خاص – ايمان مصطفى
“أراجيك” تؤكد: المحتوى العربي قادم
كعادة الأعمال الريادية، توّلد النجاح من رحم الصعاب. ففي خضم الأحداث السياسية المشتعلة في سوريا، والتي بدأت من ما يقرب من 6 أعوام ولاتزال تسوء؛ قرر سوريان إصدار مجلة عربية رقمية شبابية موجهة لشباب الألفية العرب، تسعى لإثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، بموضوعات هادفة في التقنية والفنون الترفيه والشئون الثقافية العصرية.
انطلقت مجلة “أراجيك” Arageek في نوفمبر 2011، على يد المُدوّنيْن ملاذ المدني وعماد شمس، من خمص ودمشق على التوالي.
كان التعارف بين المؤسسين خلال فترة الدراسة الجامعية في عام ٢٠٠٩، “حيث كنا ندرس للحصول على شهادة التسويق من المعهد الملكي للتسويق في مدينة لندن في بريطانيا”، يقول المدني في حواره لـ”انتربرنور العربية”.
قبل ذلك، حصل المدني ملاذ على ماجستير في الإدارة الدولية من جامعة بورنموث البريطانية، بينما حصل شمس على ماجستير في التسويق الدولي من جامعة برونيل البريطانية.
أسباب إطلاق المجلة الرقمية العربية “أراجيك”، يقول المدني: “لاحظنا فقر المحتوى العربي ذي الجودة العالية وعدم وجود العدد الكافي من المواقع العربية التي تقدم المعلومة المفيدة الموجهة لجيل الشباب، فمعظم المواقع العربية تنقسم الى 3 فئات إخبارية ومنتديات ومدونات”.
بداية ثم انطلاق
بدأت أراجيك في العام 2012 بتمويل ضعيف، لم يكضف عنه المؤسسون، وبعدد زيارات لم يتجاوز 10 زيارات يومياً، “كان يأتينا 10 زوار للموقع بالكاد، وحينما يردنا تعليق من زائر جديد نفرح ونتسابق للرد عليه”، يقول المدني.
حققت “أراجيك” انتشارًا بين أوساط الشباب بفضل تركيزها على المحتوي العربي الملاءم لتلك المرحلة العمرية، بما في ذلك الفن والتعليم والتكنولوجيا.
من ثم تطورت أرقام “أراجيك” منذ انطلاقها حتى الآن، إذ تحظى بأكثر من 1.6 زائر فريد وأكثر من 2.7 مليون زيارة شهريًا.
يتابع المجلة على “فيسبوك” مليون و200 ألف شخص، و40 ألف متابع على “تويتر”. .كما بلغ عدد تحميلات تطبيقات أراجيك أكثر من 20 ألف تحميل على منصيتي الأب ستور وجوجل بلاي.
لعل تطور أرقام “أراجيك” يعود لعمل المؤسسين بمجال التسويق الإلكتروني في المملكة المتحدة منذ عام 2009. “استطعنا أن نوظف خبراتنا في مجال الإعلام الإجتماعي وتحسين محركات البحث لجلب الزوار، حيث تأتي 60% من زيارات الموقع (دون إعلانات ممولة) Organic عن طريق محركات البحث ، بينما تتوزع بقية النسبة بين الشبكات الإجتماعية والإيميل بالإضافة الى الزيارات المباشرة”، يشرح المدني.
أيضًا لدى أراجيك الآن شبكة واسعة من المساهمين والكتاب من مختلف الدول العربية، يشاركون في الموقع بشكل دوري، حيث بلغ عدد فريق العمل ٥٠ فرد بين مدونين ومحررين ومسؤولين عن قنوات التواصل الاجتماعي والتسويق.
كل ذلك، أهّل “أراجيك” لتترشح للحصول على جائزة البـوبز الدولية لأفضل المدوّنات للعام 2015 ، والفوز بجائزة أفضل مدونة عربية في قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دبي برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي العام الماضي.
وثبات للتوسع ..
أراجيــك AraGeek هي اختصار للعبارة الإنجليزية Arabic Geek ، أو الأشخاص المهووس بالتقنية والثقافة والعلوم والقراءة من العرب.
بشكل عام، تركز “أراجيك” على مفهوم الإثراء المعلوماتي عن طريق الترفيه (Infotainment)، والذي يجمع في طيّاته السرد القصصي الترفيهيى والتعليمي في نفس الوقت، الأمر الذي يسهل على القارئ العربي استيعابها بغض النظر عن مستوى ثقافته أو موقعه الجغرافي من الخريطة العربية.
منذ إطلاقها ، كانت المجلة تركز بشكل أساسي على موضوعات التقنية وريادة الأعمال العربية وتغطي مساحات واسعة من هذه الموضوعات لإفادة الشباب العربي.
بمرور الوقت ، بدأت أراجيك بتخصيص مقالات مطوّلة تتصدّى لكافة المجالات الثقافية، من علوم وإنسانيات وأحداث سارية ، وحتى مقالات تعليمية وتثقيفية وإرشادية. إلى جانب مقالات ترفيهية
في أواخر العام 2014 ، توسّعت مجلة أراجيـك بميلاد قسم كامل للتقنيــة والويب باسم ( أراجيك تِك)، وهو القسم الذي لاقى انتشارًا واسعًا بين المستخدمين العرب، كونه يغطّي بشكل أكثر تخصصاً كافة المجالات التقنية التي تهم المستخدمين ، بأسلوب سلس وبسيط وبعيد عن التعقيد.
وفي بداية العام 2015 ، أطلقت أراجيــك أراجيــك فن كموقع مُستقل للفنون والترفيه والسينما ، يركّــز بشكل كامل ومتخصص على تثقيــف القارئ العربي فنّيــاً.
وكخطـوة ثالثة في توسّع الموقع، تم إطلاق أراجيك تعليم كموقع متخصص في شؤون التعليم بشكل، يركّز على إعطاء النصائح للطلاب العرب بخصوص التعليم والدراسة بكافة أنواعها ومجالاتها.
ونتيجة لزيادة الطلب على المحتوى المرئي، “سنقوم قريبا بالتوسع أكثر في انتاج محتوى الفيديو الموجّه لجيل الألفية، الفئة العمرية الأكثر استهلاكًا لهذا النوع من المحتوى”، حسب المدني.
كما ويستعد المؤسسون لافتتاح مكتب إقليمي في دبي، “لكونها المركز الرئيسي لصناعة الميديا في الشرق الأوسط ولنكون قريبين أكثر من وكالات الإعلانات الرقمية العالمية والإقليمية”، يوضح المدني.
هاجس المال..
ومن أجل تفعيل خطط التوسع على الأرض، يتطلع المؤسسون للحصول على تمويل من مستثمرين ملائكة، علمًا أن الموقع يجني عوائدع من إعلانات الانترنت التقليدية ( البانرز) على الموقع، بالإضافة لخدمات المقالات التسويقية لتسويق منتجات أو شركات تستهدف الجمهور العربي بشكل عام.
فهل تنجح “أراجيك” في أن تثبت أن المحتوى العربي قادم؟ وهل ستكون دبي نقطة انطلاقة جديدة لها؟ سؤال قد نجيب عنه عام 2018.