خاص – ايمان مصطفى
يتوقع خبراء ومحللون أن تبلغ قيمة سوق التجارة الإلكترونية بالإمارات 10 مليارات دولار، بحلول 2018، إذ تضم الدولة واحد لكل 5 متسوقين عبر الشبكة العنكبوتية بالشرق الأوسط.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، شهدت الإمارات طفرة في قطاع التسوق الإلكتروني حتى أنها لُقبت من خبراء ومراقبين بـ “جنة المتسوقين على الأرض”.
في هذا الإطار، يعمل بالإمارات مواقع متعددة للتجارة الإلكترونية، وأبرزها “سوق دوت كوم” و”نمشي دوت كوم” و”جادو بادو”.
هذا بالإضافة إلى تطبيقات مثل ShopShopMe“، الذي يجمع كافة مواقع التجارة الإلكترونية تحت سقف واحد ويتيح للمستخدم اختيار الأفضل، و”FoodNClick“، الذي يوفر طلب المأكولات الجاهزة من أكثر من 100 مطعم عبر الإمارات.
وعلى صعيدٍ متصل، انطلقت تطبيقات في الآونة الأخيرة، تقدم خدمات التسوق الإلكتروني لمستلزمات البقالة، كـ “Grocery Online“، و”Trolly.ae“، و”El Grocer” التي استحوذت مؤخرًا على منافستها ” QuickShop.ae” في صفقة غير مُعلنة التفاصيل.
تجربة جديدة متميزة
ولمّا كان الملعب لايزال متسعًا للمزيد من اللاعبين، لحق “كليكات” Clikat بالركب، مطلع أكتوبر الماضي، كتطبيق يوفر طلب المستلزمات المنزلية الغذائية والخدمية، على نظاميّ “أندرويد” و”iOS”.
يتيح “كليكات” للمستخدم إجراء طلباته ومقارنة أسعارها على مدار الساعة. ويعرض التطبيق منتجات من 12 قسمًا. يتضمن ذلك البقالة والحلوى، والأجهزة الإلكترونية، وخدمات صيانة الأجهزة المنزلية المختلفة، وتوفير جليسات الأطفال، وكذا تنظيف المنازل وغسيل وكيّ الملابس، وشراء الزهور والهدايا.
ولعل تنوع الأقسام المتاحة على التطبيق هي أهم ما يميز “كليكات” عن منافسيه بنظر المؤسسين، إذ جرّت العادة أن تنطلق التطبيقات العاملة بقطاع التجارة الإلكترونية، مُعلنة تخصصها في فرع واحد من تلك الأفرع.
ويعمل “كليكات” كوسيط رقمي بين المستخدم ومزود في تجربة استخدام سهلة. تبدأ رحلة المستخدم بإجراء الطلبية، التي يتسلمها مزود الخدمة عبر البريد الإلكتروني أو رسالة نصية أو على موقعه الإلكتروني، ليقوم بتأكيد الطلب، ثم إرساله للمستخدم واستلام المبلغ نقدًا أو عبر البطاقة الإئتمانية. هذا مع العلم أن “90% من العملاء فضلوا الدفع عند الاستلام حتى الآن”، حسب تصريحات خالد الهويدي المؤسس الشريك في “كليكات” لـ”انتربرنور العربية”.
بعد ذلك يقوم مزود الخدمة بغلق الطلب، ليتسلم المستخدم رسالة تطلب منه تقييم الخدمة. وبذلك يحصل مستخدم “كليكات” على ميزة تمكنه من إجراء أكثر من طلب في آنِ واحد، ومقارنة الأسعار، ومتابعة طلبه أولًا بأول.
بالأرقام
وبالرغم من حداثة التطبيق، إلا أنه شهد أكثر من 5 آلاف تحميل حتى الآن، مع إجمالي طلبات بلغ 300 طلب، جروا مما يزيد عن 140 متجرًا وموّردًا، حسب الهويدي. ومقابل كل طلب يُجرى على منصة التطبيق، يحصل “كليكات” على عمولة متغيرة من الموردين ومزودي الخدمات.
ويتكون فريق عمل “كليكات” من أكثر من 30 موظفًا، بينهم 5 مؤسسين، يتوزعون بين مقريّن إدراييّن في دبي والقاهرة، نظرًا لانخفاض تكلفة التشغيل بالأخيرة.
ويأتي المؤسسون من خلفيات علمية ومهنية متنوعة، فقد جمعتهم ظروف الدراسة والسكن في ماليزيا؛ حيث كانوا جميعًا طلابًا يدرسون تكنولوجيا المعلومات هناك بين عامي 2002 و2007.
انطلق المؤسسون إلى حياتهم العملية بعد التخرج، حتى اجتمعوا مرة أخرى لتأسيس “كليكات” بالشراكة، بعدما عملوا بقطاعات مختلفة تضمنت السياحة والمصارف والخدمات اللوجيستية، وقرروا توجيه خبراتهم إلى مشروعهم الرائد.
تحديات النمو والتمويل
يعتمد تمويل المشروع حاليًّا على جهود مؤسسيه فقط، ويقول مصطفى العبسي، المدير التنفيذي في “كليكات”: “نسعى حاليًّا لتقديم أسعار تنافسية توازي المطروح بالأسواق، وذلك عبر توسيع دائرة الموّردين الذين يعرضون سلعهم ومنتجاتهم على التطبيق، بما يعطي العملاء ميزة اختيار السعر المناسب والمنتج المفضل لديهم”.
يوضح المؤسسون أنهم في إطار خطتهم لتوسيع قاعدة عملاء التطبيق وتسريع عملية انتشاره، يقومون بحملات ترويجية لـ”كليكات”، عبر عدة منصات تتضمن “جوجل آدز”، وشبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما ساهم في الزيادة المطردة لعدد العملاء والمشتركين على التطبيق.
ويسعى مؤسسو “كليكات” لجذب استثمار يدعمهم في تكثيف حملاتهم التسويقية وتنويع منصاتها، ويحفز توسعهم إلى بقية دولة الإمارات، ومنها إلى السوق الخليجي، وصولًا إلى تغطية منطقة الشرق الأوسط، ودخول السوق العالمي. ولكن لحين حصولهم على التمويل اللازم، سيركز المؤسسون على سوق دبي.
ويختتم الهويدي حواره قائلًا: “نحلم بتقديم تجربة عربية خليجية خالصة، قادرة على صناعة تكنولوجيا على مستوى عالمي، في محاولة لتغيير الصورة النمطية للشباب العربي في الغرب”.
فهل تنجح مساعي مؤسسي “كليكات” نحو العالمية؟