمة مضافة عالية يستفيد منها المواطنون والمقيمون والزائرون، مشيرة إلى أن دبي قطعت شوطاً كبيراً في مسيرتها لتصبح المدينة الأذكى عالمياً حيث توفر حالياً 1000 خدمة إلكترونية لإنجاز المعاملات، فضلاً عن البنية التحتية الرقمية المتطورة ما يعد أساساً قوياً يدعم رؤيتها لاستباق المستقبل والاستعداد لمتطلباته.
وقالت: «تعمل استراتيجية «دبي الذكية» على تحقيق أهدافها عبر تبنى مبادرات عدة تخدم مختلف القطاعات مثل تقنية «بلوك تشين» التي تسهم في رفع كفاءة الخدمات والتعاملات الحكومية، فضلاً عن فوائدها العديدة للقطاع الخاص بمختلف مكوناته لاسيما الخدمات المصرفية، حيث إن هذه التقنية التي تعرف باسم «إنترنت التعاملات» تعد الشبكة المستقبلية لكافة التعاملات والتداولات المرتبطة بالوثائق الحكومية، والأسهم والمنتجات المالية، والعقود التجارية”.
وأضافت: «ستجعل تقنية «بلوك تشين» من دبي أول حكومة في العالم تنفذ كافة تعاملاتها من خلال هذه التقنية بحلول العام 2020، لذا تتبنى «دبي الذكية» استراتيجية متكاملة تتضمن ثلاثة محاور لتعزيز استخدام «البلوك تشين». وتشمل المحاور: الكفاءة الحكومية، وخلق قطاعات جديدة ومتخصصة، وتحقيق الريادة العالمية بحيث يعنى المحور الأول بتعزيز كفاءة أداء الجهات الحكومية في دبي عبر نقل 100% من التعاملات إلى شبكة البلوك تشين بحلول عام 2020، والعمل على تحفيز التعاملات غير الورقية ما يسهم في الاستغناء عن أكثر من 100 مليون معاملة ورقية سنوياً، فضلاً عن التأثير الإيجابي على النواحي البيئية بما يشمل خفض الانبعاثات الضارة بما فيها غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال تقليل عدد رحلات المراجعين سنوياً وعدد الوثائق الورقية المستخدمة”.
وحول المحور الثاني، قالت د. بن بشر: إنه معني بخلق قطاعات جديدة ومتخصصة ويستهدف تطوير 1000 نموذج عمل قائم على استخدام شبكة «البلوك تشين» توفر آلاف فرص العمل في مجالات عدة تشمل قطاع العقارات، والقطاع المصرفي، وقطاعات النقل والتخطيط العمراني وشبكات الطاقة الذكية، إلى جانب سياحة الرعاية الصحية، والتقنيات الاستهلاكية، فيما يركز المحور الثالث على تحقيق الريادة العالمية لدبي في مجال تطوير وتطبيق شبكات البلوك تشين وتعاملاتها وترسيخ مكانتها كمنصة عالمية في هذا المجال.
وعرضت د. بن بشر المسارات التي تتبناها «دبي الذكية» في سبيل تحقيق استراتيجيتها على الوجه الأمثل، مشيرة أن مبادرة «الثروة الرقمية»، واستراتيجية «إنترنت الأشياء» يكوّنان سوياً مشروعاً واعداً لتعزيز عملية التحول الذكي لكافة هيئات حكومة دبي حيث تعنى المبادرة الأولى بالحفاظ على الثروات الرقمية وتأمينها من خلال شهادات دبي الرقمية بما يشمل مختلف أنواع البيانات والمعاملات غير الورقية والتوقيع الرقمي.
وتحدثت د. عائشة بنت بطي بن بشر بشيء من التفصيل عن «استراتيجية إنترنت الأشياء» وقالت إنها تقوم برقمنة العديد من جوانب الحياة اليومية للناس وربطها بمنصة «دبي بالس»، التي تعتبر العمود الفقري الرقمي لمشروع المدينة الذكية، لافتةً أن تنفيذ الاستراتيجية سوف يتم على أربع مراحل متتالية هي مرحلة تنسيق الجهود لبناء القدرات والفرق المؤسسية، ومرحلة التكامل في تقنية إنترنت الأشياء، ومرحلة التحسين، ومرحلة رحلة البلوك تشين، على أن تغطي الاستراتيجية ستة مجالات رئيسية تشمل الحوكمة، والإدارة، والسرعة، والنشر، والتسييل والأمان.
وأكدت د. بن بشر أنه، وبالتزامن مع إطلاق استراتيجية «إنترنت الأشياء»، تم الإعلان عن نظام إدارة الحشود في دبي كأول مشروع ضمن الاستراتيجية يتم من خلاله تنظيم التجمعات الكبيرة في الإمارة خلال مواسم الإجازات والأعياد وعند تنظيم الفعاليات الكبرى التي تشتهر بها دبي حيث يقوم النظام بتحليل البيانات اللحظية لتوفير التصورات الضرورية لصناعة القرارات الصائبة لإدارة هذه الأعداد الكبيرة من الناس.
عوائد مهمة
وأشارت المدير العام لدبي الذكية إلى الحاجة المتزايدة لتطوير أنظمة حديثة ومبادرات لحفظ الثروة الرقمية لاسيما وأن كمية البيانات الناتجة عن شتى القطاعات تشهد زيادة كبيرة ومتسارعة ينبغي استيعابها بغية استخدام هذه البيانات مستقبلاً لمواصلة مسيرة التنمية، لافتةً أن العوائد المتوقعة للثروة الرقمية الخاصة بإمارة دبي خلال الأعوام الثلاث المقبلة تصل قيمتها إلى 33.8 مليار درهم، كما يتوقع أن تصل القيمة الناتجة عن تطبيقات إنترنت الأشياء بحلول عام 2020 إلى 17.9 مليار درهم إماراتي، فيما ستصل القيمة المضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي من البيانات المفتوحة والمشتركة في عام 2021 إلى 10.4 مليارات درهم. ومن المتوقع أن تصل القيمة الناتجة عن تطبيقات البلوك تشين في القطاع الحكومي بحلول عام 2020 إلى 5.5 مليارات درهم.
منصة واسعة
وشددت د. بن بشر على أن الاستراتيجية سوف تسهم في بناء قاعدة قوية تدعم مجال البحث والتطوير، وأن يتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات، وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول العام 2031 وذلك في قطاعات عديدة تشمل النقل، الصحة، والفضاء، والطاقة المتجددة، والمياه، وفضلاً عن ذلك يمكن من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي توفير نحو 50% من تكاليف العمل الحكومي سنوياً إذ يتم تقليل عدد المعاملات الورقية ما يستتبع توفير عدد ضخم من ساعات العمل التي يستغرقها إنجاز هذه المعاملات، كما يعمل الاستثمار الكفء في الذكاء الاصطناعي على توفير تكاليف النقل، وخفض تكاليف إنجاز المشاريع، وتحقيق ارتفاع ملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي.
واعتبرت د. عائشة بنت بطي بن بشر أن تطبيق «راشد» الذكي يعكس بشكل كبير التطور الذي تسهم «دبي الذكية» في صياغته لمستقبل دبي حيث تم تطوير التطبيق بالتعاون مع شركة «آي بي ام» للإجابة على مجموعة كبيرة من الأسئلة تغطي المرحلة الأولى منها الاستثمار في دبي وإصدار الرخص التجارية، فيما تختص الثانية بجوانب الحياة في دبي بما يشمل السكن والمواصلات والمرافق الترفيهية.
«دبي بالس»
تحدثت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، المدير العام لدبي الذكية، عن منصة «دبي بالس» التي تعتبر العمود الفقري للمدينة الذكية، تمثل إنجازاً آخر سبقت فيه دبي العديد من مدن العالم المتقدمة حيث تشكل هذه المنصة حاضنة مركزية لكافة البيانات في دبي.
وقالت إن منصة «دبي بالس» تهدف إلى تحقيق التكامل في البيانات المتاحة أمام مختلف الجهات الحكومية والخاصة في الإمارة.
ولفتت إلى أن البيانات سيتم تصنيفها إلى مستويات بحيث يكون المستوى الأول متاحاً أمام الجميع، أما المستوى الثاني فيمكن الحصول عليه لقاء رسوم محددة، فيما ينحصر استخدام المستوى الثالث على الجهات الحكومية ذات العلاقة.
وقالت: إن استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي هي الأولى من نوعها في المنطقة من حيث القطاعات التي تغطيها، ونطاق الخدمات التي تشملها، مؤكدة أنها تهدف إلى الاستفادة من قدرات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لبناء منظومة رقمية متكاملة تحقق الاستفادة لمختلف القطاعات لاسيما منظومة الأداء الحكومي، وتسعى الاستراتيجية إلى أن تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم في استثمار الذكاء الاصطناعي.