خاص – ايمان مصطفى
غالبًا ما يحتفظ طبيب الأسرة بالسجل المرضي لأفراد الأسرة، ويشرف على متابعة التاريخ الطبي لكل فرد من أفرادها، ويقوم بتوجيه المريض للطبيب المختص إذا ما اقتضى الأمر لذلك.
ويشيع مفهوم طبيب الأسرة في الغرب. أما المجتمعات العربية فتفتقر لثقافة طب الأسرة، لكن لا يخلو الأمر من أطباء يحرصون دائمًا على الاحتفاظ بالسجلات الطبية لمرضاهم، ليعودوا لها وقت اللزوم.
وفي الوقت الذي تتعدد فيه حالات الوفاة الناتجة عن التشخيص الطبي الخاطىء، أطلق رائد الأعمال المصري الكندي أمير كليلة مشروع “انفوميد” InfoMed (مطلع 2015 ) كمنصة تحل محل طبيب الأسرة، الذي عادة ما يقوم بالتشخيص الأولي للمرض بعد التعرف على الأعراض، وتوجيه المريض للطبيب المتخصص على أسس علمية.
يمكن للمريض الاتصال على الخط الساخن لـ “انفوميد” على مدار الساعة، والتواصل مع أطباء متخصصين، والاستفسار عن مسببات الأعراض. على الصعيد الآخر، يجيب الطبيب في مركز الاتصالات على أسئلة المريض، ثم يرشح الطبيب المتخصص وفقًا للمنطقة السكنية للمريض.
يختار الأخير الطبيب الذي يقوم بزيارته بعد الإطلاع على تقييمات مستخدمي منصة “انفوميد”، ثم يحصل على بطاقات متابعة يملأ بياناتها طبيبه المعالج، ليتمكن بذلك طبيب “انفوميد” من المتابعة الدورية معه.
من هنا تبدأ مرحلة المتابعة مع كلِ من المريض والطبيب المعالج. إذ يذهب مندوب من “إنفوميد” إلى المريض في منزله ليحصل على تاريخه المرضي كاملًا، ثم يذهب ذاك المندوب إلى الطبيب المعالج للحصول على نسخة من الأدوية والتحاليل والآشعة المطلوبة منه، ويتم الاحتفاظ بالتاريخ الطبي لكل مريض في سجل رقمي خاص.
تحديات اقتصادية..
تتيح “إنفوميد” خدماتها مقابل اشتراك سنوي 980 جنيهًا مصريًا (أقل من 55 دولارًا) نجح في استقطاب 200 عضو حتى الآن، وذلك بمساعدة حملات التسويق المدفوعة على “فيسبوك“، “منصة التواصل الاجتماعي التي تساعدنا في الوصول إلى شريحة عملائنا المستهدفة بميزانية معقولة”، يوضح كليلة في حواره لـ”انتربرنور العربية”.
ويتابع كليلة: “رغم أن أسعارنا في “انفوميد” ليست باهظة، إلا أن القوة الشرائية للمستهلك المصري بشكل عام قد انخفضت بوضوح، تأثرًا بخفض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي، الأمر الذي انعكس سلبًا على أرقامنا في الأشهر الأخيرة، إلا أننا نسعى جاهدين للصمود في وجه التحديات الاقتصادية التي طرأت على بلادنا مؤخرًا”.
رغم ما تواجهه “إنفوميد” من تبعات تعويم سعر الدولار، إلا أن كليلة (الذي وفرّ التمويل التأسيسي لمشروعه بمساعدة بعض الأهل والأصدقاء)؛ يقول: “لا نسعى حاليًا لجذب أي استثمارات، إذا لدينا بعض الخطط على رأس أولوياتنا الآن، ولا أتوقع أن نبدأ رحلة البحث عن تمويل قبل نهاية العام”.
هذا ويُخضع كليلة نموذج وخطة العمل في “انفوميد” لبعض التعديلات وإعادة الهيكلة، وذلك في أعقاب تخرج شركته في حاضنة “فينتشر لاب” التابعة للجامعة الأمريكية، في الدورة الثامنة والأخيرة الشهر الماضي.
بموجب تخرجها من “فينتشر لاب“، حصلت “انفوميد” على 20 ألف جنيه مصري (أقل من ألف دولار)، كما وحصل المؤسس على تدريب مكثف من مرشدي ريادة الأعمال بالجامعة، “وهي أمور استفدت منها كثيرًا، وأعكف حاليًا (مع فريق العمل) على تطبيق ما تعلمته خلال فترة برنامج الاحتضان، التي امتدت 6 أشهر، لأتمكن من التوسع إلى بعض المحافظات بنهاية العام، لتكون الخطوة التالية هي التوسع إلى إحدى الدول النامية التي أفضل عدم الكشف عنها الآن”، يشرح كليلة.
أسباب الإطلاق..
درس كليلة في كندا، وأبهره النظام الطبي المتبع هناك، فقرر أن يحاول نقله إلى مصر، ولاسيما بعدما لاحظ أن الكثيرين من داخل وخارج دائرة معارفه يلجأون إلى صديق أو صيدلي لوصف أدوية عشوائية، وهو ما يضع حياتهم في خطر، إذا ما تم التشخيص خطأ، أو تناول المريض دواءً لا يتماشى مع طبيعة مرضه أو تاريخه المرضي.
“يتأخر اكتشاف المريض للمرض لقدرة الجسم البشري على المقاومة لفترة، تخور بعدها قواه، ولذلك فإن التشخيص المبكر يساعد على تجنب العواقب الوخيمة، ومن هنا أنصح دائمًا بضرورة تدخل متخصص بمجرد شعور المريض بأي أعراض غير معتادة، وبالتأكيد فإن “انفوميد” قد انطلقت لسد ذلك النوع من الثغرات في ثقافاتنا العربية”، يختتم كليلة حواره.