خاص – entrepreneuralarabiya
للحديث عن العلامة التجارية شجون وتفاصيل لابد من اعطائها الأهمية التي تستحقها، ولكن كيف يمكنك أن تكون قوياً مع علامتك التجارية؟
هذا السؤال وجهته رواد الاعمال العربية إلى
جيمس باس، المدير العام ورئيس الإبداع في شركة JPd
يقول باس:” هناك فكرة خاطئة مفاداها أنه من غير الضروري للشركات الصغيرة أو الشركات الناشئة الإستثمار في بناء علامة تجارية في مرحلة البداية، وتأجيل ذلك الأمر إلى حين توفر تدفق نقدي أو بعض الأموال الإضافية. وفي واقع الأمر لايوجد في الأعمال ما يسمى بـ”أموال إضافية”، وعملك التجاري قد لا يجني هذه الأموال بدون الإستفادة من المكانة القوية للعلامة التجارية، كما قال خبير التسويق جاك تراوت “إما التميز أو الفشل!”. ويقول جاك تراوت، إن الأعمال التجارية لديها طريقان فقط لتسلكه. الطريق الأول هو التمايز والتفرد، فإما أن تختلف عن منافسيك، أو تنافس في السعر. والخيار الثاني يمكن أن يكون ملائماً أكثر للشركات الكبيرة، حيث أن إقتصاديات الحجم الكبير تتيح لها تقديم خيارات رائعة في الأسعار مع تحقيق أرباح كبيرة. ومع ذلك، مازالت الشركات الكبرى تستثمر في العلامة التجارية على الرغم من تغلبها على منافسيها من خلال أسعارها وعروضها الرائعة. لذلك تعد استراتيجية التمييز في غاية الأهمية للشركات الصغيرة، لأنها لا تملك مصادر قوية للمنافسة في حرب الأسعار مع المنافسين. وعلى الأغلب ستواجه الشركات الغير متميزة صعوبات مالية أو حتى الإغلاق في نهاية الأمرSTARTUP KIT.
هنا يلعب بناء العلامة التجارية دوراً أساسياً، حيث يساعد الأعمال التجارية على الظهور والتميز. ويجب أن نتذكر أن العلامة التجارية ليست مجرد شعار. وبالتالي عند بناء علامة تجارية يجب أن تبدأ ببناء مكانة ورسالة الشركة. وتحديد الآلية التي تعرف الجمهور بالشركة وتحديد كيف تريد أن تبدو علامتك التجارية.
ولكن ماهي أهم الأخطاء التي يرتكبها أصحاب العلامة التجارية؟
يقول باس “: أهم خطأ يقع فيه العديد من أصحاب المشاريع هو عدم وجود رؤية واضحة، أو سبب واضح أو فهم للسوق. والحقيقة القاسية هي أن 12٪ فقط من رجال الأعمال تنجح مشاريعهم من أول مرة، ويفشل الكثير منهم لأسباب مختلفة، سواء كان خطأ في اختيار التوقيت، أو الفريق، أوالميزانية، أو الإقتصاد وغيرها. إلا أن بعض العوامل يمكن أن تكون خارجة عن السيطرة ومن المستحيل التنبؤ بها. ومع ذلك، من الضروري معرفة ما تفعله ولماذا، ومعرفة منافسيك، وتحليل نقاط القوة والضعف الرئيسية، والتعرف على المستهلك، والعمل باستمرار على تحديث تلك المعرفة لأن السوق الحديث يتغير بشكل سريعSecond-Quarter Startup Kit .
أيضاً، إن إدارة شركة ناجحة يكون من خلال استمرار الإبتكار والتكيف مع متطلبات السوق المتجددة. فالسوق يتغير باستمرار، لذلك يجب عليك الإستمرار في الإستماع إلى المستهلك ومعرفة متطلباته الجديدة والقيام بالتغيير وفقاً لهذه المتطلبات.
هل يمكن التنبؤ بنجاح أو فشل الشركات الناشئة؟ هل هناك أي مؤشرات؟
إن عدم وجود شغف و رؤية واضحة من أهم مؤشرات الفشل لأي عمل تجاري. والعنصر الأساسي الأكثر أهمية لبدء عملك التجاري هو أن تكون متحمساً لفكرتك، وترجمة هذه الرسالة والإجابة عن لماذا تقوم بهذا العمل وتقديمه إلى الجمهور؟ وعليك أن تضع في الإعتبار أن المال هو النتيجة النهائية للعمل، ويجب عليك تحديد ما هو الهدف من المشروع الذي تنشئه؟. أن تكون رائداً في مجال الأعمال وتملك عملك الخاص هو أصعب الوظائف التي قد تواجهها أكثر من أي وقت مضى، وعليك توقع قلة النوم، وتقلب المزاج وتعدد المهام. فالشغف يمكن أن يساعدك على تخطي الأوقات الصعبة. وكما قال ستيف جوبز “إن الناس الذين يتمتعون بالشغف يمكن أن يغيروا العالم”، لأنهم يملكون سر نجاح ريادة الأعمال بالنسبة للكثيرين، والذين ما زالوا يبحثون عن شغفهم، ليس من الضروري أن يكون شغفك هواية تجعلك سعيداً، بل يمكن أن يكون أمراً متأصلاً لديك منذ الطفولة أو عن تجربة سابقة، بإمكانه أن يكون الموجه الرئيسي لعملك.
ومن ناحية أخرى، إن فهم ما تفعله ولماذا سيكون مفتاح النجاح، وبناء علامة تجارية خاصة بك تكمن في إخبار قصتك للجمهور المستهدف، حيث أن جيل z ، لايهتم بالحملات الإعلانية التي تشير إلى “المزايا والفوائد”، لذلك ستحتاج العلامة التجارية الخاصة بك إلى تقديم طرق مبتكرة وصادقة والإتصال على المستوى الإنساني لتستطيع إقناع مشاعر وعواطف الجمهور بقرارات الشراء. لذلك يجب أن تكون صادقاً وأن يكون لديك قصة وراء إنشاء عملك التجاري.
وبدون هذه الرؤية والإلتزام الحقيقي والإهتمام بالعاطفة، هناك احتمالات كبيرة لفشل المشاريع الناشئة في السنوات الأولى.
ما هي الأسرار الرئيسية وراء بناء علامة تجارية ناجحة ضمن نطاق الميزانية؟
لبناء علامة تجارية في نطاق الميزانية، هناك عدة طرق يمكن من خلالها أن يقوم أصحاب المشاريع بتوفير المال أثناء بناء علامة تجارية قوية. أيضاً تحديد السبب وراء ما تفعله الشركة هو العنصر الأساسي الذي ينطلق منه أي مشروع. ويجب على كل المشاريع الصغيرة والمتوسطة أن تبدأ في الإفصاح عن القصة وراء انشائها. وهذا هو الوقت المناسب لهذه العلامات التجارية لأن تبدأ في الإهتمام بالجانب العاطفي والإبتعاد قليلاً عن الجوانب المؤسسية والتركيز على جوانب شخصية يمكن أن تتواصل من خلالها مع العملاء. فهو أكثر من مجرد تاريخ الشركة، بل هو الدافع وراء هذه الفكرة، وفهم ما تفعله ولماذا. ومع انتشار وسائل الإعلام عبر الإنترنت، أصبح المستهلكون اليوم يتطلعون إلى التواصل مع العلامات التجارية المفضلة لديهم بشكل عاطفي أكثر من قبل، وأصبحوا يستجيبون للصدق والشفافية، وليس للطريقة أو المسافة.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تلعب الشبكات الإجتماعية دوراً أساسياً في دفع العلامة التجارية الخاصة بك للأمام. وبناء قصة لعلامتك التجارية سيساعدك على توفير الكثير من الميزانية والحد من الإنفاق على الإعلانات، كما سيساعد في تعزيز فرص العلاقات العامة وضمان وصول رسالتك إلى جمهور أوسع.
إذا قمت بإنشاء شركتك بالفعل، ما هو الوقت الصحيح لإعادة بناء العلامة التجارية لعملك؟
إن قرار إعادة بناء العلامة التجارية هو خطوة هامة للغاية، ويرجع ذلك لعدة أسباب. بدءاً من إدارة الأزمات، إلى مجرد تحديث للعلامة التجارية، ويجب على الشركات تقييم جميع الإيجابيات والسلبيات قبل أن تبدأ بإعطاء علامتها التجارية مظهراً جديداً.
هناك عدة أسباب لإعادة بناء العلامة التجارية اليوم. وأهمها هو ضرورة أن تتحول العلامات التجارية للرقمية. يجب التأكد من أن علامتك التجارية تبدو حديثة ومحدثة، بالإضافة إلى توافقها مع مختلف المنصات الرقمية وشاشات المحمول، وهي خطوة في غاية الأهمية للمضي بعلامتك التجارية إلى الأمام. يجب عليك عدم ترك أي فرصة عندما يتعلق الأمر بإعطاء عملك التجاري دفعة إضافية نحو المنافسة.